فى كل مرّة وفى كل مَقال هنتكلم فيها مع بعض عن لحظة سعادة، ممكن تكون اللحظة دى فيها سعادة لكل إللى حواليك، وتكون لحظة حُزن ليك إنت شخصيًا، والعكس كمان ممكن يحصل تكون لحظة سعادة ليك وتكون لحظة حُزن لكل إللى حواليك.. لحظات سعادة كتير هنتكلم عنها بتحصل لناس كتير، سواء لحظة سعادة بالنصر أو لحظة سعادة بوظيفة كان صعب قوى تتحقق، لحظة سعادة بمنصب مستحيل أو لحظة سعادة للشفاء من مرض صعب جدًا الشفاء منه. كل أسبوع هنتكلم عن لحظات كتير، وإللى هيجمع كل اللحظات دى إنها هتكون لحظات إيجابية، دائمًا أبدًا هحاول أخلّى فيها أن نهاركم يبقى سعيد ويومكم بيضحك. حتى لو الموضوع ميخصَّكش من قريب أو بعيد بَس هيكون فيه لحظة سعادة. لحظات كتير صعبة بتعدى على الإنسان وربنا بيسهلها وبيعدّيها، وفى لحظات سعيدة بتعدّى على الإنسان بَس بتعدّى بسرعة ومبيحسّش بيها، وأنا قدّام المقالة بتاعة النهارده كنت بسأل نفسى وبدوّر على لحظات سعادة للأسرة دى، ولاقيتها موجودة فى الرضا وفى الأمل فى ربنا والأمل فى بكره، وإللى فى آخر المقالة هقوله بشكل مباشر وهطلبه بشكل رسمى.. خلّينى أحكى لكم الحكاية فى مقالة النهارده، بطل مقالة النهارده هو «عبدالرحمن عرام». عبدالرحمن اتولد لأم مصرية مكافحة بتعشق أولادها التلاتة: عبدالرحمن هو أصغر إخواته، ليه أخت بنت اسمها «أمانى» وولد اسمه «على». الأم عاشت معاهم قصة كفاح رهيبة بعد وفاة الأب، وعبدالرحمن عانى كتير من موت باباه لأنه كان مرتبط بيه جدًا، وتوفى الأب وعبدالرحمن عنده 9 سنين بعد معاناة مع المرض لمدة 7 سنين. توفى الأب بدون ما يسيب لهم معاش، وشالت الأم المسئولية كاملة.. تحمّلت مسئولية ولدين وبنت. الحمد لله بنت صحيًا كويسة والولد الأكبر «على» بيعانى من تيبُّس فى العضلات وروماتويد وبيحتاج علاجه إلى حقنة تكلفتها خمسة آلاف جنيه شهريًا غير فلوس تربية وأكل وشرب لباقى العيلة. اشتغلت الأم ال24 ساعة فى اليوم ما بين إنها تعطى دروس وتعمل أغذية وخضار سابق التجهيز وتحضّره للسيدات العاملات وتحضّر وجبات جاهزة وتوصلهم البيوت إللى بيطلبوها علشان ياكلوا أكل بيتى، واشتغلت وربنا قدّرها إنها توصّل ببنتها «أمانى» لكلية آداب لغة عربية، وأمانى عملت دبلومة وكمان اتجوزت، وبالنسبة ل «على» الابن دخل كلية حاسب وآخر سنة السنة دى وبإذن الله بتحلم الأم يتخرّج ويشتغل بقى. نوصل لبطل قصتنا «عبدالرحمن» إللى كان عنده صعوبة فى النطق وكان مش بيستوعب الكلام ولا كان بيفهم الأم وهى بتكلمه وعمل عمليات كتير كان أصعبها استئصال أورام، وبدأ علاج مع دكتور نفسى لأن عمره العقلى أقل من الزمنى بأكثر من ست سنوات! وهنا الأم كانت بتشوف ابنها عنده استعداد يفهم ويتقدّم والناس كانت حواليه شايفة إن مفيش أمل، ودخل عبدالرحمن المدرسة وتعبت جدًا الأم علشان تدخّله مع الدّمج، يعنى يتعلم وسط الأصحاء، وفعلاً نجح عبدالرحمن فى الإعدادية، وقررت الأم إنه يدخل ثانوى؛ لأن هى شايفة إن عبدالرحمن عايز يشتغل فى التليفزيون. عبدالرحمن رغم صعوبة الكلام وصعوبة النطق عايز يبقى مذيع!، والأم قالتلو ذاكر واشتغل على نفسك علشان تبقى مذيع، وفى الوقت ده كل إللى حوالين الأم بيقوللها كفاية عليه تعليم كده وخليه يشتغل بالإعدادية ويستفيد من نسبة 50 ٪ لتشغيل ذوى القدرات الخاصة، لكن عبدالرحمن والأم عندهم أمل إنه يبقى مذيع. وفعلاً دخل عبدالرحمن ثانوى وجاب مجموع 85 ٪ (متنسوش إن عبدالرحمن عقله متأخر عن الأشخاص العاديين بست سنين) إنتوا متخيلين الحلم والأمل ممكن يغيروا إزّاى فى البنى آدم. وهنا الأم كانت خايفة إنه ميتقبلش فى الكلية علشان حالته وخايفة تفقد ثقة عبدالرحمن فيها لو مدخلش كلية. والحمد لله عبدالرحمن دخل كلية إعلام وقرّب من حلمه علشان يبقى مذيع. وبدأ عبدالرحمن يظهر فى الحفلات التابعة للقدرات الخاصة ويقدم الحفلة وكمان يكون ضيف وبيظهر فى البرامج التليفزيونية. وكبر طموح عبدالرحمن واختير عبدالرحمن إنه يكون سفير التشغيل لأصحاب القدرات الخاصة، واختارته السيدة أمل مبدى ليظهر فى الحفل الأخير لحفل «القادرون باختلاف» مع الممثل مصطفى شعبان ومجموعة من أصدقائه من القدرات الخاصة أمام رئيس الجمهورية ليتكلم بكل أريحية ويطالب بحق أصحابه من القدرات الخاصة.. ويوافق السيد الرئيس على طلباتهم ويطلب بتنفيذها. وهنا عبدالرحمن بيقدّم الشكر دايمًا للمهندسة أمل مبدى والدكتور على حنفى. عبدالرحمن بقى علاقتى بيه متميزة لأنه بيقولى كلمة ماقلهاش لحد غيرى بعد وفاة باباه، بيقولى يا بابا وحمّلنى مسئولية الأب نحو ابنه علشان كده كلمت لعبدالرحمن الأستاذ أسامة منير لتدريب عبدالرحمن وكمان أنا بطلب من الأستاذ تامر مرسى أن يدّى عبدالرحمن فرصة إنه يطلع فى أحد البرامج للمساعدة فى التقديم حتى لو حلقة واحدة فى الشهر وتحقيق حلم أسرة بتحلم إن ابنهم يكون مذيع، وبطالب كل إللى يقرا المقالة يحاول يوصّل صوت عبدالرحمن إنه يكون مذيع ويوصّل صوت عبدالرحمن لينا عن طريق التليفزيون. وأنا بقول لعائلة عبدالرحمن وعبدالرحمن نهاركم سعيد ويومكم بيضحك. وبقول لكل إللى قرا المقال: نهارك سعيد ويومك بيضحك. 15