أطلقت دار نشر الجامعة الأمريكية الطبعة الإنجليزية من كتاب مذكرات أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، «شاهد على الحرب والسلام.. مصر حرب أكتوبر وما بينهما». تتضمن مذكرات أبو الغيط التى صدرت بالعربية فى وقت سابق، سجلّا بحياة وخبرات أربعين عاما من الجهود الدبلوماسية والسياسات الخارجية لمصر وقت مهام هذا الدبلوماسى العتيد، وخاصة تلك التى أعقبت حرب أكتوبر 1973، والكثير من الأحداث المضطربة التى قلّبت أوضاع الشرق الأوسط لسنوات. وكان أحمد أبو الغيط (1942) كما هو معروف الأمين العام لجامعة الدول العربية منذ أن تم انتخابه عام 2016. خدم سابقا فى سفارة مصر فى قبرص ما بين (1968 - 1972) ثم فى الأممالمتحدة من (1979 - 1982) وشغل منصب سفير مصر لدى إيطاليا ما بين (1992 - 1996)، ثم ممثل مصر الدائم فى الأممالمتحدة ما بين (1999 - 2004) . وفى 2004 عُيّن وزيراً للخارجية المصرية، وهو المنصب الذى شغله حتى عام 2011. كابن لطيّار مُحارب اعتاد على أجواء القتال والحرب، التصق أحمد أبو الغيط بأكثر تواريخ ومعارك مصر والأحداث السريّة للدبلوماسية المصرية على مدار عقود عديدة. وفى هذه المذكرات المستفيضة يعود أبو الغيط إلى عام 1973 ويبثّ، لأوّل مرة، العديد من الأسرار التى تخص طبيعة عمله على الجهود الدبلوماسية التى تلت الحرب، من بين ذلك الاتصالات السرية ما بين السادات وهنرى كسينجر، فضلا عن تفاصيل أخرى تخص الدور السوفيتى أثناء حرب أكتوبر. فى الفصول التالية، يُعزّز أبو الغيط رؤيته بكثير من الآراء الشخصية عن المنعطفات فى مسيرة عملية السلام، من مؤتمر جينيف 1973، إلى مؤتمر مينا هاوس فى 1977، وزيارة السادات لإسرائيل، ومعاهدة كامب ديفيد 1978. يذكر أن أبو الغيط كتب شهادته عن فترة حكم حسنى مبارك، منذ تولى أبو الغيط مهام الخارجية المصرية فى 2004 وحتى 2011، وفى هذه الشهادة التى صدرت فى كتاب بعنوان «شهادتى.. السياسة الخارجية المصرية» يلفت تركيز أبو الغيط على شخصية رئيس جهاز المخابرات العامة، الراحل عمر سليمان، الذى يقول عنه إنه بات ذا تأثير واضح فى عملية اتخاذ القرار فى مصر منذ عام 1992، وتزايد تأثيره بعد فشل محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا فى عام 1995.