يوم بعد آخر يثبت لنا الفنان «محمد رمضان» أنه دخل مجال الغناء وفق خطة ومنهج واضح المعالم وإن لديه هدفًا حقيقيًا يسعى للوصول إليه، وإن الملايين التي يحققها من مشاهدات عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» تأتي بسبب نجاحه في تنفيذ خطته التي وضعها لنفسه ك«مغن مهرجانات» قادر على منافسة المتواجدين على الساحة حاليًا، بل والتفوق على أغلبهم بنسب مشاهدات مرتفعة وانتشار جماهيري لا يقارن. أغنية (رايحين نسهر) الأخيرة ل«محمد رمضان» بها العديد من الأمور المشابهة مع أغنيته الأنجح التي قدمها العام الماضي (مافيا) في العديد من الأمور، منها أن (مافيا) صدرت مع بداية يناير 2019، وأيضًا (رايحين نسهر) صدرت تقريبًا في نفس التوقيت ولكن هذا العام 2020. (مافيا) كانت من إخراج «ياسر سامي» بعد النجاح الذي حققه مع «محمد رمضان» في مسلسل (نسر الصعيد) في رمضان 2018، وأيضًا أغنية (رايحين نسهر) من إخراج نفس المخرج. أغنية (مافيا) كانت من توزيع «ديزل» نجم فريق «المدفعجية»، وأيضًا أغنية (رايحين نسهر) من تنفيذ نفس الموزع الموسيقي، وهو ما يؤكد أن «رمضان» لا يريد أن يغير توليفة نجاحه التي حققها في (مافيا) ومكنته من الوصول إلى أكثر من 170 مليون مشاهدة بالتمام والكمال في عام واحد، وهو رقم كبير للغاية وهو الذي ساعده على الحصول على جائزة المغني الأكثر جماهيرية في أفريقيا (أفريما 2019) بنيجيريا، هذه الجائزة التي تم تأسيسها عام 2014 تحت رعاية مفوضية الاتحاد الأفريقي، للمساهمة في نشر الموسيقى الأفريقية على مستوى العالم بحيث تسلم الجوائز من قبل اللجنة الدولية AFRIMA، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لمكافأة الأعمال الموسيقية والمواهب والإبداع والاحتفال بها في جميع أنحاء القارة الأفريقية مع الترويج للتراث الثقافي الأفريقي. علمًا بأن هذا المهرجان الموسيقي كان مرشحًا له أيضًا في نفس السنة التي حصد فيها «محمد رمضان» جائزته كل من «عمرو دياب، تامر حسني، شيرين عبدالوهاب وكايروكي»، وبعيدًا عن المهرجان وجائزته فبلغة الأرقام لا يوجد أي شك أن أغنية (مافيا) هي أغنية عام «2019» كما كتبنا على سطور هذه المجلة في حصاد العام الموسيقي في نفس المكان «ربع تون». أيضًا من ضمن العناصر المشتركة بين (رايحين نسهر) و(مافيا)، هو عنصر اعتماد «محمد رمضان» على التعاون مع نجوم موسيقى المهرجانات، فهو لا يحاول التعاون مع أسماء تقدم له أعمالًا تتشبه ما يقدم على الساحة الشعبية، بل على العكس، هو يتعاون مع الأسماء الناجحة فعلًا واستطاعت أن تقدم أعمالًا تحقق نجاحًا جماهيريًا ولكن في إطار الشكل الغنائي الذي حدده لنفسه «رمضان»، فهو يخاطب جمهور يعلمه جيدًا ويعرف من هم الأمهر في توصيل رسالته للشرائح الجماهيرية التي يستخدمها وهو ما يجعله خارج المنافسة في إطار هذه النوعية من الغناء. وحتى الآن وبعد مرور حوالي أسبوعين على طرح أغنية (رايحين نسهر) سنجد أنها وصلت لأكثر من 17 مليون مشاهدة، ولكن هذه المشاهدة مصاحبة لانتشار جماهيري حقيقي في الشارع المصري داخل المناطق الأكثر كثافة، فقد استمعت إليها بنفسي داخل «التكاتك»، و«الميكروباصات»، وأيضًا في الأفراح الشعبية التي تقام في الشوارع أسفل المنازل، وهو ما يؤكد أن نجاح «رمضان» الغنائي ليس إلكترونيًا فقط، بل هو نجاح جماهيري شعبي حقيقي لا يجوز أن نتغافل عنه أو نتعالى على محبيه وعشاقه من الملايين من المصريين. وإذا كان البعض يقول إن «رمضان» ينجح في أغانيه بفضل «الاستفزاز» والحديث عن نفسه بأنه «السلطان، الملك، المافيا، ونمبر وان»، متغافلين الأسباب الفنية الحقيقية التي تحدثنا عنها في الكثير من المقالات هنا، فما هو رأيهم الآن ونحن نجد «رمضان» يحقق نفس النجاح دون أن يتحدث عن نفسه، ويقدم لنا حدوتة غنائية «دمها خفيف» وبدون استعراض لأي نجاحات شخصية قد يراها البعض مستفزة!