أطفال إعلان مستشفى الناس.. الإنسانية فى الصغر كالنقش على الحجر!

«فى ناس واقفة هنا جنبى، وناس بتطبطب على قلبى، تشيل ألم وتملى أمان، تتمنى يشفى قلبى عشان يشوفوا الفرحة فى عنيا، وعيون كل اللى حواليا، إيدك فى إيد مستشفى الناس شكرًا عشان حاسين بيا»، كلمات تغنى بها أطفال صغار ظهروا على شاشة التليفزيون فى إعلان لمستشفى الناس، احتلت ملامحهم وأصواتهم قلوب المشاهدين، حتى باتوا يحفظون الأغنية عن ظهر قلب ويرددونها فى منازلهم. جاءت ردود الأفعال على الإعلان مليئة بالبهجة والحب وظهر ذلك من خلال مشاركة الفيديو الخاص به على مواقع التواصل الاجتماعى وردود الأفعال والتعليقات التى حرص الناس على الإفصاح عنها تعبيرًا عن إعجابهم الشديد به.

«روزاليوسف» تحدثت مع مجموعة من أبطال الإعلان، لتستعرض ما وراء الكواليس.منهم من وقع عليه الاختيار من خلال مكتب ل«الكاستينج» وأطفال آخرون قاموا بإجراء عمليات جراحية بالمستشفى وقرروا المشاركة لمساعدة المستشفى من خلال التبرعات.

ردود أفعال إيجابية

بدأت رحلتها فى الإعلانات منذ عام ونصف العام، وكانت بداية ظهورها مع الفنانة هنا الزاهد فى إعلان «كمبوند سونيو»، كما ظهرت فى كليب مع الفنان زاب ثروت وإعلان ل«كلورتس» ومستشفى الدكتور مجدى يعقوب أيضًا، لدى «حلا هيثم» 6 أعوام وهى طالبة فى الصف الأول الابتدائى بمدرسة الليسيه فرنسيه، يقول والدها: «مشاركتها فى إعلان مستشفى الناس جت من خلال مكتب كاستينج اتصلوا بمامتها عشان تعمل الإعلان».

يؤكد والدها أن شخصية «حلا» هى السبب الرئيسى لاختيارها فى الإعلانات، إضافة إلى جمالها ومظهرها، مشيرًا إلى أن عمله فى الميديا ساعده كثيرًا على إدراك ما تقوم به لذا كان يشجعها دائمًا على الظهور الإعلانى: «حلا عملت إعلانات كتيرة جدًا، يمكن أكتر من 13 إعلان وتوفيق ربنا هو أهم حاجة فى مشوارها، وفى إعلان مجدى يعقوب كانت بتزق العربية والأم اللى كانت معاها ف الإعلان كانت شبهها جدًا».

تم تصوير إعلان مستشفى الناس قبل شهر، حتى إنهم فقدوا الأمل فى عرضه على التليفزيون، وبعد مرور أيام من شهر رمضان تم إطلاقه على العديد من القنوات، ومواقع التواصل الاجتماعى، وجاءت ردود الأفعال إيجابية من الجمهور، حيث أبدى الكثيرون إعجابهم بالإطفال والأغنية واحتل الإعلان عقول وقلوب المشاهدين.

كان الإعلان الذى ظهرت فيه الطفلة حلا مع الفنانة هنا الزاهد هو الأقرب لقلبها، كما ظهرت فى إعلان حفاضات: «حلا بتحب الرسم جدًا وبتفهم فى الديكور، من وهى 3 سنين كانت بتخش على الليفينج عاوزة ترتب البيت بشكل معين كنت بحرج على مامتها تقرب من حاجة عملتها أو رتبتها، بتقضى وقتها فى اللعب والتكنولوجيا مش مقربين منها أوى بتلم مكعبات وتلعب بالعرايس وبالتابلت يوم الخميس بس، هى نفسها تطلع مُدرسة لأن عندها حتة العطاء، بتحب تدى الناس أى حاجة، وحتى لو حصل حاجة واتعصبت بيبقى بشكل كوميدى»، تلتقط «حلا» أطراف الحديث من والدها قائلة: «هتبرع من مصروفى للمستشفى عشان أساعد الناس».

تفوق دراسى وعشق للغناء

اصطحبت الأم طفليها وزوجها لعمل كاستينج، وبعد مضى عدة أشهر تلقت اتصالًا يخبرها بقبول ابنتها للظهور فى إعلان مستشفى الناس، ليكون أول ظهور لها على شاشة التلفاز، كانت الطفلة مسرورة بهذا الحدث كما شجعتها أسرتها على الاجتهاد فكانت من أوائل الأطفال الذين حفظوا الأغنية الخاصة بالإعلان عن ظهر قلب لتثبت تفوقها بينهم.

لدى «ملك وليد» 9 أعوام ونصف وهى الابنة البكرية لوالديها، قضت يومًا كاملًا فى تصوير الإعلان بإحدى الفيللات وقضت وقتًا ممتعًا برفقة الأطفال هناك، تقول والدتها: «هى فى الحفظ كويسة جدًا ولما شغلوا الأغنية حفظتها على طول وصوروا كل حاجة فى نفس اليوم من 8 الصبح ل 6 بالليل»، حب الأم للتمثيل دفعها للسعى من أجل طفلتها حيث اكتشفت شغفها به وميلها للغناء أيضًا: «أنا شغالة ممرضة بس بحب التمثيل جدًا عشان كده بشجعها وبجرى فى الموضوع وبقدم ليها فى كل حاجة، وهى لفتت نظرهم فى الإعلان لأنها جميلة وكانت فرحانة لما اتعرض على التليفزيون وبتقعد تغنى الأغنية تانى».

تؤكد والدة «ملك» أنها انطوائية وتواجه صعوبة فى الاختلاط بالناس: «صعب حد يخش قلبها على طول ومش بتحب تسلم على حد، بتحب النت واللعب، شاطرة فى المدرسة واتكرمت فى 3 ابتدائى على تفوقها، خجولة خاصة قدام الرجالة، بس بتحب الهزار وتعمل مقالب، اندمجت مع الأطفال وقت التصوير وعملوا ليهم حفلة فيها بلالين فى النهاية وكل واحد كان بيفرقع بلونة التانى وهى عملت زيهم وكانت بترش عليهم ألوان».

تحلم الفتاة الصغيرة بأن تصبح مهندسة أو دكتورة.

مفتاح الحياة

قضت «مريم محمد» عدة أعوام تتنقل بين المستشفيات، كان والدها يسعى دائمًا لإجراء العملية لها فى وقتٍ قريب لكنه لم يتمكن، أجرت عمليتين للقلب فى مستشفى أبو الريش، الأولى حينما كان عمرها عامًا ونصف العام، والثانية حينما كانت تبلغ 3 أعوام، يقول والدها: «العملية الأخيرة قعدت سنة بس عشان آخد جواب الموافقة على العملية، وكنت هستنى سنتين ونصف لإن الدكاترة بيعملوا العملية كل شهر، لحد ما عرفت مستشفى الناس ورحتها».

مكثت «مريم» 20 يومًا فى المستشفى بعدما أجرت العملية، يؤكد والدها أن كل شيء هناك كان ممتازًا، بدءًا من حراس الأمن ومرورًا بطاقم التمريض حتى الأطباء: «التمريض ناس محترمة ربنا يحفظهم، فى مكان معين للتدخين، والمستشفى نضيفة جدًا، وبيتصلوا بينا قبلها يؤكدوا على الميعاد، المستشفى التعامل فيها راقى واحترام، وأول مرة أحس إنى إنسان وباخد حقوقى أنا وبنتى، لكن المستشفيات التانية مكنتش بلاقى مكان أقعد فيه، الكشف الساعة 10 يبقى بدخل فى نفس الميعاد، وهناك تعقيمات وكمامة وجلافزات وبيقيسوا الحرارة كل شوية».

يؤكد والد «مريم» أن الوقت الذى قضته طفلته هناك جعله متحمسًا لتقديم كل المساعدة والدعم للمستشفى.

تميل «مريم» إلى التقليد وتسجيل الفيديوهات على الهاتف الخاص بوالدها كما أنها متفوقة دراسيًا وتتمنى أن تصبح طبيبة: «بتقعد تغنى الأغنية كل ما الإعلان يشتغل وأختها الأصغر منها حفظتها، بتمنى من ربنا إنها تعيش سعيدة وأحاول أعمل كل حاجة تبسطها هى وأخواتها»، مشيرًا إلى أن هناك حملة أخرى تابعة للمستشفى تم تصوير إعلان لها، حيث أجرت «مريم» حديثًا قصيرًا مع المذيعة وأخبرتها أنها لو تملك مفتاحًا للحياة فسوف تساعد الجميع: «المذيعة سألتها عن الكرتون اللى بتحبه وفى الكرتون ده البطل معاه مفتاح الحياة ومريم بتتمنى إنه يبقى معاها عشان تعمل خير للناس».

الحالة الأولى

كان «ياسين عدنان» صاحب ال 6 أعوام الحالة الأولى فى مستشفى الناس، حيث أجرى عملية قلب مفتوح فى شهر 11 الماضى. تواصلت والدته مع الإنتاج وطلبت مشاركة طفلها فى الإعلان وجاءت من محافظة الشرقية برفقة والده لأجل التصوير، تقول: «بيبقى فرحان أول ما الإعلان بيجى، والأغنية جميلة،إحنا طول النهار بنغنيها قبل الإعلان ما ينزل والكل فرحان بالإعلان فى مصر وبرا كمان والله جاذبة الانتباه جدًا».

تؤكد والدته أن مستشفى الناس هو المسئول عن حالته، كما أن حالته تحسنت كثيرًا بعد إجراء العملية: «هو شارك فى الإعلان عشان المستشفى، ياسين حد جد أوى وكان عاقل قبل العملية، فهمته إيه اللى هيعمله عشان مش يتصدم بعدها وكان شجاع وقدر يتغلب على الوضع عشان عاوز يكون أفضل من زمان».

يحب ياسين الرسم والألوان، كما أنه حفظ الأغنية الخاصة بالإعلان سريعًا، وأصبح ملقبًا بالنجم بين أصدقائه: «كان عامل لقاء بيتكلم فيه عن حالته، حاجات بسيطة عشان مكنوش عاوزينه يتضايق من الحوار، كان فرحان وبالذات أما كل أصحابه يبعتوا ويقولوا ليه أخبارك إيه يا نجم عاوزين نتصور معاك، كان بيقولهم هطلع ممثل وانتم خلتونى كده، محبوب من اللى حواليه وواثق من نفسه، بيحب يلعب لعبه روبلوكس أو يطبع صور يلونهاب يمثل مع نفسه على التاب ويسجل فديوهات». 