تمثل فكرة الشراكة أو «الجمعية المالية» أحد الحلول الاقتصادية التى تلجأ إليها الأسر المصرية خاصة من أصحاب الدخول الثابتة لتوفير مبلغ كبير لا تستطيع الأسرة توفيره بشكل مباشر، لشراء سيارة أو عقار أو أثاث أو خلافه، وهى نوع من الحلول التضامنية بين الجيران أو زملاء العمل يقوم على توزيع الفوائد بين المشتركين فيها بعيدًا عن اللجوء إلى القروض البنكية التى تستلزم دفع فائدة على المبلغ المقترض. خلال الفترة الأخيرة انتشرت الإعلانات الخاصة بتطبيق money fellows، هذا التطبيق الذى يعد طريقة مبتكرة لعمل جمعية مالية عبر وسائل التكولوجيا الحديثة، ويأتى هذا الانتشار بعد ثلاث سنوات من إطلاق هذه المنصة، التى يمثل نجاحها فى الانتشار فرصة لكثير من المواقع ومنصات التمويل عبر الإنترنت التى لم تستطع إقناع الشخصية المصرية بمدى فاعليتها حتى الآن، وذلك على عكس البلدان الغربية وبعض البلدان العربية التى راج فيها هذا النوع من التمويل. وفى السطور التالية نتعرف على هذا التطبيق وعلى كثير من المواقع والمنصات الإلكترونية التى تساعد على تمويل المشروعات عبر شبكة الإنترنت وشاشات الهواتف الذكية. خصائص التطبيق وصل عدد تنزيلات تطبيق money fellow الخاص بالهواتف الذكية إلى 100 ألف تنزيل، وتعتمد آلية عمل التطبيق الذى تصل مساحته 8.4 ميجا بايت، على "نظام الجمعيات العادية"، إلا أن المختلف هو عدم حاجة المشترك للبحث عن أشخاص للدخول فى الجمعية لأن الشركة القائمة على إدارة التطبيق تتولى عملية تنظيم هذه العملية. يأخذ القائمون على الشركة المسئولة عن التطبيق كل الضمانات على العميل كما يعطونه ضمانات مناسبة أيضًا، وحال تأخر شخص عن دفع الأقساط تدفعها الشركة بدلا منه حتى تكتمل الجمعية ثم تجمع القسط بعد ذلك"، والمميز فى "money fellows"، وفْق القائمين عليه هو قدرة العميل على تحديد قيمة المبلغ الذى يريد دفعه، ويتطلب ذلك من المستخدم كشف بعض البيانات عنه، ويتم عرض له الجمعيات المختلفة، ثم يتم تحصيل المبالغ سواء أونلاين أو عبر إرسال مندوب كل شهر؛ لتحصيل المبالغ. كيفية التقديم بعد تحميل التطبيق على الهاتف الذكى، يتم ملء البيانات، بعد اختيار جمعية من الجمعيات المختلفة المطروحة أمام المستخدم، ثم تتوالى عملية الدفع نقدًا أو عبر مندوب من الشركة أو عبر كارت الائتمان البنكى أو بالخصم من المرتب إذا كان العميل يعمل فى شركة من شركاء money fellows، فيما يتم قبض الجمعية نقديًا أو عن طريق تحويل بنكي تتمثل الضمانات المطلوبة لهذا التطبيق توقيع المستخدم على عقد شراكة، يتم توقيعه أيضا من الشركة الراعية، لتكون ملتزمة بتسديد الأقساط فى حال تقصير بعض المشتركين، ويكون توقيع العقد عبر المندوب الخاص بالشركة. غالبا يكون الدور الأول من نصيب مدير الجمعية أو أحد أقاربه فى الجمعيات التقليدية، لكن الأمر يختلف بعض الشىء فى هذا التطبيق، حيث يكون الدور الأول غالبا محجوزًا للأشخاص الذين يعملون فى شركات متعاقدة مع الشركة الراعية، أما الدور الثانى والرابع يكون متاحًا لحاملى الكرديت كارد، ومن الدور الخامس للعاشر يكون للأشخاص الذين يدفعون عن طريق الكاش، والشركة تحصل على مصاريف إدارية تكون 0 % لمن يقبض آخر الجمعية بينما تصل ل5 % للذين يقبضون فى البداية. القيمة المالية ارتفعت قيمة الجمعيات التقليدية خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى مبالغ مالية كبيرة خاصة إذا كانت ما بين مجموعة أصحاب المحلات التجارية، لكن الجمعية الإلكترونية غالبًا ما تبدأ من مبلغ 5000 جنيه، وغالبا ما تكون مدة الجمعية 5 شهور إلى 10 شهور فقط، ويتراوح القسط الشهرى للجمعية ما بين 500 جنيه و20 ألف جنيه. بدأت Money Fellows أول منصة إلكترونية فى مصر لعقد وإدارة الجمعيات على يد الشاب «أحمد وادى» الذى درس هندسة الحاسبات فى ألمانيا، ولمعت فكرة تنفيذها فى عقله عندما أراد أن يأخذ قرضًا من أحد البنوك فى ألمانيا كى يُغطِّى تكاليف زواجه، وبسبب عدم توافق بعض من شروط التصنيف الائتمانى عليه حصل على جزء صغير فقط من القرض لا يكفى احتياجاته. فكَّر «وادى» أن يرجع للموروث المصرى (الجمعية)، وقرَّر أن يدخل إحدى الجمعيات مع الأقارب والأصدقاء، وكان يُرسل المبلغ المتفق عليه كل شهر عن طريق إحدى شركات تحويل الأموال للخارج، وبعد مرور عدة أشهر، وجد أنه يُبدِّد نسبة ليست بالقليلة من أمواله عن طريق إرسالها بهذه الطريقة، ومن هنا قرَّر إنشاء منصة إلكترونية لتقديم خدمات «الجمعية»، لتوفير المبالغ المالية للأشخاص دون دخولهم فى دوامة من الإجراءات والتعقيدات. بدأ أحمد «Money Fellows» منذ حوالى ثلاثة أعوام فى إنجلترا، ودخل مشروعه فى حاضنة Startup Boot Camp التى تُعتبر من أفضل وأشهر حاضنات الأعمال بمجال ال Financial Technology فى العالم، ثم أراد أن يُحيى فكرة «البنك الشعبى» من جديد فى مصر بطريقة تواكب التكنولوجيا وتغيُّرات العصر. التمويل الإلكترونى لا تقتصر طرق وأساليب التمويل الإلكترونى على هذا الشكل، بل أصبح لها أشكال متنوعة، فى ظل تقليص البنوك للقروض المخصصة لتمويل المشاريع الصغيرة، حيث برزت فى السنوات الأخيرة قنوات تمويلية جديدة تهدف إلى تأمين الأموال لرواد الأعمال، وسد الفجوة التمويلية التى تواجهها المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتهدف منصات التمويل التشاركى أو الجماعى إلى جمع التمويل اللازم عبر الإنترنت للأفكار والمشاريع الناشئة. حيث يقوم صاحب الفكرة بعرض فكرة المنتج أو المشروع على مواقع التمويل التشاركى، وذلك لفترة زمنية يحددها الموقع وهناك عدد من المواقع التى تعمل فى مثل هذا النوع من التمويل يأتى على رأسها موقع «ذو مال». «ذو مال» هو الموقع الذى يهتم بتمويل المشاريع الابتكارية فى العالم العربى، إذ يسعى لتقديم الدعم المالى للمشاريع الشبابية ذات الإنتاجية، حيث يحدد الموقع على صفحته الرئيسية المشاريع التى يروج لها للاستفادة من التمويل الجماعى، ومنها: رسوم وكاريكاتير، هندسة وتصميم، فنون، مجتمع، رقص، تعليم وتربية، بيئة، موضة، أفلام وتلفزيون، مأكولات، ألعاب، اختراعات، نشاطات اجتماعية، برمجيات وإنترنت. أما موقع «يمكن» فهو موقع يتميز بكونه منصة للتمويل الجماعى، والابتكار التشاركى. ظهر فى العام 2012، وتم إنشاء الموقع لتمويل المشاريع العلمية، بعدما وجدت هذه المشاريع صعوبات فى إيجاد التمويل، وانتشر الموقع بسبب إيمان المؤسسين بأن الابتكار السبيل الوحيد للنمو الاقتصادى والقضاء على الفقر. وكذلك موقع «بسيطة» الذى يعتبر منصة تمويلية مبتكرة، تعتمد على تسويق الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وربطها مع الممولين، و«بسيطة» هى شركة صاعدة أنشئت فى العام 2014، تقوم على فكرة جديدة تتلخص فيما يلي: «نقرتك لها قوة خارقة»، و«بكليك واحدة تغير العالم»، أى أنه من خلال النقر على الموقع يبدأ الترويج للمشروع وهى صاحبة نموذج ال click funding (التمويل بالكليك)، ويسمح هذا النموذج لمستخدمى الويب بالمساهمة فى تحقيق أهداف تنموية من خلال مشاهدتهم وتفاعلهم على فيديوهات تقوم «بسيطة» بإنتاجها. ويمكّن نظام ال click funding مستخدمى الويب من تشكيل فرق فى المجتمع بمجرد كليك من خلال أجهزة الكومبيوتر، أو من خلال الهواتف، للتفاعل مع الفيديوهات. وبحسب «بسيطة»، فإن مساعدة الغير، ودعم المشاريع لا تحتاج لوقت ولا مجهود ولا نقود، بل تقوم الفكرة على توصيل المبادرة أو المشروع بممول مقابل عدد من المشاهدات والتفاعلات على فيديو كل حملة يتم نشره. يعد موقع «ليوا»، منصة أردنية تهدف إلى تمويل المشاريع فى جميع أنحاء الوطن العربى. وهى تقوم على المساعدة فى تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص العمل، ويمكن لرائد الأعمال طرح فكرته، والحصول على الموافقة، فتقوم الشركة والمستثمرون بتمويل المشروع، على أن يسدّد صاحب المشروع القرض على دفعات شهرية. وأخيرا يأتى موقع يوريكا وهى المنصة التى تعرّف نفسها على أنها أول منصة عالمية للاستثمار الجماعى أو التمويل الجماعى مقابل الأسهم عبر الإنترنت، هى حلقة الوصل بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمستثمرين من العامة لجمع الأموال من العامة مقابل امتلاكهم للأسهم فى هذه الشركات. وتشير إلى أن التمويل الجماعى هو قيام جماعة من الناس، أصحاب، أفراد عائلة، أو معجبين بالتكافل لمنح التبرعات لفكرة، أو مشروع أو شركة من خلال منصة عبر الإنترنت. سبب تأسيس التمويل الجماعى هو المساعدة فى تمويل الابتكارات والمشاريع غير الساعية للربح كالأفلام والموسيقى والوثائقيات. فى النهاية نحن أمام تطور تكنولوجى كبير، بالتأكيد سيكون له تأثير على كافة مناحى الحياة التى اعتدنا عليها، لذلك فلاشك أن هذه الطرق الجديدة فى التمويل ستجد الطريق لكسب ثقة المصريين يوما ما، هذا اليوم الذى ستكون فيه هذه المنصات تابعة لجهات أو مؤسسات لها رصيد من الثقة لدى هذا المواطن الذى لطالما ذاق الأمرين من شركات توظيف الأموال ومن هم على شاكلتها.