لا شيء أفضل ولا أقيم ولا أعظم من إدخال الفرحة على القلوب .. رسم السعادة على الوجوه .. صُنع البهجة فى النفوس .. خصوصًا إذا كان هؤلاء البشر من البسطاء حالًا .. الذين ينتظرون ليلة العمر بفارغ الصبر .. فإذا جاءت لا يفسدها ولا ينقصها شيء .. بل تكملها الدولة اليقظة الحانية على أبنائها، فلا يضيع فيها فقير أو بسيط الحال .. بل يفرح ويسعد وينم قرير العين مطمئن القلب.. هذا ما يفعله «دكان الفرحة» الذى أطلقه صندوق تحيا مصر كمبادرة تهدف لتقديم شتى صور الدعم الاجتماعى للأسر الأولى بالرعاية بالقرى والنجوع كافة، وذلك من خلال دراسة الحالة الاجتماعية للمستحقين. تجهيز العروس المبادرة التى انطلقت فى أبريل من العام 2019 تنقسم الى محورين؛ الأول يتضمن تنظيم معارض للملابس الجديدة داخل الجامعات الحكومية ودور الأيتام، لإدخال البهجة على الطلاب، مع مراعاة الجانب المعنوى؛ بحيث يتم إتاحة الفرصة لكل طالب لاختيار 3 قطع تناسبه بحرية تامة من دون مقابل، وتم توزيع نحو 250 ألف قطعة ملابس على نحو80 ألف مواطن، وكذلك عدد من الدراجات على الأطفال لنشر الفرحة بينهم خلال تواجدهم مع أسرهم فى هذه المعارض، ولكن مؤخرًا أطلق الصندوق مشروعًا جديدًا ضمن مبادرة دكان الفرحة وهى المبادرة التى تستهدف حملة تجهيز العرائس والتى تهدف الى تجهيز «45»عروسًا. بداخل إحدى دور الرعاية الاجتماعية للفتيات تحدثنا مع (م. م )؛ إحدى الفتيات المستفيدات من «دكان الفرحة» الذى أسس لها حياة جديدة مع زوجها، بعد فترة خطوبة استمرت 4 أعوام.. هى تبلغ من العمر 25 عامًا، تعلمت داخل دار الأيتام المشغولات اليدوية بعد أن حصلت على شهادة الثانوية الفنية، قررت العمل فى أحد المصانع الذى يقع بجوار دار الرعاية حتى تستطيع تجهيز نفسها، بعد أن خطبها أحد الشباب الذى يعمل فى المصنع نفسه، تؤكد أن دكان الفرحة كان له الفضل فى تجهيزها.. كما استفادت « س. محمد» من دكان الفرحة، بعد أن تم تجهيزها ضمن فتيات الرعاية التابعة لوزارة التضامن. من جانبه، أشاد المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة معًا؛ بمبادرة دكان الفرحة، قائلًا: «مبادرة رائعة سوف تساعد المؤسسة ودور الرعاية فى حل مشكلة تواجه جميع دور مؤسسات الرعاية، نحن نركز على احتياجات الفتيات المعيشية والتعليمية قبل الزواج، ما يتسبب فى تأخر الزواج لفتيات الرعاية لحين توفير تبرعات تجهيزات العرائس»، وأوضح أن مبادرة دكان الفرحة سوف تساعد على إنهاء أزمة الغارمات وأكد على اهتمام الدولة بدور الرعاية والعمل على تطويرها؛ حيث خصَّصت وزارة التضامن مقرًا ضخمًا لاستقبال المشردين، وقريبًا سيتم فتح أكبر دور رعاية فى الوطن العربى سوف تضم 500 مشرد ومشردة من جميع الفئات العمرية. من جانبها، قالت العميد هبة أبوالعمايم. مستشارة وزيرة التضامن للرقابة والتفتيش ومنسق ملف التضامن بصندوق تحيا مصر؛ إن دكان الفرحة يستهدف تجهيز الفتيات داخل دور الرعاية وفتيات الأسرة البديلة بالإضافة إلى الأيتام، وقالت: لدينا أكثر من 11 ألفًا داخل دور رعاية من أعمار مختلفة ، ولقد نجحنا فى تجهيز 45 فتاة من داخل دور الرعاية على مستوى الجمهورية، موضحة أنه تم اختيار تلك الفتيات لأن زواجهن تأخر بسبب عدم توفير تجهيزات العرائس، وتابعت أن تجهيز العروس يشمل 7 أجهزة كهربائية بداية من الثلاجة حتى الخلاط وأدوات شخصية كشنطة ملابس كافية لمدة عامين وشنطة ميك أب وكريمات. وأكدت أن دكان الفرحة سوف يشمل فتيات أخريات داخل المجتمع، وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ، سوف يتم الإعلان عنه قريبا. من جانبه، قال تامر عبدالفتاح المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر إن مبادرة دكان الفرحة تأتى ضمن مشروعات محور الدعم الاجتماع الذى أعده الصندوق لتدعيم شتى مجالات التكافل بين المصريين وبعضهم بعضًا، فيتضمن عددًا من المشروعات بجانب «دكان الفرحة» هدفها الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، وتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية ومنها: مبادرة بالهنا والشفا ومشروع الاستفادة من لحوم الهدى والأضاحى لتوفير الوجبات الغذائية لهذه الأسر فى القرى والنجوع، والتى استفاد منها أكثر من 6 ملايين مواطن حتى الآن. وأضاف أن محور الدعم الاجتماعى يتضمن أيضا مبادرة سجون بلا غارمين والتى نجحت فى فك كرب أكثر من 6 آلاف غارم وغارمة حتى الآن، بالإضافة برنامج حماية أطفال بلا مأوى والذى نجح فى حماية أكثر من 23 ألف طفل حتى الآن؛ سواء بإعادة دمجهم فى أسرهم مرة أخرى أو بتسكينهم فى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن والتى طورها الصندوق لتوفير ظروف معيشية كريمة لهؤلاء الأطفال. وأوضح عبد الفتاح، أن الفقر يعد هو العقبة الرئيسية أمام «تيسير الزواج» خاصة للفتيات فى القرى والنجوع ومن ثم نسعى إلى التخفيف عن كاهل العديد من الأسر بدعم ومساعدة الفتيات فى تيسير زواج فتياتهم، وذلك بتوفير الأجهزة الكهربائية مع مراعاة نصيب الفتيات اليتيمات وذوى الاحتياجات من الاهتمام والرعاية، تم تنظيم معارض لطلاب جامعات المنيا وجنوب الوادى والإسكندرية وعين شمس، ودمياط، وسوهاج. كما يتم تنظيم معارض فى القرى الأكثر احتياجا لتوزيع الملابس على دور الأيتام وأبناء السجينات ودور رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة. تم توزيع الملابس الجديدة على الأسر الأولى بالرعاية فى القاهرة والجيزة والشرقية والأقصر وسوهاج والواحات البحرية، وأسيوط وقنا، فضلا عن توزيع 10 آلاف بطانية على الأسر الأولى بالرعاية وعدد من الدراجات على الأطفال لإدخال روح البهجة والفرحة عليهم خلال تواجدهم مع أسرهم فى هذه المعارض. أما المحور الثانى فيتضمن توفير تجهيزات الزواج للفتيات الأولى بالرعاية اللاتى يتم اختيارهن وفقًا لعدة معايير أهمها بحث الحالة، وقد استفادت من المبادرة نحو 300عروس حتى الآن، فيما تم تسليم الأجهزة بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن والإعلام والموضة لمشاركة العرائس فرحتهن. ويتم مراعاة شروط يجب توافرها فى الفتيات المستفيدات من المبادرة وهى: أن تكون الفتاة مصرية الجنسية ولا يقل عمرها عن 18 عامًا، وأن يكون لديها عقد قران موثق لمدة لا تتجاوز 6 أشهر ونصيب دخل الفرد فى الأسرة لا يزيد على 350 فى الشهر ولا تكون قد سبق لها الزواج، ويتم البحث والتقصى من خلال الجمعيات القاعدية والقادة الطبيعيين بالقرى والنجوع ورصد الفتيات الفقيرات واللاتى لديهن مشكلة فى انهاء إجراءات الزواج بسبب ضيق الحال وعدم قدرة الأسرة على توفير مستلزمات الجهاز للفتاة، تنفيذ بحث لكل حالة من الحالات المتقدمة. كما يتم تنفيذ بحث ودراسة للحالة والأسرة والفتاة وتطبيق المعايير كافة للتأكد من استحقاق الحالة من عدمها، وذلك من خلال البحث الميدانى للحالة وزيارة أسرتها ودارسة الحالات وتطبيق معايير التقييم لتصنيف واختيار الحالات يتم فى هذه المرحلة تطبيق معايير التقييم لتصنيف وترتيب الحالات طبقا لشدة ودرجة الاحتياج على أن تحصل كل فتاة على التجهيزات التالية: ثلاجة – غسالة – بوتاجاز- سخان- خلاط-مروحة – مكواه – مرتبة اسفنجية -طقم أدوات طهي- شنطة مستحضرات عناية شخصية- شنطة مستحضرات تجميل- بطاقة مشتريات بقيمة 500 جنيه.