فى 12 أكتوبر من العام 1992 كانت مصر على موعد مع زلزال بقوة 5.8 ريختر، عُرف فيما بعد بزلزال 92، أسفر عن 545 قتيلًا.. على إثر ذلك رأت الدولة أنه لا بد من إنشاء الشبكة القومية للزلازل لتقليل آثارها وتفادى كوارثها، وأعلن فى عام 1997 إنشاء مرصد الزلازل الذى تكمن من رصد 37 ألف هزة أرضية منذ عام 1997 حتى 2019، أى بمعدل 4.6 زلزال يوميًا. الدكتور محمود الحديدى أستاذ مساعد بقسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قال إن شبكة رصد الزلازل، رصدت منذ إنشائها إلى الآن قرابة 37 ألف هزة أرضية طبيعية، وكلها تحدث بسبب حركة الصخور والقشرة الأرضية، وتم تسجيل عدد من الهزات الأرضية ما بين 10 و15 هزة يومية، معظمها أقل من 1 حتى 2.5 ريختر، وهى هزات لا يشعر بها الإنسان، إلا عندما تصل إلى 3.5 على مقياس ريختر. وأضاف أستاذ قسم الزلازل: إن الشبكة القومية للزلازل هى الجهة المنوطة بقياس الاهتزازات الأرضية سواء كانت طبيعية أو صناعية، مشيرًا إلى أن الشبكة تم العمل فيها بداية من عام 97، وانتهت بشكل فعلى عام 2003، ومنذ استكمال الشبكة تم تسجيل جميع الاهتزازات الأرضية التى شهدتها مصر على مدار العشرين عاما الماضية، كما أن هناك اهتزازات صناعية تحدث بسبب استخدام المفرقعات فى المحاجر، ولها تسجيلات خاصة بها بعيدا عن التسجيلات الطبيعية. «الحديدى» أكد أنه لا يمكن التنبؤ بالهزات الأرضية، وضرب مثلًا بالصين عندما حاولت التنبؤ بالزلازل، لكن بعد نجاح التجربة بأسبوع حدث زلزال كبير وضخم بمكان لم يكن متوقعًا، وهو ما يؤكد للجميع أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بموعد زلزال، إلا فى بعض الحالات المعروفة منها أن تكون المنطقة معروفا عنها نشاطها الزلزالى، ويوجد فى مصر سجل زلزالى يوضح الأماكن الأكثر عرضة للزلازل فى مقدمتها خليج العقبة، والذى كان السبب فى زلزال عام 95، رغم أن إحساس المواطنين فى القاهرة كان ضعيفا به، وذلك بسبب حدوثه داخل الخليج، ولذلك كان شعور أهالى شرم الشيخ أكبر بكثير حيث ووصلت درجته هناك إلى 7 ريختر. وأشار إلى أنه من أكثر الأماكن نشاطا بالزلازل، منطقة شمال البحر الأحمر، والتى كانت نشطة ومازالت حتى الآن، وأيضا منطقة دهشور، والتى كانت السبب الرئيسى فى زلزال عام 92، وهى منطقة زلزالية حتى الآن. وأوضح أنه تتم الاستعانة بالمرصد لعمل دراسات جوتقنية لطبقات الأرض، وذلك لمساعدة الشركات العملاقة لبحث الطبقات الأرضية لبناء أبراج مقاومة للزلازل، وأيضا نضع المشورة للعديد من مشروعات ومؤسسات الدولة فى مقدمتها المشروعات النووية، منها الضبعة، ووزارة الكهرباء، أثناء بناء المحطات الكهربائية، وأيضا الهيئة القومية للكبارى. وأضاف الأستاذ المساعد بقسم الزلازل: يتم حاليا تغيير أماكن بعض المراصد، والتى يصل عددها إلى 74 محطة، بسبب الزحف العمرانى على أماكن المراصد، المنتشرة من أسوان إلى السلوم، والتى يتأثر تشغيلها، بسبب حركة السيارات وغيرها من المصانع، وهى أحد أنواع التشويش.كما تم عمل فرع رئيسى للشبكة بأسوان يعمل بكامل طاقته فور حدوث أى عطل فى المقر الرئيسى بحلوان، ويحوى نفس الأجهزة الموجودة بمرصد حلوان كإجراء احترازى، فى حالة حدوث عطل داخل الشبكة الرئيسية، والتى لها شبكة كهرباء خاصة يمكن أن تعمل لمدة 10 أيام كاملة فى حالة انقطاع الكهرباء فى مصر بالكامل. وقال إن وظيفة الشبكة هى التعرف على مصدر الزلزال، والحركة الأرضية التى نتجت عنه، فالمرصد لا يستطيع وقف الزلزال، ولكن نستطيع وقف توابعه، عبر إخلاء بعض الأماكن التى يمكن أن تتأثر بالزلزال. من جهةٍ أخرى، أكد الدكتور جاد القاضى القائم بأعمال رئيس المعهد الفلكى أن المرحلة الثانية من العاصمة الإدارية الجديدة ستكون داخل مرصد القطامية، ونظرا لوجود اشتراطات معينة لعمل المرصد، وأهمها عدم وجود منطقة مأهولة لمسافة 30 كيلو مترا مربعا، فإنه يجرى حاليا البحث عن مكان جديد تتوافر فيه المواصفات المطابقة، أهمها انعدام نسبة الرطوبة، وسطوع الضوء، وقلة شدة الرياح، والشوشرة الضوئية، حيث يجب أن تكون الشوشرة الضوئية منعدمة تماما بالمرصد الجديد ليعمل بشكل متكامل، بالإضافة إلى نسبة السحب على مدار السنة، والفارق بين أقل وأعلى درجة حرارة بالمنطقة، ويتم عمل اختبار للمكان على مدار الفصول الأربعة بالعام، وكل هذه العوامل تدخل فى اختيار مكان المرصد الجديد. وأضاف رصدنا 8 جبال بالصحراء الشرقية، وتم استبعاد 4 منها، ويتم حاليا عمل دراسات بجبل «الزوبير»، فيما فشلت اللجنة فى إيجاد مكان مناسب جنوبسيناء. موضحا أنه لن يتم إغلاق مرصد القطامية، والذى يعتبر علامة دولية، وممثلا فى الاتحادات الفلكية العالمية، ليصبح مركزا تعليميا لأبحاث الفلك لشباب الفلكيين، إذ رصد المرصد خلال العام الماضى 11 نجمًا متغيرًا، وسجلها فى المحافل الدولية باسم المرصد. وأشار خبير الفلك، إلى أنه تم عقد اتفاقية مع الصين لإنشاء ثانى أكبر محطة فى العالم لرصد الأقمار الصناعية بالليزر. مدير المعهد أشار إلى أنه تم تشغيل أول تليسكوب فى مصر لرصد حطام الفضاء، بمرصد القطامية، ورصد سقوط جزء من نيزك بحديقة منزل بالمنوفية، ولكن لم يحدث أى إصابات، حيث سيكون التليسكوب بمثابة جرس إنذار لمنع حدوث أى كارثة غير متوقعة، كما تم وضع كاميرا فضائية بجامعة قناة السويس للمساعدة مع التليسكوب الفضائى للعمل بشكل متكامل، وذلك بالمشاركة مع الجانب الروسى، والذى ساهم بالبرنامج الخاص بالتليسكوب. وأشار إلى أن التليسكوب يساعد فى التعرف على الأقمار الصناعية التى مرت بالغلاف الجوى، كما سيتم وقف أى عدوان على القمر الصناعى عبر الإنترنت، عن طريق المحطة الأرضية الموجودة فى مصر وذلك لمنع الهاكر لبعض الأقمار، على أن تكون المرحلة القادمة «رصد، وتحكم» إذ يمكن لنا وقف الخطر الذى يهدد أى قمر صناعى يحوم بالغلاف الجوى الخاص بمصر، وسوف يكون هناك تحالفات مع العديد من الدول لتحقيق أعلى معدل من الأمن القومى عن طريق البحث العلمى. وأوضح أن كل هذه الإجراءات، تهدف للوصول إلى أعلى معدل لحماية الأمن القومى المصرى، فهناك عشرات من المراكب الفضائية والأقمار الصناعية تنفجر فى الفضاء، كل ذلك يمكن أن يتسبب فى حوادث فضائية ضخمة، والعالم فى الخارج يخطط لعمل مراصد فلكية فى الفضاء ذاته، منها أمريكاوالصين وروسيا.