يعتبر عام 2021 عامًا ذهبيًا لمصر، حيث حصدت مصر العشرات من الألقاب العالمية وحصل أبطالها على العديد من الميداليات المتنوعة بين الذهب والفضة والبرونز، وخطفت الألقاب الجديدة عليها مثل مستر أولمبيا للرجال والسيدات، وبطولة العالم فى الكيك بوكسينج والبور ليفتينج، وأيضًا الليزر رن وغيره لتلفت نظر العالم لها لتثبت أن شبابها ونساءها ورجالها قادرون على التفوق فى كل الرياضات، وأن مهما كانت الرياضة حديثة أو غير معروفة فى مصر وبين الجماهير، ورفعت اللاعبات المصريات على وجه الخصوص شعار العالمية وأنهن قادرات على التنافس فى الرياضات الصعبة والمتطرفة وتحطيم الأرقام القياسية العالمية. وكان هذا العام على وجه الخصوص عامًا استثنائيًا بالنسبة لهن، فقد شاركن فى مسابقات فى جميع أنحاء العالم وحصلن على اعتراف عالمى وتمكن من كسر القوالب النمطية المتعلقة بالصفة، التصنيفات الجندرية، وجعلننا جميعًا فخورات بهن ومتشوقات للمزيد من البطولات ومن أشهرهن رشا فاروق بطلة العالم فى الرماية والجرى المعروفة برياضة الليزر رن، وفى حوار خاص ل روزاليوسف سردت رشا قصة نجاحها المثيرة والملهمة متى بدأت ممارسة الرياضة؟ - بدأ اهتمامى بالرياضة منذ الطفولة مارست، الكثير من الرياضات، وفى الثالثة عشرة من عمرى بدأت فى ممارسة لعبة التنس الأرضى، وتفوقت فيها بشكل كبير، وكان ذلك إلى جانب تفوقى الدراسى، حتى أصبحت بطلة النادى فى التنس وانضممت إلى منتخب مصر وأنا فى السادسة عشرة، كنت أتمنى تحقيق بطولات كبرى فى رياضة التنس التى أحببتها بشدة، ولكن اضطررت إلى التخلى عن حلمى نتيجة لإصابة شديدة فى ساعدى وتسبب ذلك فى إحباطى وابتعادى عن الرياضة لفترة أصبت خلالها بحالة من الاكتئاب الشديد، لكن لم أستسلم ومارست العديد من الرياضات المختلفة، ولكن أكثر ما اهتممت به كانت الفروسية والخماسى. لماذا اخترت رياضة الفروسية رغم كونها من الرياضات التى تصنف للرجال فقط؟ - كان اختيارى لرياضة الفروسية عن طريق الصدفة، فكنت أذهب دائمًا إلى منطقة الأهرامات مع أصدقائى للتنزه وركوب الخيل وتعلقت جدًا بالخيول، من وقتها وحاولت شقيقتى الكبرى ريم التخفيف عنى بعد إصابتى بالاكتئاب بسبب التوقف عن ممارسة لعبتى المفضلة التنس، فحدثتنى عن رياضة الفروسية وتحمست جدًا للفكرة، ولكن كنت أعلم جيدًا أن أماكن التدريب على هذه الرياضة قليلة جدًا أو غير متواجدة فى مصر غير فى الأهرامات، وبالصدفة لمحت أختى مزرعة الزهراء فى منطقة مصر الجديدة وسألت بها ووجدت بها مكانًا للتدريب وتعليم الفروسية، وبدأت رحلتى الجديدة فى عالم الرياضات والبطولات التى غيرت حياتى تمامًا، وتدربت وشاركت فى معظم مجالات الفروسية من ترويض وقفز موانع وتحمل وسباق والتقاط الأوتاد وعروض عسكرية، وحققت فيها إنجازات وميداليات محلية ودولية، كما حصلت على تكريمات عديدة ومهمة أعطتنى دفعة قوية للأمام، واجتزت عدة تدريبات فى مجال التدريب الدولى والتحكيم وتصميم الموانع وسدود القفز وأصبحت بعدها كابتن للسيدات فى رياضة التقاط الأوتاد، كما لعبت رياضة الخماسى الحديث المكونة من خمس لعبات، السباحة وسلاح الشيش والجرى والرماية والفروسية، وانضممت إلى منتخب مصر للخماسى لتبدأ فى حياتى مرحلة جديدة فى تحقيق البطولات العالمية، بالإضافة إلى أننى أرفض فكرة أن هناك رياضة معينة للرجال فقط، فالرياضات بكل أنواعها وأشكالها تناسب الجميع ويتفوق فيها الجميع، والدليل على ذلك أن هناك الكثيرات من النساء حول العالم وفى مصر والوطن العربى تمكن من حصد الألقاب الدولية فى الكثير من الرياضات التى كانت تسمى للرجال فقط كالمصارعة ورفع الأثقال وكرة القدم وغيرها. كم عدد البطولات التى حصلت عليها؟ - حصلت على أكثر من ميدالية فضية فى الفروسية ومركز أول مرتين وعدد من البطولات الاخرى، لكن أهمها الثلاث ميداليات ذهبية فى بطولة العالم لليزر رن جرى ورماية، والتى أقيمت فى القاهرة فى يونيو 2021 فى مرحلة الماسترز +40، بالإضافة إلى حصولى على العديد من التكريمات من الشخصيات المهمة من بينهم المشير طنطاوى فى إحدى البطولات فى مصر، وأيضًا ولى العهد البحرينى وعدد من الشخصيات الشهيرة والمؤثرة فى دول مختلفة، ولدى خبرة كبيرة فى عدد من الرياضات، فأنا عضو فى فريق بنتاثيلون المصرى والاتحاد المصرى للخماسى والاتحاد المصرى للفروسية، وعملت مصممة دورات فى الاتحاد المصرى للفروسية، وكابتن الفريق المصرى لربط الخيام بجنوب إفريقيا، ومدرب ومضيف أيضًا الاتحاد المصرى للفروسية، وشغلت منصب المدير العام التنفيذى لنادى سيجنى الرياضى لفترة، ومدرب ركوب الخيل فى مركز عمان للفروسية، كما حصلت على مجموعة من الشهادات والتراخيص الدولية مثل FEI Show Jumping Coach المستوى 2 الصادرة من الاتحاد الدولى FEI وتم الإصدار فى مايو2019، وأيضًا مصمم دورات الاتحاد الدولى للفروسية المستوى الأول، وشهادة الرابطة الأمريكية للتمارين الرياضية واللياقة البدنية (AFAA) وغيرها. كيف تمكنت من حصد اللقب فى بطولة العالم الأخيرة ؟ - فى البداية أُوَضح أن لعبة الليزر رن حدث استعراضي جديد فى دورة الألعاب العالمية، أقيمت أول بطولة عالمية لها فى عام 2015، وكانت تهدف إلى تقديم الرياضة إلى الجماهير فى مدن مختلفة فى جميع أنحاء العالم، لأنها كانت من الرياضات الحديثة غير المتعارف عليها فى معظم الدول، وأقيمت بطولة العالم فى مصر من حوالى 6 أشهر، وشارك أكثر من 500 لاعب من 42 دولة فى استاد القاهرة الدولى، وذلك بعد أقل من أسبوع من قرار المجلس التنفيذى للاتحاد الدولى للبراءات (EB) أن مينسك عاصمة بيلاروسيا لم يعد بإمكانها تنظيم بطولة العالم المشتركة فى عام 2021 بسبب ظروف خاصة فى بيلاروسيا، وأنا شاركت فى البطولة في لعبتين فقط الجرى والرماية، التى تسمى بألعاب الليزر رن، لأننى لم أتمكن من لعب الخماسى الذى كان يحتوى على خمس لعبات، الفروسية والرماية والسلاح والسباحة والجرى، بسبب أن مشاركة السباحة كان لابد من ارتدائى مايوهًا كاشفًا للجسد وبمواصفات معينة، وأنا محجبة فاخترت الليزر رن رغم أننى حققت أول جمهورية وأول دولى عدة مرات فى الخماسى الذى تعلمته فى عدة أشهر فقط، ولم أكن أعرف فيه شيئًا غير الفروسية، وحصلت على بطولة العالم فى الليزر رن بعد عدة تدريبات وخوضى أكثر من بطولة محلية وتحقيق مركز أول بها. كيف نجحت كأم فى التوفيق بين الرياضة والأمومة ؟ - الأمومة لم تكن أبدًا عائقًا أمام أى سيدة تريد النجاح فى أى مجال وليس فقط المجال الرياضى، فهناك الكثير من المصريات اللاتى تميزن وبرزن فى العديد من مجالات العلوم المختلفة ووصلن إلى أعلى المناصب الإقليمية والدولية وهن أمهات، ولم يؤثر نجاحهن أبدًا على مهمتهن الأساسية كأمهات، فأنا مثلًا كانت أسرتى هى الداعم لى دائمًا، فأنا أم لشابين، يوسف 18 عامًا، وياسين 14عامًا، لم يمنعنى اهتمامى بهما عن مواصلة تحقيق حلمى الرياضى، وكنت أحرص على اصطحابهما إلى معظم البطولات التى كانت تقام داخل مصر فى الإسكندرية والإسماعيلية وشرم الشيخ والغردقة وغيرها إلى جانب معاونة أسرتى لى فى تربية أبنائى. وكنت أيضًا أحرص على التواجد معهما فى مناسباتهما الخاصة وأكون ملمة بأمور دراستهما ومشاكلهما وكل ما يخص حياتهما فى آن واحد، التوفيق بين الأمومة والنجاح فى أى شيء ليس بمعجزة إنما إرادة وتعاون وحسن تنظيم للوقت وتخطيط جيد وشريك حياة داعم ومتفهم ومشارك فى كل شيء. هل كان للأسرة والزوج دور فى دعمك وتشجيعك؟ - أنا أنتمى إلى أسرة رياضية، فأنا تعرفت على زوجى أساسًا فى إحدى البطولات المحلية، حيث كنت حكمًا فى إحدى البطولات التى يشارك فيها، فهو أيضًا بطل فروسية وكانت أول مرة بالنسبة له للمشاركة فى بطولة جمهورية، وقام وقتها بفعل خاطئ فوجهت له بعض كلمات التحذير ثم استبعدته وقمت بطرده خارج منطقة المسابقة وتدخل وقتها رئيس النادى وتم حل الخلاف. أما أولادى فهم دائمًا ما يشجعانى على التقدم والتطوير من نفسى وخوض العديد من البطولات سواء المحلية داخل مصر أو حتى الإقليمية والدولية ودائمًا ما يعلنان فخرهما بى ودعمهما لى أمام الجميع وأنا اعترف أن جزءًا كبيرًا من نجاحى وتفوقى فى الرياضات المختلفة كان بسبب الدعم والتشجيع المستمر الذى أتلقاه من أبنائى وزوجى وحتى أهلى وأقاربى وأصدقائى. ما أحلامك وخططك المستقبلية التى تودين تحقيقها؟ - أحلامى كبيرة جدًا، فأنا أتمنى وأسعى لتحقيق المزيد من البطولات وخاصة الدولية والعالمية، وأتمنى أن أحصد أكبر عدد من الميداليات الذهبية لمصر، وأخطط لأن أسجل اسمى ضمن الأبطال الرياضيين المصريين الذين تفوقوا عالميًا فى الكثير من الرياضات حتى باتت أسماؤهم مسجلة بحروف من نور فى معظم الاتحادات العالمية العريق منها والحديث، وكان أكبر أحلامى أن أنشئ أكاديمية خاصة لتعليم الفروسية للأطفال والكبار وذوى القدرات الخاصة، وبالفعل تمكنت بمساعدة زوجى وشريكى فى كل نجاحاتى من إنشائها وهى تقدم مجموعة مختلفة من أنشطة الفروسية لجميع الأعمار والمستويات على أيدى مدربين دوليين متخصصين . 2