كثيراً ما تُفاجأ الأسر التى لديها أبناء من ذوى الاحتياجات الخاصة برفض قبول هؤلاء الأبناء فى المدارس العادية، رغم أن القوانين الجديدة التى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصدارها فى العام 2018، والذى خصصه لتلك الفئة الغالية على قلوب كل المصريين. تلك الحقيقة تؤكدها الدكتورة هالة عبد السلام، مدير إدارة رعاية الموهبين بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، كاشفة فى حوارها مع «روزاليوسف»، عن أبرز الامتيازات الخاصة الممنوحة للطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة. بداية، ما أبرز الجهود التى تبذلها وزارة التربية والتعليم للطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة؟ - وزارة التربية والتعليم تعمل فى هذا الإطار على عدة محاور، أولها التشريعات التى تنظم وجود الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة فى المدارس، التى لم تشهد أى تغيير منذ عام 1990، واقتصر تعليم هؤلاء الطلاب بمقتضاها على مدارس: التربية الخاصة، والتربية الفكرية، و«الأمل» للصم والبكم، و«النور» للمكفوفين. واستمرت تلك الحال حتى عام 2017 بإصدار وزارة التربية والتعليم القرار رقم 252 الذى نص على «دمج» هؤلاء الطلاب فى المدارس، وتلاه القرار رقم20 لسنة 2019 الذى سمح للأطفال متعددى الإعاقة بالتواجد فى المدارس بعد أن كان ممنوعاً نهائياً، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى وطننا العربى. المحور الثانى الذى تعمل عليه الوزارة لخدمة الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، هو إعادة تأهيل المعلمين للتعامل مع الطلاب، وتشجيعهم من خلال منح المعلم الذى لديه طلاب مدمجون حافز 25% بشرط أن يكونوا متفوقين، فضلاً عن تدريب 22 ألف معلم على التكنولوجيا المساعدة لتلك الفئة من الطلاب، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع وجود خطة طموحة لتدريب 35 ألف معلم خلال العامين المقبلين. بحديثك عن تأهيل المعلمين للتعامل مع الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة.. كيف يتم ذلك؟ - تأهيل المعلمين للتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة يتم بالتعاون مع عدد من الجامعات التى لديها أقسام لتلك الفئة، مثل جامعة الإسكندرية، وكلية العلوم لذوى الإعاقة بجامعة الزقازيق. ويمثل ذلك نهجاً جديداً للوزارة، تسعى فيه- بالتعاون مع الجامعات المصرية- لتدريب أكثر من 42 ألف معلم على التعامل مع الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة المصابين ب«متلازمة داون» و«التوحد»، خلال فترة زمنية لا تزيد على 3 سنوات. وماذا عن التشريعات الخاصة بطلاب «التوحد» تحديداً؟ - تولى وزارة التربية والتعليم اهتماماً كبيراً بالطالب المصاب ب«التوحد»، بصورة لم تكن موجودة من قبل، والدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، يضعهم وأقرانهم من ذوى الاحتياجات الخاصة على رأس األويات خطة وزارة التربية والتعليم. والقرارات الوزارية منحت هؤلاء الطلاب عدة «امتيازات خاصة»، من بينها دراسة لغة أجنبية واحدة بدلاً من اثنتين لباقى الطلاب، والسماح بوجود مدرس مرافق له فى الفصل، وفى بعض الأحيان يسمح بوجود والده أو ووالدته إذا استدعى. ووفقاً للقرار الوزارى رقم 229 لسنة 2016، سُمح للمرة الأولى بدمجهم مع طلاب التعليم الفنى، إذا لم يحصل الطالب على مجموع يؤهله للالتحاق بالثانوية العامة، وهو الأمر الذى كان يوقف تعليمهم عند المرحلة الإعدادية قبل صدور هذا القرار، نظراً لعدم تمكن غالبيتهم من الحصول على «مجموع ثانوى». كم يبلغ عدد الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة المدمجين فى مدارس عادية؟ - يصل عدد طلاب الدمج إلى 77 ألف طالب على مستوى الجمهورية، من بينهم ألفا طالب مصابون ب«التوحد»، وهو رقم مرتفع نتيجة للخدمات المقدمة لهم من قِبل وزارة التربية والتعليم، ويفوق طلاب «المدارس الفكرية» الذى يصل عددهم إلى 48 ألف طالب على مستوى الجمهورية. والتجربة المصرية فى الدمج من أنجح التجارب، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات تشهد تطوراً هائلاً وملحوظاً للجميع على أرض الواقع، ويتم خلالها دمج طلاب ذوى الإعاقة البسيطة داخل مدارس التعليم الابتدائى والفني، مع «تطويع» المناهج من أجل تلك الفئة من الطلاب، وذلك بواقع 10% من إجمالى عدد الطلاب داخل الفصل الواحد (نحو 4 طلاب فى الفصل). هل طلاب الدمج يتسلمون جهاز «التابلت» مثل بقية الطلاب؟ - نعم، وذلك بتوجيهات من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والذى منحهم حق التعلم على أجهزة «التابلت» مثلهم مثل باقى زملائهم. لكن هناك العديد من المدارس ترفض قبول هؤلاء الطلاب.. ما تعليقك؟ - أوجه من هنا رسالة لأى أسرة لديها طالب دمج تم رفضه من قبل أى مدرسة بسبب الإعاقة، أقول لهم فيها: تقدموا على الفور بشكوى لوزارة التربية والتعليم لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاه هذه المدرسية. والأمر الآن لم يصبح قراراً وزارياً فقط، بل أن بتوجيه من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، تم إصدار قانون خاص لذوى الاحتياجات الخاصة فى 2018، وبه مواد تنص على سحب ترخيص المدرسة التى ترفض استقبال هؤلاء الأطفال، لذا ليس من حق أى مدرسة رفض طالب مصاب ب«التوحد» أو «متلازمة داون» أو من أصحاب الإعاقات الجسدية، لأن ذلك مخالف للقانون، وجميع المدارس هى «مدارس دمج». كيف تقيمين دور المجتمع المدنى فى دعم «طلاب الدمج»؟ - نطالب مؤسسات المجتمع المدنى كافة ورجال الأعمال بضرورة تكثيف الجهود مع وزارة التربية والتعليم لتوفير «غرف مصادر» داخل المدارس، وهى غرف يوجد بها بعض الأجهزة والمعدات التكنولوجية وبعض الأدوات القرائية والخرائط وأدوات الحساب المبسطة، والتى تساعد الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة على التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر. ولدينا 250 «غرفة مصادر» على مستوى الجمهورية ونحتاج المزيد منها، فمن المفترض أن تتوافر تلك الغرف داخل كل مدارس الجمهورية، وهو ما تحاول الوزارة توفيره فى المدارس الجديدة التى تبنيها هيئة الأبنية التعليمية.