مهرجان التحرش للجميع!

كشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية عن أن 9٪ من الرجال تعرضوا للتحرش الجنسى، وأن 4٪ من هؤلاء اضطروا لإقامة علاقة جنسية خارج إطار الزواج بناءً على سيدات كن معظمهن مديرات أو مالكات للشركات التى يعملون بها.
تأتى تلك الدراسة وسط تطورات كبيرة يشهدها ملف التحرش بالرجال الذى أثير مؤخرًا بعد أن تغلب بعض المشهورين على فكرة الوصم الاجتماعى وخرجوا ليعلنوا أنهم ورغم كونهم رجالاً، فإنهم تعرضوا للتحرش الجنسى، وفى مقدمتهم الفنان تميم يونس الذى فاجأ متابعيه على الإنستجرام بأنه تعرض للتحرش على يد طبيب أسنان عندما كان عمره 22 عامًا، حيث سأله الطبيب أسئلة جنسية وطلب منه شد بنطاله وأمسك عضوه التناسلى.
كما اتهم الفنان عباس أبو الحسن نفس الطبيب بالتحرش به أثناء خضوعه للكشف فى عيادته.
ورد عليهما الطبيب ببيان عبر موقعه على الفيس بوك أكد فيه أن ما نُشر ضده يعتبر جريمة منظمة وممنهجة للتشهير به وبسمعته وأنه سيتخذ جميع الإجراءات القانونية وسيتقدم ببلاغ أمام جميع الجهات القانونية المختصة.
ومن ناحية أخرى، أمر المستشار حمادة الصاوى النائب العام يوم الأربعاء الماضى بالتحقيق فى بلاغ تم تقديمه ضد هذا الطبيب لاعتياده التحرش بالرجال.
وذلك بعد أن تلقت النيابة العامة فى الأول من سبتمبر هذا الشهر عريضة إلكترونية من وكيل عن ثلاثة أشخاص يشكون من طبيب سبق التحرش بهم وتحريضهم على ممارسة الفجور.
ومع ظهور قضية التحرش بالرجال على الساحة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى الأسبوع الماضى مبادرة لفضح حالات التحرش بالرجال قام بها كريم جودة أحد مستخدمى الموقع وطالب الرجال بالتحدث عما تعرضوا له من تحرش.
وقال: أى شخص تعرض للتحرش لا يخاف فأنت راجل وزيادة وكتب بعض الرجال والشباب تجاربهم عن التحرش ومنهم عبدالله الذى قال: كانت فى رابعة ابتدائى تقريبًا وكنت باشترى حاجة من الشارع وكان فيه شاب فى حدود ال33 سنة لسه فاكر ملامحه لحد دلوقتى المهم لقيته بيبص على جسدى وتكلم معى بلطف قالى تعالى نلعب مع بعض قلت له طيب ثانية واحدة أروح الحاجات دى لماما فى البيت وأجيلك نلعب مع بعض روحت البيت وحكيت لبابا أخذنى قال شاورلى على الولد شاورت وروحت وعرفت أن أبويا مسك الشاب وضربه». كشف الدكتور وليد هنرى استشارى الصحة النفسية فى بحث له أن التحرش بالرجال من الموضوعات المسكوت عنها فى المجتمعات الشرقية ومنها مصر.
فعادة الرجل الذى تم التحرش به يشعر بالخوف لاتهامه أنه شريك فى الجريمة والخوف من اتهامه بالمثلية الجنسية وتقليص فرص الزواج.
ويعانى من فوبيا الزواج والخوف من الفضيحة والتعرض لتشويه السمعة والتعرض للتنمر. د.أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق قال لنا: 80٪ من قضايا التحرش الجنسى التى تعرض على الطب الشرعى ادعاء وليست صحيحة وهذه القضايا من القضايا التى يصعب التحقق منها فى الطب الشرعى، فلابد أن يكون هناك دليل على التحرش مثل علامات مقاومة أو تمزق فى ملابس الضحية أو آثار على الجسد، دون ذلك يكتب الطب الشرعى تقريره بأن جهات التحقيق عليها التأكد من التحرش من عدمه بالتحقيق وشاهدة الشهود.
وقال الدكتور فودة: المتحرش غالبًا ما يكون قد تم التحرش به وهو صغير فى سن يكون لديه إدراك ما تم الفعل به وغالبًا ما يكون ما بين سن 7 - 12 عامًا.
د.أيمن فتحى أخصائى العلاج النفسى قال لنا: لابد أن نعترف أن تحرش الرجل بالرجل شيء نادر ليس ظاهرة ومن يقوم بهذا الفعل مصاب باضطراب جنسى نتيجة تعرضه لاعتداء جنسى وهو صغير، بالإضافة إلى التنشئة التى لا تبث لديه القيم الدينية والأخلاقية.
وأكد الدكتور فتحى أن هؤلاء المتحرشين ليسوا مصابين بمرض بيولوجى يحتاج لدواء وإنما يحتاجون لعلاج معرفى سلوكى والبحث وراء قيامهم بهذا السلوك وفى بعض الأحيان يتم علاجهم بالصدمات الكهربائية.
والبحث عن دوافعهم للقيام بهذا العمل ونقوم بتقويم سلوكهم ليؤمنوا أن ما يقومون به جاء نتيجة لأفكار مغلوطة.
وقال الدكتور فتحى عن تحرش المرأة بالرجل لا يمكن أن نطلق عليه لفظ تحرش وإنما نقول عليه غواء حيث تغرى المرأة الرجل للانتباه إليها وقد يتم هذا من خلال المرأة التى تعمل فى الدعارة.
قال لنا نصر الدين حامد عيد المحامى بالاستئناف: القانون لم يفرق بين المرأة والرجل حال تعرض أى منهما للتحرش.
والمشرع المصرى استحدث نصوصًا جديدة فى قانون العقوبات للتحرش، وذلك من خلال المادة 306 التى أكدت على عقوبة كل من يتعرض للغير فى مكان عام أو مكان خاص بإيحاءات أو تلميحات يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه.
وأضاف المشرع مادة 306 مكرر ب تحدث فيها عن التحرش الجنسى وهو أن تستطيل يد الجانى إلى جسد المجنى عليه وهو التلامس أو الاحتكاك ويشترط لهذه الجريمة القصد الجنائى.
والقصد الجنائى يتمثل فى أن تكون نية الجانى الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية بمعنى لو أن الجانى احتك أو ارتطم مع المجنى عليه دون أن يكون قصده الحصول على متعة جنسية.
وعليه كما قال نصر الدين لو تعرض رجل للتحرش من رجل أو سيدة وتقدم ببلاغ تتخذ الإجراءات القانونية ويتم التحقيق من قبل النيابة وتحال قضية المتحرش للمحكمة وعادة فى حالة عدم وجود أدلة يتم إثبات التحرش من خلال الشهود والاعترافات وتسجيل المحادثات التى يقوم بها المجنى عليه وغيرها من الطرق القانونية.