بأدوات بسيطة وإمكانيات محدودة وتفكير مختلف استطاع عددٌ كبيرٌ من النساء منافسة أشهَر الطباخين الذين تصدّروا برامج الطبخ لسنوات طويلة؛ منهن مَن اتخذت الطبخ هواية؛ ومنهن مَن امتهنته فى حياتها وأصبح يمثل مَصدر الدخل الأساسى لها بجانب أرباح قناة «يوتيوب»، واستطاعت أن تتصدر القنوات الفضائية جنبًا إلى جنب مع مشاهير الطهى فى مصر. بعضهن تركن العمل الخاص بهن للتفرّغ للمشروع الخاص، منهن مَن كن يشغلن مناصب مرموقة فى شركات ومؤسّسات كبرى، ولكنهن فضّلن التفرغ للطهى وإعداد حلقاته.. «روزاليوسف» تحدثت إلى عدد من السيدات اللواتى أصبحن يتصدرن كلمات البحث على «يوتيوب» من جانب مَن يرغب فى تعلم الطهى أو تطوير مهاراته.
مطبخ لولو «هبة الله أشهر» أمّ لطفليْن وصاحبة «مطبخ لولو»، تخرجت فى كلية الآداب، قسم اللغة الفرنسية، جامعة الإسكندرية، كانت تعشق كل ما يتعلق بعالم الطهى منذ الصغر، اطلعت على الثقافات المختلفة للطعام فى مختلف البلدان وجرّبتها. تقول «عملت فى مجالات مختلفة جميعها لا ترتبط بالطهى بشكل أو بآخر، منها شركة «أونيكس» للخدمات البيئية، وبعد زواجى تركت العمل للتفرغ لأسرتى وتربية أبنائى، وبعد فترة وجدتُ من بقائى فى المنزل فرصة جيدة لملاحقة شغف الماضى. وبدأتُ فى تطوير الأمْر من خلال مشاهدة الفيديوهات المختلفة عبر اليوتيوب، والإنستجرام، وبدأت فى تجربة الوصفات مع عائلتى وأصدقائى ومن ثم وبعد الإشادة بالأطباق التى أقدّمها فى العزائم العائلية، تشجعت على بدء مشروع «مطبخ لولو» الخاص بالأكل البيتى والكاترينج، وأطلقت صفحة على «فيس بوك»، أتلقى من خلالها الطلبات وعرض الأصناف مع نصائح المطبخ، فضلًا عن مشاركتى فى المعارض المحلية لتقديم منتجاتى». الشيف توتا هى واحدة من عشرات النساء اللواتى اتجهن لتدشين قنوات على موقع «يوتيوب»؛ للقاء مثيلاتهن ممن يعملن على تلك المنصة، الشيف «توتا مراد» تقول «دراستى لم تكن مرتبطة بالطهى، فأنا خريجة نُظم ومعلومات، إلّا أنّى كغيرى من الشيفات عشقتُ الطهى منذ الصغر ودائمًا ما كنت أنفق أموالى على كتُب الطهى القديمة حتى فى الأجواء الدراسية كنت أذاكر الوصفات، رُغْمَ عدم تطبيقى لأى من هذه الوصفات، لكن كنت أكتفى بمتعة قراءتها التى لا يمتّعنى سواها. بعد فترة قررتُ أن أظهر موهبتى، وذلك بناءً على رغبة أهلى وأصدقائى المقربين، فكانوا دائمًا ما يلحون علىَّ بالطهى وتعليم الفتيات المُقبلات على الزواج ومَن ترغب فى تطوير ذاتها فى المطبخ ووصفات الطهى المختلفة، بدأتُ بصفحة على «فيس بوك» وبدأت تكبر فى وقت قليل ويزيد عدد متابعيها باستمرار، ومن ثم قررتُ إنشاء قناتى على «يوتيوب» وظل عددُ مشاهديها يكبر بشكل ملحوظ ووصفاتى بدأت تتردد على لسان جمهورى وأيضًا اسمى، ما أهّلنى بعد ذلك إلى تقديم برنامج خاص بى على إحدى القنوات الفضائية الآن». توضح «توتا»: أشهر وصفة لى هى البسبوسة؛ لأنها كما يقولون لى استطاعت «فك عُقدة سيدات كتير جدّا كانت تخشى الاقتراب من صنف الحلويات بسبب التجارب السيئة السابقة لهن». لافتة «دائمًا ما ترسل لى الفتيات سواء فى الرسائل أو عبر التعليقات حُبّهن لى ولوصفاتى ويخبرننى بحرصهن على متابعتى باستمرار». وتتابع: «بحاول أكون بسيطة وسلسة وقريبة من كل الطبقات والأذواق المختلفة، ودائمًا أكون حريصة على تقديم أطباق المطاعم المعروفة حتى يتسنّى لهم طهيه فى المنزل بسهولة ومن دون أى تعقيدات أو مكونات كثيرة ومكلفة، وربما هذا أكثر ما يميزنى؛ خصوصًا أن التواصل مهم جدّا مع الناس، وهذه أكثر النقاط التى أحرص عليها، ولذلك أرد عليهم وعلى أسئلتهم بنفسى دائمًا». وعن الحياة الأسرية، أكدت أن «الأمر بالطبع يؤثر على المنزل واحتياجاته دائمًا، وبالتالى فهناك جانب تقصير أحاول أن أجرى نوعًا من التوازن فيها دائمًا ومراعاة تنظيم الوقت بين المنزل والعمل وأرتب يومى». وعن جمهورها تؤكد: «الشريحة الأكبر من جمهورى سيدات، لكن مؤخرًا أصبح هناك الكثير من الرجال المغتربين يتابعوننى ويطبقون وصفاتى ويرسلون لى استفساراتهم على الصفحة، وهذا أيضًا شىء منحنى ثقة كبيرة». موضحة أن مَثلها الأعلى فى الطهى هى «مارثا ستيوارت» وأكثر ما يميزها «البساطة وسهولة توصيل المعلومة». وتتابع: «لا أتوقف عن مذاكرة الطهى يوميّا ولاأزال أقوم بشراء كتُب الطهى، من كل مطابخ العالم حتى أتوسع أكثر وأقدّم أفكارًا جديدة ومختلفة لكل متابعى». وعمّا يُعرف بأن الطبخ نَفَس، قالت «أنا أومن جدّا بهذه المقولة، فالطهى بالتأكيد نَفَس وروح يمكن جدّا أى شخص يطبّق الوصفة ونفْس المقادير لكن الأكيد أن ليس جميعهم هينتجوا نفْس الطعم». ياسمين مرسى رُغْمَ أن قنوات الطبخ على الفضائيات، لها جمهورها؛ فإن برامج «اليوتيوب» أصبح بها جمهور مختلف تمامًا.. ياسمين مرسى، واحدة من بين النساء اللواتى تركن العمل فى أحد المناصب الكبرى وتفرغت للمطبخ وقنواته، تقول «تخرجت فى كلية تجارة رُُغم كرهى للأرقام ودراستى للقسم الأدبى. أحببت الكتابة وكان حلمى أكون مذيعة، بعد تخرجى اشتغلت فى أكثر من بنك وكنت ناجحة وأحببت الشغل وابتكرت فيه حتى أصبحت نائبة مدير فرع. ظللت على هذا الوضع لمدة 10 سنوات ما بين تعامُل مع عملاء واكتساب خبرات جديدة، حتى تزوجت وأنجبت طفلتى «ملك»، ثم واجهتنى مشكلة إجازات البنوك الخاصة لرعاية الطفل؛ حيث إنه ليس من السهل الحصول عليها.. بعد ولادتى لابنى الثانى أصبحت مُخَيرة بين ترك العمل الذى أحبه ورعاية أبنائى واخترت أبنائى وكنت على يقين بأن هناك عوض لهذه التضحية بما أحب؛ خصوصًا أننى بحثت كثيرًا عن وظائف تناسب ظروفى دون جدوى. بعد مرور عامين قررتُ عمل «career shift» وفكرت فى مجال مختلف تمامًا، فى البداية فكرتُ فى العمل فى حضانات مع أولادى ولكن لم أجد نفسى فى هذا المجال، كنتُ دائمًا ما أعزم أهلى وأصدقائى وكانوا يشيدون بالأكل بشكل كبير وملحوظ، وبدأت أهتم أنى أصوره، فعملت page للأكل البيتى وكاترينج من ثلاث سنوات وأصبحت أرفع الوصفات الصحية عليها والاختراعات والأكل محسوب السعرات الحرارية أيضًا، كما قمت بإنشاء بلوج إنستجرام وظهرت فى أكثر من برنامج تليفزيونى». لم تكتفِ «ياسمين» بهذا، بل قررت أن تقوم بتدريب الأطفال على قواعد التعامل وفنون الإتيكيت فى أكثر من مكان؛ خصوصًا أن كورسات البنك وخبراتها السابقة فى العمل ساعدتها جيدًا فى الأمر، حتى أصبح لها فقرة عن إتيكيت أسبوعية فى القناة الثانية.