تستعد حديقة الميريلاند الشهيرة لاستقبال مهرجان مصر الأول للعسل ومنتجات النحل خلال الفترة من 16 - 18 أكتوبر المقبل، والذى ينظمه اتحاد النحالين العرب تحت رعاية وزارة الزراعة المصرية وجامعة الدول العربية. يسعى المهرجان لتحقيق عدة أهداف فى نسخته الأولى سواء اقتصاديًا، ترفيهيًا، سياحيًا وتوعوياً. يقول الدكتور محمود حسن رئيس مهرجان العسل المصرى فى لقاء هاتفى ل«روزاليوسف»: إن فكرة انطلاق الدورة الأولى للمهرجان المصرى تحتذى بكثير من دول العالم التى تتميز بإنتاج وفير من عسل النحل، حيث يشارك المنتجون للعسل فى مهرجان سنوى كرنفالى احتفالى كتلك التى تنظمه كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية ومهرجان روسيا للعسل، ليكون هدفنا من النسخة الأولى للمهرجان ترفيهيًا، سياحيًا، توعويًا واقتصاديًا. يضيف رئيس مهرجان العسل: «هدفنا تنمية الوعى، وخلق ثقافة جديدة لدى المواطن المصري تشجع على استخدام العسل الأبيض كغذاء صحى بديلًا عن الأغذية السكرية الضارة، بأن يكون مادة للتحلية طبيعية والابتعاد عن المنتجات السكرية المصنعة، فتربية الطفل على تناول العسل الأبيض أفضل صحيًا من تناول المربات والحلاوة الطحينية، فالصورة الشائعة عن العسل الأبيض بأنه يستخدم فقط أثناء الإصابة بنزلات البرد أو تقليل الآثار الضارة عن التدخين، ولكن المهرجان كحدث سنوى يسعى لنشر ثقافة عسل النحل كغذاء ومكون رئيس فى الوجبات اليومية وليس دواءً فقط». يبرهن رئيس المهرجان على غياب هذه الثقافة من حجم استهلاك المواطن المصرى والعربى بصفة عامة من العسل الأبيض والتى لا تتجاوز 200 جرام سنويًا للفرد، بينما يرتفع استهلاك المواطن الأوربى من العسل إلى 2 كيلو جرام فى السنة !، مفسرًا ذلك، بأنه يعود لعدم قدرة منتجى العسل الأبيض فى مصر على منافسة الشركات المصعنة للمربى والحلاوة الطحينية التى تبث إعلاناتها الدعائية بكثافة على الشاشات التليفزيونية على مدار العام، ومن ثم تشكيل ثقافة المستهلك تجاه هذه الأغذية دون غيرها». يوضح الدكتور محمود حسن أن إنتاج مصر من عسل النحل سنويًا يصل إلى 30 ألف طن، وهى من الدول القليلة جدًا فى العالم القادرة على تربية النحل وملكاته ومن ثم إنتاج العسل على مدار العام، نظرًا لتوفر المناخ الجيد حيث لا موجات برودة قارسة أو حرارة مرتفعة تقتل النحل، ومن ثم أحد أبرز الأهداف التى يسعى لتحقيقها المهرجان هو تشجيع الاستثمار فى هذا القطاع الواعد اقتصاديًا، وفتح فرص جديدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مجال تربية النحل». أكد رئيس المهرجان : «مصر قادرة على إنتاج أربعة أضعاف الكمية المُنتجة حاليًا، خاصة مع اهتمام الدولة بتنمية القطاع الزراعى وإقامة المشروعات الضخمة مثل المليون ونصف المليون فدان، فهذه الزراعات تحتاج الى النحل كما يحتاج النحل لها، لإن الانتاج الزراعى يقوم على %40 من تلقيح الزهور القائم على حركة النحل على النباتات، مشيرًا إلى وجود أنواع مختلفة من العسل الأبيض القائمة على زرعات مختلفة وليس فقط عسل زهور الموالح والبرسيم الشائع لدى المصريين، ولكن يوجد العسل الناتج عن النباتات العطرية المزروعة فى جنوب مصر كالزعتر، البردقوش وحبة البركة. وعن دور اتحاد النحالين العرب فى تنمية هذه الصناعة يقول رئيس المهرجان: «بدون الاتحاد لما تمكن المنتجون المصريون للنحل فى تصدير ما يقرب من 1500 طن سنويًا، فالاتحاد يتولى التشبيك بين شركات إنتاج العسل العربية ويفتح لها فرصًا للتصدير، ولكن تظل حركة التجارة بين الدول الأعضاء للاتحاد». جدير بالذكر أن اتحاد النحالين العرب تأسس عام 1994، فى جمهورية مصر العربية تحت إشراف منظمة التنمية الزراعية وشمل فى عضويته معظم الدول العربية، ثم سُجل عام 2016 كأحد الاتحادات العاملة ضمن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية. وبسؤاله عن دور وزارة الزراعة فى دعم النحالين المصريين، قال «حسن»: إن الوزارة بدأت تضع خطة لتطوير الصناعة مع تولى الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية - التى تحمست لفكرة المهرجان - وكانت أولى ثمارها الدفع نحو إصدار قانون ترخيص المناحل الذى خرج للنور هذا العام، فالقطاع رغم كبر حجم العاملين به والذى يتجاوز 25 ألف أسرة، إلا أنه كان ينقصه ترخيص للمناحل والسجلات والمعلومات الدقيقة وهو ما كان يعرقل خطوة التصدير لأوربا، فالمستورد يرغب فى معلومات دقيقة عن المنتج، ومن ثم تشهد الفترة المقبلة تنظيمًا وتطويرًا فى هذا القطاع الثرى اقتصاديًا بعد تعميم فكرة الترخيص». يؤكد «محمود حسن» أن رعاية وزارة الزراعة لمهرجان العسل المصرى فى نسخته الأولى، هو بمثابة رسالة مهمة للنحالين المصريين تتضمن التشجيع والدعم بأن الوزارة تقف خلف صغار المنتجين قبل الكبار منهم، بالإضافة إلى القانون الجديد الذى يحرك المنظومة ويصبح النحال على معرفة جيدة بطرق تسويق منتجه وكذلك بالسعر المناسب له». يُكمل: «نسعى لأن يكون المهرجان بمثابة حلقة وصل بين منتجى العسل والمستهلكين، تعريف الشباب بصناعة تربية نحل العسل وجدواها الاقتصادية، التعارف بين منتجى العسل لخلق فرص للتعاون المشترك، بالإضافة إلى دعم صغار المنتجين من خلال منحهم قروضًا لتمويل مشروعاتهم، حيث تم الاجتماع مع نائب رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى المصرى الدكتور تامر جمعة من أجل بحث سبل التعاون وتطوير الصناعة». أكد «حسن» أن إنتاج عسل النحل يحتاج إلى مصانع مجهزة بآلات حديثة مثل؛ ماكينات نزع الرطوبة، ماكينات الفلترة وماكينات للتعبئة، وهو ما يحتاج إلى تمويل ودعم للمنتجين. يتضمن المهرجان العديد من الفعاليات منها؛ معرض لجميع منتجى عسل النحل ومشتقاته، خصومات خاصة بالمهرجان وعروض وحملات تذوق، معرض خاص بالعسل العربى مخصص للعارضين من الدول العربية المشهورة بإنتاج أنواع مميزة من العسل. يستهدف المهرجان الأطفال أيضًا من خلال الفعاليات الترفيهية كالعروض الفنية، والموسيقية، والراقصة كالزومبا على مسرح المهرجان وقطار وألعاب وأنشطة متعددة للأطفال ومسابقات وسحب يومى على جوائز قيمة من منتجات النحل، يقول رئيس المهرجان «نسعى بأن يكون ترفيهيًا تسويقيًا وتوعويًا لجميع أفراد الأسرة المصرية، التى ستدرك القيمة الغذائية للعسل الأبيض فى حياتها اليومية، بالإضافة لشرائه بسعر اقتصادى مميز دون وسيط كالبقال أو السوبر ماركت، ومن المقرر تنظيم فعالية « فطير وعسل» حيث يتم خبز الفطير طازجًا للزائرين للمهرجان فى حديقة الميريلاند». وينظم المهرجان مجموعة من ورش العمل والمحاضرات مثل تدريبات على أساسيات تربية نحل العسل والتوعية بطرق العلاج الحديثة وأهمية استخدام مواد طبيعية بدون التأثير على إنتاج العسل، وبرنامج النحال الصغير، عبارة عن دورة مبسطة لمدة يوم كامل لشرح أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل فى منحل مصغر ملحق بالمهرجان لتعليم الطلبة كيفية التعامل مع النحل والتفريق بين الملكة والشغالات وكيفية ارتداء الملابس الخاصة بالعمل مع النحل وذلك من خلال مدربين محترفين ومعتمدين من اتحاد النحالين العرب ومنحهم شهادات معتمدة من الاتحاد تؤهلهم لتمثيل مصر فى المؤتمرات الدولية. كما كشف رئيس المهرجان عن انضمام أكثر من 50 شركة حتى الآن لتقديم منتجاتها خلال أيام المهرجان الثلاثة من مصر والدول العربية، مستهدفًا خلال الأيام المقبلة 50 شركة أخرى».