حظر ومصالح حكومية معطّلة، دور عبادة مغلقة، لا أفراح ولا أحزان، سكون يُخيِّم على الشوارع فى المساء، ويضج بالحركة فى الصباح. مشاهد حزينة لا يرغب المصريون فى العودة إليها، لكنهم فى الوقت ذاته لا يعبأون بمناشدات الحكومة المستمرة للالتزام بالإجراءات الاحترازية، مهدرين جهود الدولة الحثيثة لمكافحة الوباء الصحى والاقتصادى.
موجة ثانية من جائحة كورونا فى الطريق إلى العالم ومصر.. أعراض جديدة، هجوم متوقع -أكثر شراسة - للفيروس - بحسب منظمة الصحة العالمية - يهدد حياة المواطنين ويُنْذِر بعودة الإجراءات التى شلَّت حركة الاقتصاد فى ظل انخفاض الوعى بخطر «كوفيد - 19» إذ لا يمكن لدولة فى العالم عبور هذا الفيروس اللعين إلا بتعاون مواطنيها وتكاتفهم.. «روزاليوسف» رصدت استعدادات وزارة الصحة والدولة المصرية لمواجهة الموجة الثانية من كورونا، ودرجة وعى المصريين الحالى بالفيروس والموجة الثانية منه فى ظل عودة بعض الدول للإغلاق خوفًا من تفشى المرض. غرف فندقية فى إمبابة! البداية كانت من قسم الاستقبال بمستشفى حميات إمبابة، وضع المستشفى نظامًا لدخول الاستقبال بتذكرة للدخول تبلغ قيمتها 20 جنيهًا فى الفترة من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى ال2 ظهرًا، بعد انتهاء الفترة الأولى -المخفضة- والتى تبدأ فى الساعة 9 صباحًا إلى 11 صباحًا، وتبلغ قيمة التذكرة فيها 5 جنيهات. قامت الممرضة المسئولة بقياس درجة حرارتى، قبل أن تطلب منى الطبيبة فى غرفة الكشف التحاليل والأشعة وفقًا للبروتوكول الصحى. فى معمل التحاليل وغرفة الأشعة طلبت منّا الممرضة دفع مبلغ 35 جنيهًا للتحاليل و75 جنيهًا للأشعة فى الخزينة. الدكتور محمد الاستشارى بمستشفى الحميات إمبابة، أكد أن المستشفى يوفر حاليًا للمرضى التحاليل وأشعة الصدر الكاشفين لكوفيد19 فى حالة الاشتباه ثم المسحة كمرحلة أخيرة للتحقُّق من الإصابة، استعدادًا للموجة الثانية من الوباء بعكس الموجة الأولى التى لم يكن متوافرًا فيها تلك الإمكانيات. وأضاف أن المستشفى به غرف مميزة تبلغ قيمتها 1300 جنيه «تأمين» و400 جنيه كل ثلاثة أيام، وغرف فندقية وتبلغ قيمتها 1500 جنيه «تأمين» و500 جنيه كل ثلاثة أيام. تتسع الغرفة المميزة أو الفندقية المكيفة لحالة واحدة فقط وتحتوى على سرير وثلاجة وشاشة تليفزيون، بينما يتكون القسم المجانى من 7 إلى 10 أسرّة فى الغرفة، فى مساحة مترين تفصلها ستارة بين كل سرير. مؤكدًا أن تلك الأسعار- المخفضة على حد تعبيره- وجدت لدعم علاج الحالات غير القادرة مجانًا. سيارات جولف الحميات فى مستشفى حميات العباسية الذى كان يسوده الهدوء، كانت تذكرة الكشف فى قسم الاستقبال ب10 جنيهات، لفت نظرنا الحرص الشديد من الجميع أطباء وأطقم التمريض والعاملين بالمستشفى، وحتى المرضى على الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات. الطبيب المختص قام بقياس النبض فقط مطمئنًا إياى قائلاً: أنه مادام لم تظهر أى أعراض شبيهة بالإنفلونزا فليس هناك أى داعٍ للقلق. مشيرًا أن « الموجة الثانية» ستكون أصعب من الموجة الأولى، وأن الحالات المستقبلة فى المستشفى بدأت بالفعل فى التزايد فى الفترة الأخيرة بشكل يومى بسبب قلة الوعى وتراجع الاهتمام بإجراءات الوقاية والتباعد. مستطردًا: أن وزارة الصحة تخضع الأطباء بالمستشفى حاليًا لمسحة دورية كل 15 يومًا، وقامت أيضًا بتنفيذ توسعات وتجديدات فى مستشفى حميات العباسية، لمنع التزاحم بين المرضى كما حدث فى«الموجة الأولى»، إضافة لتوفير عدد من سيارات «الجولف» لنقل المرضى داخل المستشفى تستخدم فى حالة الزحام، قبل أن يدون فى الروشتة الخاصة بى فيتامين سى لتقوية المناعة قمت بصرفه مجانًا من صيدلية المستشفى. المنيرة زحام من دون كمامة مستشفى المنيرة العام كان وجهتنا التالية، الازدحام بالمرضى وذويهم كان سيد الموقف، عدد كبير من أفراد الأمن والعاملين متواجدون لمراقبة توافد المرضى والتعامل معهم لتوجيههم للمكان الصحيح. الدخول لقسم الاستقبال كان مجانًا ودون اتباع الإجراءات الاحترازية. أخبرنا موظف استقبال الطوارئ -الذى لايرتدى كمامة - بأن الحالة اشتباه بالإصابة بكورونا، طلب منا البطاقة الشخصية ورقم الهاتف وقام بتسجيل البيانات. فى غرفة كشف الباطنة قام دكتور «مينا مجدى» بفحص الحلق قائلاً: إن لدى احتقانًا بالزور، أخبرته بأن لدى شكًا فى الإصابة بالفيروس فطلب منى عمل تحاليل وأشعة فورية، مشيرًا إلى أن المستشفى يوفرها حاليًا بالمجان، على أن أعود له بعد ظهور النتيجة والتى تستغرق فى حدود الساعة فقط، مضيفًا أنه لو أظهرت التحاليل والأشعة اشتباهًا فى إصابتى سأخضع لمسحة تظهر نتيجتها بعد 3 أيام، وفى حال ثبوت الإصابة سيتم نقلى إلى مستشفى حميات العباسية بسيارة إسعاف المستشفى. معمل التحاليل كان مزدحمًا بالراغبين فى تحليل « CBC» أجريت التحليل بعد انتظار الدور فى غرفة متكدسة بالمرضى، لتخبرنى الممرضة بالعودة بعد 45 دقيقة إلى ساعة للحصول على النتيجة. كورونا مرفوضة حتى لو كنت المدير! رغم تعليمات وزارة الصحة للمستشفيات العامة باستقبال حالات الاشتباه بفيروس كورونا، فإن مستشفى التحرير العام بإمبابة يرفض استقبال حالات الاشتباه بكورونا؛ حيث يقوم رجال أمن المستشفى بمنع دخول أى حالة لديها أعراض الفيروس، ويقومون بإرشادهم للذهاب لحميات إمبابة أو مستشفى إمبابة العام، كما قال لنا «محمد إسماعيل» أحد العاملين فى أمن المستشفى. دكتور محمد عصام وكيل مستشفى التحرير العام قال: إن مدير المستشفى السابق الدكتور جمال عبدالتواب رحمه الله والذى تُوفى بكورونا عندما أصيب بالفيروس لم يتم علاجه بالمستشفى، وتم نقله إلى مستشفى حميات إمبابة حتى يتلقى العلاج خوفًا على أرواح المرضى والعاملين بالمستشفى، مؤكدًا أن مستشفى إمبابة العام لديه قسم كامل لاستقبال حالات الاشتباه بكورونا، بعد تحويل مستشفى «الصدر إمبابة» إلى مستشفى عزل. الأولوية للجيش الأبيض والحوامل وكبار السن عن خطة وزارة الصحة لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا قال الدكتور علاء عيد مستشار وزير الصحة للطب الوقائى ومكافحة العدوى: إن الوزارة استعدت ب 376 مستشفى عامًا ومركزيًا على مستوى الجمهورية، بجانب مستشفيات الحميات والصدر التى قامت الوزارة بتطوير أكثر من 45 مستشفى منها، مؤكدًا أن نسبة الإشغال فى الوقت الحالى داخل مستشفيات العزل تبلغ 14%. وتابع «عيد»: تم تجهيز 35 ألف سرير و3000 سرير رعاية مركزة، إلى جانب توفير 2300 جهاز تنفس الصناعى. وأضاف أنه تمت زيادة قدرة المعامل إلى 61 معملاً بقدرة تشغيلية حوالى 30 ألف عينة يوميًا، وتمت زيادة المقاعد بالخط الساخن من 500 إلى 800 مقعد باللغتين العربية والإنجليزية، لخدمة المواطنين بشكل أفضل. مستشار وزير الصحة لمكافحة العدوى أكد أن حالات العزل المنزلى والمخالطين خصَّصت لهم الوزارة 5000 وحدة ومركز صحى و1000 قافلة طبية ثابتة ومتحركة، لصرف حقيبة أدوية بروتوكول علاج كورونا ومستلزمات الوقاية الصحية. مؤكدًا أن وزارة الصحة وفرت أيضًا بالمستشفيات العام والحميات والصدر جميع الفحوصات لحالات الاشتباه بفيروس كورونا «تحاليل CBC وأشعة الصدر والمسحة» بالمجان فى حالة إذا تبين أن الحالة مصابة، وهو مالم يكن متوافرًا فى الموجة الأولى. وعن الأسعار قال الدكتور علاء عيد، إن الوزارة أصدرت تعليمات إلى المستشفيات العامة ومستشفيات الحميات برفع قيمة التذكرة من جنيه إلى 5 جنيهات صباحًا و10 جنيهات للاقتصادى الذى يستمر العمل به حتى الثانية ظهرًا، أما استقبال الطوارئ فهو مجانى بشكل كامل والذى يبدأ من الثانية ظهرًا. مستشار وزير الصحة أوضح أن الأزمة الحقيقية التى ستواجه الدولة فى الموجة الثانية، والتى يتوقع أن تبدأ مع بداية العام الجديد، هى تراجع الوعى لدى المواطنين وإهمال الإجراءات الاحترازية، وهو ما يُصعِّب من مهمة الدولة فى التغلب على الموجة الثانية المتوقعة، مشيرًا إلى أن عودة الحظر خيار غير مستبعد فى حالة استمرار هذه الحالة من الإهمال، خاصة أن هناك دولًا اتخذت بالفعل هذه الخطوة. وعن اللقاح قال «عيد»: نعمل مع الصين على 3 لقاحات منها لقاحان نجرى بالفعل التجارب والأبحاث الإكلينيكية السريرية عليهما.