لم يكن يتوقع أن يؤدى التطور التكنولوجى الذى وصلنا إليه إلى «التفكك الأسرى» نتيجة الاستخدام الخاطئ والمبالغ فيه لمواقع التواصل الاجتماعى.. ففى الفترة الأخيرة بدأت هذه المواقع فيس بوك وواتس آب وتويتر فى التوغل فى البيوت المصرية بصورة فجة. فالكبار والصغار والشباب والمسنون جميعهم يستخدمون السوشيال ميديا فلا نجد بين الناس فى الشارع أو المواصلات أو المنزل شخصا لا يمسك الموبايل أو النظر إلى شاشته للتواصل مع الآخر على مدار الساعة، وكان لها تأثير على العلاقات العائلية فنلاحظ أن اللقاءات العائلية بدأت تختفى كثيرا من الأسر المصرية وتحولت اللقاءات عبر الفيس بوك وتويتر وأصبح التواصل والاطمئنان على بعضنا البعض عبر الواتس آب أو يكتفون بالشات والتسجيلات الصوتية ويعتقدون أن هذا وسيلة من وسائل الترابط الأسرى، كما يتم الدعوة للمناسبات العائلية عبر جروب الواتس آب وأصبحت المعايدات فى الأعياد مجرد بوست يرسله الفرد إلى أقاربه وأصدقائه بدلا من تبادل الزيارات أو المكالمات التليفونية، وحتى واجب العزاء أصبح يقدم عبر الفيس بوك وأصبح بيننا أشخاص كل همهم فى الحياة كلمة «لايك» أو «كومنت». وإن أصبح الحلم حقيقة وحدث لقاء عائلى فى مناسبة ما نجد كل فرد من أفراد الأسرة يقضى وقته منهمكا فى الرد على الأصدقاء أو التعليق والإعجاب على بوست ولا يبالى بمن حوله لأنه يعيش فى عالم خاص به. كما أدت السوشيال ميديا إلى ارتفاع حالات الطلاق والخلع فهناك من تطلب الطلاق لأن زوجها لم يعلق بلايك على البوستات التى تنشرها وأخرى تطلب الخلع لأن زوجها يحدثها عبر الفيس بوك وتحول الخصام والخلافات إلى «بلوك» أو عدم «اللايك» أو «الكومنت». وتحولت الأسرة إلى أب يهتم بكل مشاكل العالم ولا يعلم ما يدور فى بيته ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفى فى بيته، وأم يحزنها شاب كتب أنه حزين وهى لا تدرى أن ابنتها تعانى من الحزن والوحدة وشاب ينصح صديقته وشقيقته تمر بأزمة نفسية ولا يهتم بها ابن معجب بمن على الفيس بوك ويراهم قدوة له ولا ينظر إلى والده الذى يجب أن يعتبره القدوة له ولذلك أصبح البيت خاليا من المشاعر والحب فالكل أصبح مشغولا عمدا.. الكل.