كتابة على الشاشة، لندن 16 نوفمبر 2027، وحدث يبدأ بوفاة أصغر طفل فى العالم يبلغ من العمر 18 عامًا «بيبى دييجو» نجم المرحلة يوقع أتوجرافات للمعجبين، وحين يرفض ينفعل المعجب ويقتله، تجمهر حزين أمام مقهى به جهاز يذيع الخبر. يقف بينهم البطل يشهد انفجارًا، يليه عنف فى الشارع وإعلان عسكرى، أيها البريطانيون أظهروا بطاقاتكم، رجال شرطة الهجرة يحتجزون المهاجرين غير الشرعيين فى أقفاص كالعبيد. مسن ممتلئ بالحيوية يصحب البطل «ثيودور فارون»، وهو ناشط اجتماعى سابق يعمل حاليًا كموظف مدنى، فى سيارته إلى كوخ منعزل فى غابة، فى الطريق تمر سيارة نقل عليها أقفاص مليئة بالبشر ويعلق المسن، مهاجرون غير شرعيين تصطادهم الحكومة كالصراصير. يحدثه عما يسميه «مشروع البشرية» وليمة لكل العلماء والحكماء يتبادلون النظريات بشأن اللغز المحير، ما سر عدم خصوبة النساء؟ فى المقابل هناك جماعة «سمك» فى حرب مع الحكومة البريطانية، تقوم بالتفجيرات وتلصقها بهم.. جماعة «سمك» تتزعمها امرأة بيضاء تقوم بدورها النجمة «جوليان مور»، ويقوم «كليف أوين» بدور «ثيو» الذى كان ثوريًا قبل عشرين عامًا من الأحداث وسيتورط بعد خطفه وتهديده من جماعة «سمك» لمصاحبة الفتاة وحمايتها حتى النهاية.
بينما يقوم «مايكل كين» بدور العالم الذى يعيش بتقشُّف مع زوجته فى غيبوبة كالموتى وكلب وقطة، ويعمل على مشروعه سرًا. وهناك فتاة سوداء من المهاجرين غير الشرعيين تحميها جماعة «سمك» وهى حامل، خوفًا من وقوعها فريسة لجماعات متحاربة فى مواجهة انعدام الخصوبة الذى يهدد العالم بالفناء.
أُنتج الفيلم عام 2006 وعُرض عام 2007، يتناول مستقبلاً لم يعد بعيدًا عنا الآن فى إطار تشويقى. ووسط تصاعد الكراهية تجاه الأجانب المطاردين ومن بينهم الفتاة السوداء الحامل. ووسط أهوال ومشاهد حركة على الطريقة الأمريكية تلد طفلة وتكون جماعات ثورية قد أعدت سفينة لنقلها بعيدًا عن مركز الجحيم فى إنجلترا.
استند السيناريو إلى تصاعد اليمين فى أوروبا وإلى قرارات تُتخذ بالفعل حاليًا وقبل سنوات تجاه الأجانب، وتنامى دعوات طرد المهاجرين. ويتصاعد التشويق فى ثلث الفيلم الأخير وإن كانت الرؤية السياسية مختلطة بين كون المعارضين «عرب» أو من أوروبا الشرقية أو شيوعيين. لم يهتم المخرج «ألفونسو كوارونو» من شاركته كتابة السيناريو بتحديد وجهة نظره وبدا أن ما يهمه فقط هو تحقيق فيلم أكشن بنجمين كبيرين ومعهما ممثلون جيدون. فى الفصل الأخير من فيلم( Children Of Men)، وعبر وحدته المشهدية الأخيرة سنتعرف على أطراف الصراع: حكومة بوليسية، وفوضويون يرددون: الله أكبر رافعين البنادق وبينهم نساء محجبات، «ماريكا» وشاب قد يكون من روسيا الشيوعية، الشاب هو الذى سيوصلهم لسفينة الإنقاذ فى البحر قبل أن يقع تحت يد الفوضويين، أما «ماريكا» الغجرية فهى التى ستساعدهما، و«سيد» من قوة البوليس، لكنه يقوم بأعمال مع المعارضة يعرفه «مايكل كين» ويكلفه بالمساعدة، يلبسه المخرج الكوفية الفلسطينية، هل كانت تخفيًا منه ليتحرك وسط الإسلاميين، عمومًا رغم مساعدته لنقل الفتاة فإنه الشرير الأشر فى الفيلم كله.. مما يرجع اعتقادى عن رؤية المخرج المشوشة سياسيًا.
لم أشعر رغم براعة التصوير والحرفية العالية التى ظهر عليها الفيلم أن المخرج لديه هم أو رسالة يريد إبلاغها لنا، كما لا يمكن اعتبار الفيلم استشرافًا للمستقبل الذى بدا قريبًا جدًا ولا يمكن أن ينهار العالم خلال هذه السنوات السبع وأن تبقى فقط بريطانيا بقبضتها البوليسية كما ظهرت فى الفيلم على أنها الدولة الوحيدة الباقية فى العالم المنهار.