أبناء عم القذافي بالفيوم: لسنا مرتزقة حتي نقاتل أشقاءنا في ليبيا من لايعرفهم، قابل الأمر بصدمة شديدة، ففي الوقت الذي كل العالم يقف ضد القذافي الذي ترددت أنباء كثيرة حول إعلانه الحرب علي شعبه بقصفهم وقذفهم بالطائرات الحربية والدبابات، كان هناك أكثر من 500 مصري يعبرون الحدود المصرية الليبية لمساعدة الزعيم الليبي فيما أسماه بالزحف المقدس، ولكن حتي يبطل عجب الكثيرين زرنا معقل هؤلاء المصريين من أبناء قبيلة القذاذفة بالفيوم والمنيا وبني وسويف، في قرية «الأصفر»، لمعرفة سر هؤلاء الذين زارهم القذافي منذ سنوات ودعاهم وقتها للانقلاب علي نظام مبارك، وقال إنه يعتبرهم يعيشون علي أراض ليبية. وهذه القرية تبعد أكثر من 65 كيلو متراً عن القاهرة، تتبع مركز طامية في الفيوم، وتقع خلف المنطقة الصناعية «كوم أوشيم»، ولم يعرفها أحد إلا مع تردد اسمها في وسائل الإعلام بسبب صلة الدم التي تربط أهلها بالزعيم الليبي معمر القذافي وابن عمه أحمد قذاف الدم وما تردد عن إرسال طائرة إلي القرية وهي تحمل ملايين الدولارات وتنقل العديد من الشباب للدفاع عن زعيم قبيلتهم. عائلة الأصفر هي أحد فروع عائلة القذاذفة والتي جاءت إلي مصر من 150 عاماَ بسبب الحرب، منها من قطن في البحيرة وشبين الكوم في المنوفية وبني سويف ثم جاءوا للفيوم في عام ,1913 وأقاموا في المنطقة الصحراوية أمام قرية طامية في ذلك الحين والتي تحولت بعد ذلك إلي مركز في عام 1958 ثم ذهب أفراد القبيلة للإقامة بقرية منشأة عبد المجيد في مركز إطسا ويرتبطون بصلات قوية بعائلة الباسل منذ عهد المناضل حمد الباسل مروراً بالمهندس أبوبكر الباسل ثم أخيراً عبدالعظيم الباسل عضو مجلس الشعب. وقبيلة القذاذفة أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلي الجد «عمر قذاف الدم» الذي توفي منذ أكثر من 500 عام ودفن في جبل غريان في ليبيا. العقيد الليبي زار أبناء عائلته عام ,2001 ولم يعلموا بالزيارة إلا وهو في الطريق إليهم وتم استدعاء أبناء العائلة من القرية وبعض القري الأخري التي يقيم بها أبناء القبائل العربية، حيث تم نصب خيمة كبيرة وجلس مع أبناء عمومته المقيمين بالفيوم ليحكي لهم التاريخ والبطولات التي حققتها العائلة أثناء مقاومة المستعمرين ومعه أبناء القبيلة المنافسة وتسمي ورفلة والتي يزيد عددها علي المليون شخص. بينما يبلغ عدد أفراد قبيلة القذافي نحو 800 ألف مواطن والقبيلة الأخري هم أخوال سيف الإسلام الذي حرض ضد المصريين بالقتل بدعوي أن عددا من العمال المصريين يشاركون في الاحتجاجات بتوزيع حبوب الهلوسة علي الشباب الليبي. ويقول أحد أبناء هذه القبيلة، الذين خاف أغلبهم من الحديث مع الإعلام بعدما وصفهم بعضهم بالمرتزقة، ويدعي «أحمد حمد الأصفر» محام أن قريته ليس بها حالة أمية واحدة ونساهم في تعليم البنات وجميع أبناء العائلة الذين يزيدون علي 700 مواطن بجانب باقي العائلات الذين يقاربون 1600 مواطن يرتدون الجلباب والملابس المصرية بعد أن تركوا الزي البدوي المعروف ويؤدون الخدمة العسكرية مع المصريين ويعملون في المصالح الحكومية ويحملون الهوية المصرية. ويضيف حمد أن أبناء القرية ليسوا مرتزقة حتي يتم شحنهم في سيارات حمل السلاح وسط الليبيين ويقتلون مسلمين مثلهم فهي ليست طباعنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة التي تربينا عليها.ويتعجب مما يسمعه من أن أحمد قذاف الدم قد أرسل طائرة محملة بالدولارات إلي أهله بالقرية وأنه حمل عليها بعد ذلك أبناء عائلته، مؤكدا أن قذاف الدم لم يأت إليهم سوي المرتين اللتين جاء فيهما العقيد القذافي للقرية، والمرة الثالثة منذ أكثر من عام عندما قام بافتتاح محطة للري بالقرية ورغم ذلك فمياه الري ضعيفة. ويضيف مصطفي الأصفر محاسب بالإدارة الزراعية بطامية أن منازل القرية أغلبها مقام من الطوب اللبن الأصفر المصنوع من رمال وطفلة الصحراء التي نقيم بها. وأنهم لم يسمحوا بأن يذهب أي شاب إلي ليبيا لقتال الشعب فنحن مصريون ونحمل الهوية المصرية ونعتز بمصريتنا الغالية في أمان وسلام وما يقال عن ذهاب أبناء القرية إلي ليبيا قد يسبب لنا مشكلات، فلسنا بلطجية أو مأجورين كما أن القرية لايوجد بها مكان يصلح لأن يكون مهبطا للطائرات، متسائلا: وهل يمكن أن تسمح السلطات المصرية مهما كانت التداعيات بأن تهبط طائرة داخل حدودها دون إذن بذلك ويطالب الفضائيات العميلة بأن تبتعد عن بث الفتنة وروح الوقيعة بين الشعبين المصري والليبي. ويشير إلي أنه علي اتصال دائم بأبناء عمومته بليبيا وهم بخير وأن التصعيد الفضائي قد يضر بمصالحنا نحن في مصر وليبيا فهناك أكثر من مليون ونصف المليون مصري من الذين ذهبوا بتأشيرات رسمية بخلاف الآلاف الذين يعيشون هناك عن طريق الدخول عبر المدقات الحدودية. ومن الواضح جدا أن الأهالي في القرية كانوا في حالة سيئة ، لكنهم شكرونا علي تغطية الحدث في الجريدة بشكل مهني خاصة أننا ذكرنا المفارقة فقط، ولم نشر إلي دولارات قذاف الدم الذي غادر مصر بعد أيام من تواجده فيها إلي سوريا، نافيا ما تردد حول أنه جاء إلي مصر لتجييش القبائل المصرية ضد المحتجين في ليبيا، واغرائهم بالفلوس، والذي أدي إلي أن خرج أهالي مطروح ضده في مظاهرات طالبت بترحيله. فيما قال أبناء القذاذفة بالفيوم لروزاليوسف: بعضنا حاول الذهاب إلي ليبيا لمساعدة القذافي حتي علمنا التطورات الدموية هناك، والأهالي يرفضون الخروج للإعلام بعد اتهامهم بالمرتزقة.. ورفضوا إظهار صور القذافي التي علقوها في فترة سابقة علي جدران بيوتهم. .. والغريب أن «الأصفر» ليست القرية الوحيدة بل هناك قري «قذافية» في بني سويف والمنيا والفيوم.