دائما تأتى كلمات الرئيس السيسى للشعب المصرى لتنشر حالة من الطمأنينة والهدوء فى قلب وعقل المصريين، وهذا كان واضحًا فى كلمة الرئيس التى ألقاها خلال زيارته لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد. الرئيس طلب من المصريين عدم القلق من الأحداث الجارية فى المنطقة، مؤكدا أنه بوحدة المصريين لن يستطيع أحد الإضرار بمصر والمصريين، وأكد الرئيس السيسى أنه لا يوجد مجال للقلق مادام المصريون يدا واحدة فلن يستطيع أحد أن يمسسنا بسوء أو يجرنا هنا أو هناك ونحن قادرون بفضل الله أن يلهمنا الصدق والبصيرة لاتخاذ أفضل الإجراءات. لذلك لا داعى لقلق المصريين تجاه ما يحدث فى المنطقة لعدة أسباب أولا ثقتنا فى فكر الرئيس السيسى ورؤيته الثاقبة وقدرته على اتخاذ القرار الصائب فى الوقت المناسب، وعلينا أن نتذكر ما قاله الرئيس من قبل أن كل إضافة جديدة تمكن وتزيد قدرة القوات المسلحة وكفاءتها لازم نمتلكها، وذلك لنحمى بلادنا وأهلنا فى مصر من أى خطر، ولذلك عمل الرئيس السيسى على تطوير القوات المسلحة فشهدت العسكرية المصرية طفرة تسليحية غير مسبوقة فى جميع المجالات، وكان ذلك فى وقت لم نر فيه مؤشرات لقلق فى المنطقة، بل لعل بعض المواطنين المصريين كان يستعد لتطوير القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وذلك للتكلفة المرتفعة لتطوير هذه المؤسسة وكنا فى ذلك الوقت نعانى من حالة اقتصادية سيئة، ولكن الرئيس كان يرى ما لا نستطيع رؤيته وكان لديه من المعطيات التى تجعله يقوم بهذا التطوير رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة انطلاقا من مبدأ من يمتلك القوة يستطيع أن يحافظ على السلام، فوجدنا تطوير المنظومة القتالية فى البحرية المصرية بشراء الغواصات الألمانية، وكذلك تطوير المطارات والقواعد الجوية والطائرات الرافال الفرنسية الصنع والطائرات الروسية ميج 29 وسوخوى وشراء الطائرات بدون طيار. هذا بالإضافة إلى تطوير منظومة الدفاع الجوى وتطوير الرادارات وتحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة وأيضا رفع كفاءة حرس الحدود والقوات الخاصة، وقد حرص الرئيس السيسى على تنويع مصادر السلاح، فعقدت مصر 16 صفقة أسلحة من أمريكا وألمانيا وفرنسا وروسيا حولت الجيش المصرى لقوة إقليمية عظمى وبما يتفق مع التحديات الجسيمة التى تواجهها البلاد ومنطقة الشرق الأوسط، وقد ظهرت تلك القوة بوضوح عندما قامت القوات البحرية منذ عدة أيام بتنفيذ عملية برمائية كاملة فى إحدى مناطق البحر المتوسط باشتراك حاملة المروحيات جمال عبدالناصر ومجموعتها القتالية ولنشات صواريخ، بالإضافة إلى إحدى الغواصات الألمانية الحديثة وشهد التدريب اشتراك القوات الجوية ممثلة فى الطائرات الهليكوبتر الحديثة والأباتشى وطائرات إف 16، وكذلك اشتراك مجموعات قتالية من قوات المظلات والصاعقة، وكانت هذه المناورة رسالة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من الأراضى المصرية، ورغم هذه القوة العسكرية التى نمتلكها الآن، فإن القاهرة تلجأ دائما إلى السلم فاستضافت اجتماعا وزاريا خماسيا يضم وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص لبحث تطورات الشأن الليبى، ولكن إذا فرضت علينا الحرب فنحن لها وستظل قواتنا المسلحة ملاذ مصر الآمن وحصنها الحصين وستظل مصر أمة أبية تدرك معنى الأمل وتحيا بروح النصر.