رغم ما وصلت إليه شهرة بعض النجوم فى هوليوود والعالم، فإن شغفهم بالعمل العام وأحيانًا بالمناصب السياسية لا يهدأ. فهناك من يقوم بدور قوى فى الخدمات الاجتماعية ومع منظمات حقوق الإنسان المختلفة. ومن يحاول أن يكون لديه دور توعوى فى المشاكل التى تواجه مجتمعه. وعلى مدار التاريخ، نجح عدد من الفنانين فى شغل مناصب سياسية مختلفة ما بين حاكم لإحدى الولايات أو عضو بالكونجرس، بل وصل أحدهم إلى الكرسى الكبير فى إحدى المرات وأصبح رئيسًا للبلاد وهو الرئيس الأسبق «رونالد ريجان».. ويبدو أن هذا شجع الكثير من الفنانين فيما بعد أن يتقدموا بترشيح أنفسهم لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية. مواجهة «ترامب» تعتبر الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى نوفمبر المقبل من أكثر الانتخابات التى اهتم بها أهل الفن، فقد أعلن أكثر من فنان نيته للترشح بها، منهم «أنجلينا جولى» و«سكارليت جوهانسون» التى أعلنت بشكل صريح أنها تفكر بجدية فى خوض الانتخابات ولكنها لم تتخذ أى خطوة حيال ذلك. وجدير بالذكر أن أكثر ما يحرك هؤلاء هو رغبتهم فى الوقوف ضد سياسات الرئيس الأمريكى الحالى «دونالد ترامب» حيث عبروا عن استيائهم من أداء «ترامب» حيال عدد من القضايا الداخلية والخارجية. أيضًا فجر المطرب الشهير «كانى ويست» قنبلة منذ أكثر من شهرين بالإعلان عن نيته للترشح لرئاسة الجمهورية وخوض الانتخابات المقبلة. ورغم أنه أعلن ذلك الأمر عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر، فقد وجد رد فعل كبير من جمهوره حول العالم ما بين مؤيد ومعارض.. وقد تعجب جمهور «ويست» من رغبته تلك حيث إنه كان من الداعمين ل«ترامب» فى بداية ولايته عام 2016. بينما قام «ترامب» بالسخرية من فكرة ترشح المطرب للرئاسة، واعتبرها مجرد دعابة. ومن جانبها قامت «كيم كردشيان» زوجة «ويست» بدعم زوجها فى بداية الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ثم أعلنت بشكل مفاجئ دعمها ل«ترامب» للاستمرار بولاية أخرى. وعلى عكس المتوقع قام «ويست» بإقامة مؤتمر صحفى لإعلانه عن رغبته بالترشح بشكل مستقل (ليس تابعًا لأى حزب سياسي) مع إعلان تفاصيل حملته الانتخابية.. وفى يوم السبت الماضى تقدم بأوراق ترشحه الرئاسى بشكل رسمى للجنة الانتخابات الفيدرالية عن ولاية آيوا، وصرح مسئول الولاية أن اللجنة «بصدد دراسة الأمر وإعلان إمكانية قبول أو رفض ترشح ويست». نتائج مخيبة للآمال هناك عدد من الفنانين فى تاريخ الولاياتالمتحدة الذين اخترقوا العمل السياسى والقليل منهم من تشجع وقام بترشيح نفسه لكى يخوض المعركة الرئاسية.. ومنهم الفنان «فريد طومسون» والذى بدأ مسيرته الفنية عام 1987 وقدم عددًا كبيرًا من الأعمال الناجحة من أهمها فيلم (لا طريق للخروج) و(الموت الصعب2) عام 1990 ومسلسل (الجنس والمدينة) عام 2000. ومع نجاحه الفنى كان أيضًا موفقًا سياسيًا، حيث نجح فى انتخابات عضوية مجلس الشيوخ الأمريكى لفترتين متتاليتين فى انتخابات 1994 و1996.. وشغل منصب «سناتور» أمريكى عن ولاية تينيسى منذ عام 1994 حتى 2003. وفى عام 2007 قرر «طومسون» تكليل تاريخه السياسى بخوض الانتخابات الرئاسية وقتذاك وبالفعل خاض الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهورى ولكنه انهزم فى اللحظات الأخيرة أمام «جون ماكين» الذى اختاره الحزب ليمثله فى انتخابات عام 2008. وفى عام 2013، أعلن الفنان الأمريكى النمساوى «آرنولد شوارزنجر» نيته خوض الانتخابات الرئاسية، خاصة بعدما نجح فى منصبه السياسى كحاكم لولاية كاليفورنيا.. ولكنه صرح لوسائل الإعلام وقتها أنه يرغب أن يدخل التاريخ بكونه أول رئيس للولايات المتحدة مولود خارج أراضيها.. وبما أن الدستور ينص على ضرورة أن يكون رئيس الولاياتالمتحدة مولودًا داخل الأراضى الأمريكية.. فسعى «شوارزنجر» طوال فترة حكمه لاستخدام علاقاته السياسية لمحاولة مناقشة تعديل هذا البند بالدستور، كى يسقط هذا الشرط عنه ويستطيع الترشح وتحقيق حلمه ولكن دون جدوى. وخارج الولاياتالمتحدة قرر المطرب وعازف الجيتار الأمريكى «ويكليف جين» استغلال أصوله الهاييتية خوض الانتخابات الرئاسية فى جمهورية هاييتى عام 2010، ولكن تم استبعاده لإقامته بالولاياتالمتحدة أكثر من هاييتى. الفائز الوحيد «رونالد ريجان» هو الفنان الهوليوودى الوحيد الذى تمكن من مواصلة المشوار حتى نهايته.. «ريجان» احترف التمثيل منذ عام 1937 وقدم ما يقرب من 15 عملًا سينمائيًا فى فترتى الأربعينيات والخمسينيات كان من أهمها (ملاك من تكساس) 1940 و(That Hagen Girl) عام 1947 و(الفريق الفائز) عام 1952 و(Bed time for Bonzo ) وآخر أعماله كان فيلم (القتلة) عام 1964..وقد تميز «ريجان» منذ بداياته بحبه للقيادة ومحاولاته لحل المشاكل الاجتماعية والسياسية، لذا تولى أكثر من منصب اجتماعى بالإضافة إلى كونه نقيبًا للممثلين، وهو المنصب الذى استطاع من خلاله أن يحل مشاكل الفنانين الشيوعيين فى النقابة آنذاك. «ريجان» الذى كان ينتمى للحزب الديمقراطى فى بداياته ثم انتقل بعدها للحزب الجمهورى عام 1962.. تولى منصب حاكم ولاية كاليفورنيا لولايتين بدأتًا عام 1966، وقد تمكن أثناء حكمه لكاليفورنيا أن يحقق طفرة كبيرة على المستوى الاقتصادى حيث رفع الضرائب وقلل الأعباء الاقتصادية لتشجيع الاستثمار. كما كانت له مواقف فى التصدى لاحتجاجات الولاية فى عام 1969. ولأن رصيد «ريجان» لدى الشعب الأمريكى كان يؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية فقد قام بترشيح نفسه فى انتخابات عامى 1968 و1976 ولكنه لم ينجح. وفى عام 1981 تمكن من النجاح فى انتخابات الرئاسة واستمر حكمه لفترتين حتى عام 1989. ليصبح أول رئيس فنان يحكم أمريكا.