تزينت شوارع مصر لاستقبال شهر رمضان المبارك، وانتشرت شوادر بيع الفوانيس، وحرص الجميع على التسابق فى شراء وتعليق زينة رمضان، كلٌ بحسب إمكانياته، وبدأت نسايم الشهر الكريم تهب على كل منزل، حيث يحرص كل أب أو زوج على شراء الزينة، أو الفوانيس لأبنائه أو زوجته، والتى تحمل فى أشكالها ذكريات رمضان الفن الجميل «بوجى وطمطم». فبينما تجوب فى شوارع ومنافذ البيع الخاصة بمستلزمات وديكورات رمضان مثل السيدة زينب والدرب الأحمر والخيامية تفاجأ بعودة بكار، وعم شكشك، وبوجى وطمطم، لتتذكر واحدة من الأغاني «روحت فين يا بوجى، روحتى فين يا طمطم، كنا بنلعب كنا بنرسم وبنقرا حواديت بتعلم، ياسلالم يا سلاملام». قدوم رمضان هذا العام، مع امتحانات الفصل الدراسى الثانى لطلاب جميع المراحل التعليمية، أثار تخوفًا لدى العديد من التجار، الذين تباينت آراؤهم حول حركة بيع زينة ومستلزمات رمضان، حيث يراها البعض جيدة، وآخرون أكدوا إحجام الناس عن الشراء بسبب الامتحانات التى ألزمت الأسر والطلاب على التركيز فى استذكار الدروس، وإهمال متطلبات رمضان. رامى يونس أحد أصحاب شوادر بيع مستلزمات زينة رمضان، أوضح أن كل عام يبدأ منتج جديد يغزو الأسواق، والعام الحالى هناك العديد من المنتجات وخاصة وجود عرائس لبوجى وطمطم وعم شكشك وبكار وغيرها من الشخصيات، والتى استحوذت على اهتمام كبير من الزبائن، مقارنة بسوق العرائس، مشيرًا إلى أن الأطفال تعلقوا بدُمى مجسدة لشخصيات رمضانية وفضلوها عن الفوانيس التى كانت تسيطر على السوق طوال الأعوام الماضية، فالأطفال من سن 5 سنوات حتى الكبار وصولا لسن ال 50 عاما، يفضلون العرائس عن الفوانيس. وأضاف يونس إن سوق الدمى لا تنحصر فقط على بوجى وطمطم، لن ينافسهما فيه بكار وعم شكشك، كلها تختلف أسعارها حسب الحجم وحسب كون المنتج محليًا أو مستوردًا، فأسعار العرائس المصرية تبدأ من 35 جنيهًا إلى 120 جنيهًا، أما المستورد فيبدأ من 80 جنيهًا إلى 400 جنيه. لم تكن فقط العرائس الأكثر مبيعًا، بل هناك «الباف» - مقعد اسفنجى يشبه الكراسى، بأقمشة رُسم عليها بوجى وطمطم، وصوانى ووسائد: «الحاجات دى مش مطلوبة فى مصر بس احنا صدرنا منها لعدد من الدول العربية وفى مقدمتها السعودية»- الكلام على لسان يونس-، مشيرًا إلى أنه يعمل طوال العام على تصنيع منتجات جديدة فى ورشته لتغزو السوق فى كل عام، يبدأون بتصميم أفكار جديدة فى شهر رمضان ليتم تنفيذها فى العام الذى يليه. صناعة منتجات رمضان، ليست المهنة الوحيدة لرامى يونس وأخيه، فهو يعمل فى مهنة خراطة الأخشاب، واستطاع عمل مدفع رمضان ومسجد باستخدام الأخشاب. أما سامى عبدالرحيم، فقال إنه فى الأعوام الخمسة الأخيرة، تواجدت بوجى وطمطم فى الأسواق المصرية، فى البداية لم يكن لديها زبون جيد، ولكن فى آخر عامين بدأ يطلبها الزبائن بالاسم، ومع كل عام يتم تطوير أشكال المنتجات وطريقة الصنع، وخلال العام الحالى ولأول مرة هناك عرائس لبوجى وطمطم بأحجام كبيرة تصل إلى المتر ونصف، فضلا عن دمى عم شكشك، كما تشهد الوسائد المطبوع عليها بوجى وطمطم إقبالا من الزبائن، والتصاميم تختلف حسب الورشة والمصنع. الإقبال على بوجى وطمطم، دفع مصطفى حمود -أحد التجار- إلى عدم الاكتفاء بعرض العرائس والمفروشات التى تحمل صورها فقط، بل قام باستيراد فوانيس مصنوعة على شكل بوجى وطمطم: «فى الأعوام الأخيرة بدأت الصين بصناعة الفوانيس على شكل شخصيات، ومنذ العام الماضى بدأت بتجسيد شخصية بوجى وطمطم على شكل فانوس، والعام الحالى بدأت بتطوير شكل الفانوس، حيث أضافوا أسفل بوجى بنورة تحتوى على أضواء تتحرك من أسفله، ومزودة بخاصية الغناء والحركة، أما طمطم فقد صنعوها ترتدى فستانا بأكثر من لون». أسعار الفوانيس تتراوح ما بين 125 جنيهًا إلى 180 جنيهًا حسب شكل الفانوس، ويقبل عليها الأطفال خاصة من سن 6 سنوات ال 12 سنة سواء الفتيات أو الأولاد، وهى مزودة بأغانى «وحوى يا وحوى» و«رمضان جانا»، متوقعا أن يشهد العام المقبل ظهور فوانيس على شكل شخصية بكار وعم شكشك. أما أحمد أحد مصنعى عرائس بوجى وطمطم ومستوردها، فيرى أن العام الحالى يشهد إقبالًا كبيرًا على عرائس بوجى وطمطم، موضحًا أن سعر بوجى وطمطم الصينية يتراوح ما بين 250 جنيهًا و 2500 جنيه على حسب حجمها، والذى يصل لمترين، كما تحقق وسائط بكار ورشيدة مبيعات جيدة، حيث تبدأ أسعارها من 6 جنيهات.