« جبر الخواطر » عبارة مهجورة لا يتخلق بها إلا أصحاب النفوس النبيلة، وهى من العبادات المهمة لما لها من ثواب كبير عند الله عز وجل، ولكن يغفلها البعض رغم أنها صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين. وعندما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد النزول الحاشد للمصريين فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة خلال احتفاله بعيد العمال «إن المصريين جبروا بخاطرى»، كان لها تأثير جيد على كل المصريين، ولم تكن هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التى أثبت فيها الشعب المصرى أنه يقف جنباً إلى جنب مع قيادته السياسية لمصلحة بلاده، حيث لبى الشعب المصرى نداء الرئيس فى 30 يونيه 2013 لمساعدته للتخلص من حكم الجماعة الإرهابية. كما وافق الشعب على الإجراءات الاقتصادية الصعبة التى اتخذتها الدولة ضمن برنامج إصلاح الاقتصاد المصرى عن طيب خاطر، وعلى الجانب الآخر فإن الرئيس كانت له مواقف رائعة فى جبر الخواطر، كان آخرها مع نحمده «سيدة الميكروباص» والتى حرص الرئيس على مصافحتها أثناء زيارته لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة وقدم لها المساعدة، حيث قالت بعد مصافحتها أنه جبر بخاطرها. وكان قبلها مواقف أخرى، حيث كان سيادته قد استقبل السيدة مروة العبد، والمعروفة «بفتاة الموتوسيكل» والتى ضربت مثالاً آخر للحياة والكرامة والكفاح من أجل لقمة العيش، والتى اندهشت من التفات ووقوف رئيس الدولة فى ظهر الغلابة رغم مشاغله ومسئولياته الضخمة، ودعت له بجبر خاطره كما جبر بخاطر الغلابة والشقيانين، وفتاة الأسكندرية منى السيد، صاحبة الصورة الشهيرة لجر عربة البضائع بالأسكندرية، التى أشاد الرئيس بكفاحها وإصرارها على تحقيق مستقبلها، وفى رد فعل لها عبرت عن سعادتها بوصف الرئيس لها بفتاة ب«100 رجل» وقالت :«إن هذا تكريم ما بعده تكريم وجبر خاطر ما بعده جبر خاطر»، وآخر مواقف الرئيس فى جبر الخواطر حزمة القرارات التى أصدرها بزيادة الأجور والرواتب والمعاشات خلال كلمته فى احتفالية المجلس القومى للمرأة، وهو ما اعتبرته بداية لجبر خواطر المصريين كلهم والبقية تأتى، أدعو الله عز وجل بأن يجبر بخاطر كل المصريين وقيادتهم السياسية.. وتحيا مصر.