تَمكن بسرعة الصاروخ أن يحجز لنفسه مكانة فى ساحة الكوميديا، بعد أن أعاد للجمهور ذكريات ملوك الضحك فى العصر الذهبى، بأداء وإيفيهات تناسب العصر الحديث؛ ليصبح «حمدى المرغنى» أحد خريجى مسرح مصر، الذى حاول فى بداية مشوار حياته أن يتخذ طريقًا مغايرًا تمامًا عن الفن، بعد حصوله على الماجستير فى القانون، ولكن عشقه للتمثيل أحال دون ذلك ليكسب هو شعبية ونجومية ويعيش حلمه ونكسب نحن كوميديانًا له مذاق خاص نعيش معه لحظات سعادة لا تُنسى. تشارك فى فيلم (حملة فرعون) الذى يُعرض حاليًا.. حدثنا عن هذا العمل؟ - هذه التجربة ستضيف للسينما المصرية بكل الأشكال، فنيّا وسياحيّا وعالميّا أيضًا؛ لأن هناك أبطالًا عالميين يشاركون فى هذا العمل مثل «تايسون»، وقد جاءوا للتصوير فى مصر وهذا شىء مشرّف للغاية. أمّا عن مشاركتى فالدور بعيد كل البعد عن الكوميديا.. هو دور تراجيدى وأكشن، وأعتقد أن هذه التجربة غيرت جلدى تمامًا، وهذا ما أخطط إليه دائمًا. فبعيدًا عن مسرح مصر كنت أسعى لخوض تجارب مختلفة مع مخرجين ومؤلفين ونجوم مختلفين، فهذا التنوع يَخلق لى معرفة وتعلمًا جديدًا، ورُغم عشقى للكوميديا؛ فإن دورى فى (حملة فرعون) استفزنى وحرّك شيئًا بداخلى. هل الكوميديا أصعب أَمْ الدراما والتراجيدى؟ - بالتأكيد ودون شك الكوميديا أصعب. وهناك سؤال محير يدور فى أذهاننا، وهو كيف نستطيع إضحاك شعب كوميدى بطبعه؟ فمَشاهد الدراما دائمًا لديها عوامل مساعدة مثل الإضاءة أو الموسيقى أو تعبيرات الوجه. فسهل على الفنان أن يُبكى المشاهد، وذلك بخلاف الكوميديا التى لا يصاحبها أى عوامل مساعدة. فالممثل فقط هو العامل المساعد لنفسه، وهنا أحاول البحث والكشف من خلال مذاكرتى للمَشاهد والإيفيهات التى أُلقيها واستحضار المواقف المضحكة.. بالتأكيد الكوميديا من أصعب ما يكون. عُرض لك فى ماراثون رمضان مسلسل (سوبر ميرو).. كيف جاءت مشاركتك فى هذا العمل، وما الذى أضافه إليك؟ - فى البداية كان من المفترض أن أقدم عملًا آخر فى رمضان أقوم بالتحضير له منذ العام الماضى مع قناة «إم بى سى»، ويشاركنى فى البطولة النجم «محمد أسامة- أُس أُس» ولكن لظروف ما تم تأجيله ولم يكتمل المشروع. وهذا العام انتظرتُ من القناة أن تحدد موقفها من المسلسل ولكن جاء الرد أنهم غير مستعدين. بعد ذلك التقيت المنتج «أحمد السبكى» فى إحدى الحفلات وقال لى أنه يقوم بإنتاج مسلسل سوف يُعرض فى رمضان، وأنه يرغب بمشاركتى به، فوافقتُ قبل حتى أن أعلم أى شىء عن الفكرة؛ لأننى أحب العمل معه.. وبعد ذلك سعدت كثيرًا لأن المسلسل بطولة «إيمى سمير غانم» وأنا أحب العمل معها جدّا وسعدتُ أكثر وأكثر لأن المسلسل من تأليف أصدقائى «أحمد محيى ومحمد محمدى».. لذلك كان هذا المسلسل تجربة ممتعة و«لذيذة» تخاطب الأطفال بشكل خاص والأسرة بشكل عام، فهى دراما كوميدية «نظيفة» تخلو تمامًا من أى ألفاظ أو مشاهد خارجة وتحمل رسائل كثيرة للأطفال؛ خصوصًا السلوكيات، مثل عدم رمى القمامة فى الشارع، وقضايا التنمُّر والعنف الجسدى تجاه الحيوانات ولكن بطريقة كوميدية تعطى نتيجة جيدة مع الأطفال. فالعمل فكرته بسيطة جدّا. وشخصية «هدهد» من الناس الموهومين وليس الموهوبين، فحاله مثل حال الكثير من الأشخاص التى تخدع نفسها بإيمانها بامتلاكها شيئًا غير موجود فيها، مثل المقتنع أنه لاعب كرة وهو لا يعرف يلعب، والمقتنع أنه مطرب وصوته نشاز. «هدهد» كذلك مقتنع أنه مخترع جبار رُغم أن اختراعاته بسيطة جدّا وبدائية. البعض وجد تشابهًا بين مسلسلك وبين مسلسل (الرجل العناب) للثلاثى «هشام ماجد، أحمد فهمى وشيكو»، الذى عُرض منذ عدة سنوات.. ما تعليقك؟ - أنا أعشق هذا الثلاثى منذ زمن طويل، وحتى قبل احترافى للفن، فأنا أراهم من النجوم المميزين الذين قدمتْ نوعًا آخر ومختلفًا من الكوميديا، وقد شاهدتُ مسلسل (الرجل العناب) واستمتعتُ به جدّا. ولكن المسلسل هنا قدّم بطلًا خارقًا بالفعل يطير ويفعل أشياء خارقة للطبيعة، أمّا فى (سوبر ميرو) فلم يصنع «هدهد» ل «أميرة» التى تجسد دورها «إيمى سمير غانم» أى خلطة سحرية تجعلها بطلة خارقة، فهى موهومة مثل «هدهد» تمامًا، والاثنان صنعا أشياء بدائية، والمواقف التى كانت تتعرض لها كان الحظ حليفها فيها ويجعلها تبدو فى نظر الناس بطلة خارقة ولكنها لا تملك أى قوة خارقة. تعرّض المسلسل لانتقاد شديد.. كيف تتعامل مع النقد السلبى لأعمالك؟ - بطبعى أحترم كل الآراء، طالما النقد فى إطار تقييم العمل الفنى دون الإساءة لشخصى، فمن حق الناقد الحق أن ينتقد كما يشاء، فنيّا؛ لأن هذا حقه المشروع. وأحيانًا أقتنع ببعض الآراء، والدليل على ذلك أننى من تجاربى السابقة اقتنعت أن الكوميديا الحقيقة هى كوميديا الموقف، وخير دليل على ذلك أيضًا أننى غيرت من أدائى فى شخصية «هدهد»، فلم أجسد شخصية المخترع بما هو متعارف عليه بأنه شخص مجنون ومختل، بل جسّدته بشكل بسيط للغاية، وبفضل الله تلقيتُ ردود أفعال إيجابية عليه، كما أننى التزمت بالنص المكتوب فلم أرتجل إطلاقًا فى هذا العمل ونادرًا ما كنت أستخدم إيفيهات. لم ترتجل، وأنت من أكثر الشخصيات التى ترتجل على المسرح؟! - البعض يرى أن الارتجال متاح فى أى وقت، ولكن من وجهة نظرى أن الدراما والسينما من الممكن أن يرتجل فيهما الفنان ولكن فى نطاق ضيق للغاية، ومن الممكن عدم حدوثها مطلقًا؛ لأن المؤلف هو مَن يرسم أبعاد الشخصية ومن الممكن أن يضرها الخروج عن النص، عكس المسرح الذى من الممكن أن يرتجل فيه النجم بنسبة 70 ٪؛ لأن جمهور المسرح يريد تلك اللعبة، والخروج عن النص متاح. كان من المفترض أن تشارك فى مسلسل (فالنتينو) مع الزعيم «عادل إمام»، ولكن فى آخر لحظة خرج المسلسل من السباق الرمضانى.. حدثنا عن تلك التجربة والشخصية التى تجسّدها؟ - طبعًا، كان حلمًا أن أقف أمام الزعيم، والحمد لله تحق الحلم، ولكنْ هناك أمرٌ آخر أن نجوم مسرح مصر وأنا واحد منهم مقربون جدّا من نجلَى الزعيم «رامى ومحمد». فدائمًا حينما نسافر إلى الساحل الشمالى نجتمع ليلًا ونجلس سويّا مع الزعيم، وكانت تلك الجلسات بالنسبة لنا شسئًا مميزًا؛ لأنه رُغم نجوميته الكبيرة؛ فإنه بسيط ويتعامل معنا بمنتهى التواضع، فمن وقتها الرهبة زالت، ولذلك حين عرض علىّ مسلسل (فالنتينو) وافقتُ دون تردد حتى قبل أن أعرف حجم الدور ولا طبيعة الشخصية، ولكنى وافقت لأشارك فى عمل يحمل اسم «عادل إمام»، وسعادتى زادت بعدما عرفت أننى أجسّد دور ابن شقيقته وذراعه اليُمنى الذى دائمًا يوقعه فى المصائب بسبب غبائه. ما هو تقيمك لنجوم مسرح مصر؟ - نحن لسنا أصدقاء وسط فنى، نحن أصدقاء وعِشرة عُمْر وأخوة، فلا نجامل بعض بل بالعكس دائمًا نتحدث سويّا بصراحة بالغة؛ لأن الصراحة هنا بدافع الخوف والقلق على بعضنا البعض، ولكنى أراهم هذا العام جميعًا قد تفوّقوا على أنفسهم، رُغم أننى أرى أن النقاد الذين يوجهون نقدًا لاذعًا للبعض من نجوم مسرح مصر هم من يرفضون الدماء الجديدة دون حتى مشاهدة العمل، وهذا ما أتعجب منه، كيف تنتقدون قبل المشاهدة!!. عملتَ مع «دنيا وإيمى سمير غانم».. هل تدعم الكوميدنات؟ - «إيمى ودنيا» حدوتة، وحالة فريدة ومتفردة فى جيل الكوميديا حاليًا، فأعمالهما دائمًا ناجحة وعلى الحقيقة لديهما طاقة وحِسّ فكاهى رهيب، وفى أعمالهما نرى متعة وتذوقًا للكوميديا والرقص والغناء فتحدثان حالة فنية مختلفة على الساحة. تعانى مع زوجتك من عدم أكل اللحوم، كيف خرجت من هذا المأزق فى شهر رمضان؟ - يضحك: لا.. لا تظلمى «إسراء»، فهى لا تطهى أى لحوم أو دواجن لأنها تخاف من هذه المأكولات، ولكنى تناولت لحومًا كثيرة فى البيت، ولكن فى رمضان فقط، أمّا فى الأيام العادية فأتناول اللحوم فى المطاعم وأستخدم بَعدها معطرًا بالفم حتى لا أضايقها. وكيف قضيتَ عيد الفطر؟ - لدىّ فوبيا من الزحام، لذلك دائمًا أجلس فى البيت، ولكن بسبب فيلم (حملة فرعون) سوف أذهب لمشاهدته فى دور العرض، ولكن بطريقة خفية، فسوف أتسلل فى حفلة منتصف الليل وبعد بدء عرضه بعدة دقائق حتى لا أثير بَلبَلة حولى؛ حيث أريد مراقبة رد فعل الجمهور دون أى مجاملة.