تحمل وزارة الأوقاف على عاتقها العديد من الملفات التى تخص رسالة الدعوة، وتحفيظ القرآن، ونشر الفهم الصحيح للدين، ودور المساجد، وإدارة الوقف فى مصر من خلال هيئة الأوقاف، وفى الفترة الأخيرة كانت هناك العديد من الاستفسارات حول معظم هذه الملفات عندما انتشر عدد من مقاطع الفيديو التى شككت فيما تقدمه وزارة الأوقاف فى خدمة الدعوة والدعاة والمساجد، لذا كان هذا الحوار مع وزير الأوقاف د. محمد مختارجمعة، الذى يضع العديد من الإجابات حول كثير من الاستفسارات التى أثيرت وتثار. فى البداية.. شاهدنا عملاً مكثفًا نحو الدعوة والدعاة، ومقارئ القرآن فما هو رؤية الأوقاف فى هذا الأمر؟ - نحن فى عصر ذهبى للدعوة، والإقبال على المساجد غير مسبوق، حيث نراعى فى الخطب الواقع والأحداث والتنوع من أجل بناء الوعى المجتمعى. كما أنه إيمانا من الأوقاف بضرورة مواكبة العصر، فقد أطلقنا على 2023 عام الدعوة الإلكترونية بمصر، حيث نستهدف خلال هذا العام 500 إمام متخصص فى الدعوة الإلكترونية. أما إنشاء مراكز القرآن فتستهدف إحياء إتقان تلاوة القرآن وحفظه، بحيث يتم الأمر على يد أحد كبار المشايخ الذين سيكرسون وقتهم لهذا الأمر على أن يعطى الدارس إجازة بالحفظ فى ربع أو نصف أو كل القرآن أو إجازة فى التلاوة فقط. كما أن إنشاء المراكز بأسماء مشايخ القراء المعاصرين هو نوع من التكريم والتأكيد على استمرار العطاء والتميز لقراء مصر وتواصل قراءة القرآن بين مشايخ مصر قديما وحديثًا. وبدأنا فى إنشاء المراكز بأسماء المشايخ المتطوعين لهذا العمل الجليل الذى يستهدف خدمة كتاب الله بحيث يكون اسم المركز تكريمًا للشيخ. حيث تم افتتاح أول مركز لتلاوة القرآن الكريم باسم مركز د. نعينع لتلاوة القرآن الكريم بمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه، ويقوم المركز على عقد حلقات تعليم التلاوة على يد القارئ الطبيب أحمد أحمد نعينع يومين فى الأسبوع: السبت والأربعاء من كل أسبوع عقب صلاة الظهر، مع منح من ينتظم فى هذه الحلقات ستة أشهر أو يختم القرآن الكريم فى الحلقة واجتيازه اختبار إتقان التلاوة على يد الشيخ ولجنة الإجازة بديوان عام الوزارة إجازة تلاوة معتمدة من الوزارة مذكورًا فيها اسم القارئ الذى تعلم على يديه وأهله للحصول على الإجازة. كما تم افتتاح ثانى مركز لتلاوة القرآن الكريم باسم مركز الشيخ طه النعمانى لتلاوة القرآن الكريم بمسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، ويقوم المركز على عقد حلقات تعليم التلاوة على يد القارئ الشيخ طه النعمانى يومين فى الأسبوع: الاثنين والأربعاء من كل أسبوع عقب صلاة الظهر، مع منح من ينتظم أيضًا فى هذه الحلقات ستة أشهر أو يختم القرآن الكريم فى الحلقة واجتيازه اختبار إتقان التلاوة على يد الشيخ ولجنة الإجازة بديوان عام الوزارة إجازة تلاوة معتمدة من الوزارة مذكورًا فيها اسم القارئ الذى تعلم على يديه وأهَّله للحصول على الإجازة. وهل هناك خطوات أخرى اتخذتها الوزارة فى مجال تحفيظ القرآن؟ - تم بالفعل إطلاق برنامج التحفيظ عن بعد لعام 2023م للراغبين من جميع دول العالم وبخاصة أبناء الدول غير الناطقة بالعربية، ففى إطار الدور الريادى لجمهورية مصر العربية فى خدمة القرآن الكريم وأهله بالداخل والخارج، قرر القطاع الدينى بوزارة الأوقاف التوسع فى برنامج التحفيظ عن بعد للراغبين من جميع دول العالم وبخاصة أبناء الدول غير الناطقة بالعربية، مع منح الإجازات فى ربع القرآن الكريم عند إتمام حفظ ربع القرآن الكريم، مع إجادة تلاوته، وفى نصف القرآن الكريم عند إتمام حفظ نصف القرآن الكريم، مع إجادة تلاوته، وفى ثلاثة أرباع القرآن الكريم عند إتمام حفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم، مع إجادة تلاوتها، وفى القرآن الكريم كاملًا عند إتمام حفظ القرآن الكريم كاملًا، مع إجادة تلاوته، إضافة إلى منح إجازة فى التلاوة لمن يتقن القراءة والتلاوة. كما سيتم ترشيح من تنطبق عليه شروط الترشح للمسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، من الملتحقين بهذا البرنامج. مجالس القرآن والصلاة على النبى بدأتم من الأسبوع الماضى جلسات الصلاة على النبى، ومن قبلها قمتم بأول ختمة مرتلة للقرآن فى مسجد سيدنا الحسين، فما السر فى هذا الأمر؟ - مقصدنا أن نملأ الدنيا كلها تلاوة للقرآن الكريم وذكرًا لله تعالى وصلاة وسلامًا على الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففى إطار عناية وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم وتيسير قراءته والاستماع إليه ولأول مرة فى التاريخ انطلقت مقرأة الختمة المرتلة المتصلة للقرآن الكريم عقب صلاة الجمعة قبل الماضية من مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) بالقاهرة واستمرت إلى مساء السبت 20 مايو 2023م حيث خُتم القرآن الكريم فى ليلة نورانية مباركة. ووزارة الأوقاف ستحتفى بهذا اليوم المشهود كل عام وسنجعله يومًا للإقراء وإكرام أهل القرآن بإذن الله تعالى، ونستطيع أن نقول: هذا تاريخ جديد لمساجدنا، وليس لمساجد مصر وحدها، بل للدعوة فى العالم، عندما تعود المساجد إلى قراءة القرآن والصلاة الدائمة على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهذا هو مفهوم التجديد. إن مجالس القرآن تغشاها الرحمة والبركة فضلًا من الله سبحانه وتعالى وبركة، وأنه إذا كان الشاعر العربى الفرزدق قد قال: أولَئِكَ آبائى فَجِئنى بِمِثلِهِم إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ فآن لنا فى مصر أن نفخر بعلمائنا وقرائنا ونقول مفاخرين بهذا الجيل من أعلام القراء أمام العالم كله: أولَئِكَ قرائى فَجِئنى بِمِثلِهِم.. إِذا جَمَعَتنا يا أُخى المَجامِعُ.. أولَئِكَ أشياخى فَجِئنى بِمِثلِهِم إِذا جَمَعَتنا يا أُخى المَجامِعُ. وأظن أن مثل هذه النخبة اجتمعت على مثل هذه القراءة لا فى جيلنا ولا فى عصرنا ولا فى أى بلد آخر، فهؤلاء هم قراء مصر، ولذلك قررنا باطمئنان وثقة أن يعطى هذا الجيل حقه بفضل الله أولًا ثم بتوجيه دائم ومباشر من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بإكرام أهل القرآن، وقد بدأنا بإطلاق أسماء القراء على مراكز التلاوة والتى ستجمع خيرًا كثيرًا. وفى البرنامج التثقيفى للطفل كل أحد من كل أسبوع يردد الأطفال خلف معلمهم أسماء الله الحسنى قصد بركتها وفهم معناها، وفى يوم الخميس من كل أسبوع فى البرنامج التثقيفى للطفل لينشأ الأطفال منذ نعومة أظفارهم على حب كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فبلد يقرأ فيه القرآن ويصلى فيه على النبى (صلى الله عليه وسلم) لا يضام أبدًا. أحوال الأئمة مازال الحديث مستمرا عن أحوال الدعاة المادية، فما هى خطة الوزارة فى هذا الأمر؟ - بداية تعيين الإمام الآن لا تقل عن بداية تعيين الطبيب وبالأرقام، فأول تعيين للإمام الحاصل على الليسانس 7250 جنيهًا وهى بداية معقولة ومقبولة بالقياس للبدايات الأخرى، ولدينا طموح فيما هو أعلى من ذلك، فإن كان من حملة الماجستير فسيكون تعيينه 7650 جنيهًا، وإن كان من حملة الدكتوراه فستكون بداية تعيينه 7950 جنيهًا، أما بالنسبة للدرجات الأخرى فمتوسط راتب الإمام فى الدرجة الأولى من حملة الليسانس 9306 جنيه، ومن حملة الماجستير 9706 جنيه، ومن حملة الدكتوراه 10 آلاف جنيه فى أول الدرجة، وهذا يعنى أن أقل زيادة لأحدث إمام معين قد بلغت (5833) جنيهًا شهريًّا فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، فى حين بلغت زيادة بعض الأئمة (7257,03) جنيه شهريًّا، هذا بالنسبة للأئمة ونحن نسير على الدرب وتوجيهات سيادة الرئيس كانت واضحة كلما حسنا الموارد الذاتية حسنا وضع الإمام، هذا إضافة إلى صرف الزى المجانى للإمام. وفيما يتصل ببرامج التدريب فإن برامج التدريب بوزارة الأوقاف لا تنقطع ما بين تدريب نوعى تراكمى، وما بين تدريب متخصص كالتدريب على برامج الحاسب الآلى من خلال مركز الحاسب الآلى بأكاديمية الأوقاف الدولية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، ولدينا الآن فى أكاديمية الأوقاف الدفعة السادسة المتكاملة، ودورة فى الدراسات الاستراتيجية وتحديات الأمن القومى تقدمها أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالشراكة مع أكاديمية الأوقاف الدولية، ودورة ستعقد الأسبوع القادم خاصة بأئمة شمال سيناء، وهناك أيضًا دورة تليها لقادة فكر، كما أعلنا عن 300 منحة ماجستير مجانية على نفقة الأوقاف، بالإضافة إلى العديد من المسابقات التثقيفية وبرامج القراءة الصيفية التى لا تنقطع وهناك تكثيف غير مسبوق فى عملية التدريب وعملية التأهيل والتثقيف. وعن قضية النشء فقد أشار وزير الأوقاف إلى أن الوزارة أقامت أعظم برنامج صيفى فى تاريخ مصر ولم يتم تنفيذه بأى دولة أخرى، حيث عُقد فى سبعة آلاف مسجد ونخطط هذا العام أن ينطلق البرنامج الصيفى للأطفال فى 14 مايو فى 20 ألف مسجد ونستهدف الوصول إلى مليون طفل خلال هذا العام. هيئة الأوقاف كثر الحديث عن هيئة الأوقاف وأن هناك بعض المشاكل المتعلقة ببعض أراضى الوقف؟ - إن هيئة الأوقاف تعمل على إنهاء جميع مشاكل تقنين وضع اليد لأهالى القرى والعزب والنجوع المبنية على أراضى الوقف قبل نهاية العام الحالى بإذن الله تعالى. كما أنه فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بشأن تطوير إيرادات هيئة الأوقاف وحسن استثمار أصول الوقف، بلغ إجمالى المتحصلات من إيرادات هيئة الأوقاف المصرية عن الفترة من 1 /4/ 2023م حتى 30/ 4/ 2023م مبلغًا وقدره (190,778,865) جنيهًا، بزيادة قدرها (9,992,072) جنيهًا، بنسبة تقدر بنحو (5.5 %) عما تم تحصيله خلال نفس الشهر من العام المالى الماضى 2021/ 2022م. وبلغ إجمالى المتحصلات من إيرادات هيئة الأوقاف المصرية عن الفترة من 1/7/2022م حتى 30/4/2023م مبلغًا وقدره (1,842,636,703) جنيهات، بزيادة قدرها (232,430,910) جنيهات، بنسبة تقدر بنحو (14,4 %) عما تم تحصيله خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى 2021 / 2022م، وبزيادة قدرها (444,823,096) جنيهًا، بنسبة قدرها (31,8 %) عما تم تحصيله خلال نفس الفترة من العام المالى 2020 / 2021م. تجديد وفرش المساجد وماذا عن إحلال وتجديد المساجد؟ والحديث عن وجود مساجد بلا فرش؟ - العام المالى الحالى من أفضل الأعوام التى تم فيها فرش وتجديد فرش المساجد، حيث تم فرش أكثر من 2300 مسجد بإجمالى مساحة تقدر بنحو 670 ألف متر بتكلفة تقدر بنحو 141 مليون جنيه، والتى تعتبر أعلى كمية فرش تتاح للمساجد فى تاريخ وزارة الأوقاف، مضيفًا أن وزارة الأوقاف تعمل وفق معايير دقيقة تعتمد على النظام والأولويات، فالوزارة تعطى أولوية للمساجد التى يتم افتتاحها، ولا توجد لدينا قائمة انتظار على الإطلاق لمساجد الافتتاح ولا يوجد مسجد واحد «افتتاح» على مستوى الجمهورية سواء تقدم به أحد السادة النواب أم أحد المواطنين أم عن طريق المديريات لم يتم فرشه، والعبرة بمدى احتياج المسجد إلى الفرش، وتقوم المديريات الإقليمية بعمل معاينة دقيقة لجميع المساجد، ووزارة الأوقاف لا تتأخر فى ذلك على الإطلاق سواء فى مساجد الافتتاح أم غيرها. كما أن الوزارة طرحت خلال العام المالى 2022/ 2023م على نفقتها ومن موازنتها ومواردها الذاتية 518 مسجدًا هذا العام، وقد تم الانتهاء من 245 مسجدًا وجار العمل فى 273 مسجدًا، وبذلك يكون إجمالى ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه فى عهد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية (10172) مسجدًا، بإجمالى تكلفة تقدر بنحو (10,4) مليار جنيه، منها (4445) مسجدًا بتكلفة بلغت (5,6) مليار جنيه بمعرفة الوزارة سواء من موازنتها أم من مواردها الذاتية، بالإضافة إلى نحو (5727) مسجدًا تم تنفيذها بالجهود الذاتية تحت إشراف وزارة الأوقاف بتكلفة تقدر بنحو (4,8) مليار جنيه. يضاف إلى ذلك ما تم فى هذه المرحلة من عمارة غير مسبوقة للمساجد الكبرى على الإطلاق لا فى مصر ولا فى أى دولة أخرى، ولا من حيث عدد المساجد أو نوعيتها، وما حدث من تطوير فى مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) جعل من المسجد قبلة جديدة تليق بمسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) وساحته، وليس ذلك خاصًا بمسجد الإمام الحسين فقط، بل شمل ذلك مسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضى الله عنه) بمصر القديمة، ومسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) الذى يتم تطويره، كما يجرى الانتهاء من أعمال تطوير مسجد الظاهر بيبرس والكثير من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، فضلا عن الخطة العامة للإحلال والتجديد والصيانة والتطوير. صكوك الأضاحى وماذا عن مشروع صكوك الأضاحى بوزارة الأوقاف؟ ولماذا تهتم به الأوقاف وهل فيه إجبار؟ - مشروع صكوك الأضاحى مشروع عظيم نسأل الله (عز وجل) أن يجزى كل من ساهم فيه خير الجزاء، وأن التوعية بأهمية المساهمة فى هذا المشروع هو دور وزارة الأوقاف، بإرشاد الناس إلى أن هذا المشروع من المشاريع الاجتماعية المهمة التى تنعكس إيجابًا على الأسر الأولى بالرعاية.. ولا إجبار على الإطلاق لأحد على العمل أو الاشتراك فى المشروع، إنما هو اختيار من يريد أن يشارك فى عمل الخير وخدمة المجتمع. 1 2 3