«سيكون داخل العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد فى مصر، وأنا أول المساهمين، وإن شاء الله سنحتفل بافتتاحهما».. قبل نحو عامين، كان هذا هو تعهُّد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد من داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عقب أيام قليلة من تفجير الكنيسة البطرسية، ولم يمر على الوعد عامان حتى أصبح الحلم حقيقة، وعلى بعد أيام من الافتتاح الرسمى لمسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» لترسيخ قيم التعايش والتسامح والمحبة والسلام بين مختلف الأديان والثقافات. الأسبوع الماضى، شهد رفع أول أذان من مسجد الفتاح العليم.، بالتزامن مع انتهاء التشطيبات داخل كاتدرائية ميلاد المسيح الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، والتى ستشهد غدًا الأحد قداس عيد الميلاد بحضور ما يزيد على 10 آلاف شخص، كما انتهت شركة المقاولون العرب من تنفيذ أعمال المسجد، المقرر افتتاحه رسميًا خلال أيام، والذى سيكون المسجد الرسمى للدولة تقام فيه صلوات الأعياد والاحتفالات الدينية. مسجد الفتاح العليم يقع المسجد على الطريق الدائرى الأوسطى الجديد، ويعد من من أكبر المساجد حول العالم وسيكون المسجد الرئيسى للدولة وتنفذه شركة «المقاولون العرب» لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فضلًا عن المكتب الاستشارى بريفكت للاستشارات الهندسية ويقام المسجد فقط على مساحة 122 ألفًا و400 متر مربع. ُصمم المسجد بطراز معمارى مميز يعود إلى الطراز الأيوبى، ويتكون من بدروم أرضى على مساحة 6335 مترًا مربعًا ويضم مصلى للرجال سعة 14000 إلى 16000 مصلٍ، ويضم مصلى للسيدات مساحة 3000 مصلية، فضلا عن متحف رسالات سماوية ودار لتحفيظ القرآن، كما يضم مستشفى خيريًا سعة 300 سرير. الدور الأرضى للمسجد، يضم صحن المسجد بمساحة 6335 مترًا مربعًا سعة 6300 مصلٍ، وله 6 مداخل ومدخل جانبى لمصلى السيدات ويضم ساحة خارجية بمساحة 3400 متر، وتم تخصيص الدور الأول مصلى للسيدات مساحة 1080 مترًا، ويحتوى المسجد على أربع مآذن بارتفاع 90 مترًا، علاوة على القبة الرئيسية للمسجد بمساحة فدان بقطر 33 مترًا وارتفاع 28 مترًا ، و4 قباب ثانوية بقطر 12.5 وارتفاع 10أمتار، وسيحاط بالمسجد سور بطول 2000 متر مربع كما يضم قاعتي مناسبات ضخمتين ومسارًا كبيرًا لإقامة الجنائز، وتم الانتهاء من تنفيذ المسجد و4 مآذن بارتفاع 90 مترًا للمئذنة، ويضم المسجد مكاتب إدارية وغرف خدمات وتكييف وكهرباء وغرف إدارية ومخازن. كاتدرائية ميلاد المسيح تشهد كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الجديدة اللمسات الأخيرة من التشطيبات النهائية والتزيين استعدادًا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد والذى سيشارك به نحو 10 آلاف شخص، والمقرر إقامته مساء غد الأحد للمرة الثانية، حيث تجرى أعمال التشطيبات فى الكنيسة الكبرى التى تبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وتشمل الأعمال النهائية فى الكينسة بعض الأعمال الإنشائية ورسومات الأيقونات، حيث أنهى أكثر من 40 رسامًا رسومات الجدران والقبة الأكبر فى الشرق الأوسط بأيقونات السيد المسيح والعائلة المقدسة، كما تم تركيب البوابات الخارجية، والمساحات الخضراء المحيطة بها. تعد الكنيسة والتى تم تصميمها على الطراز المعمارى القبطى هى الأكبر فى الشرق الأوسط بمساحة تصل ل15 فدانًا، بما يقرب من 63 ألف متر مربع، وتتكون من أكثر من مرحلة، المرحلة الأولى عبارة عن الكاتدرائية على مساحة 7500 مترمربع، وتتضمن مقرًا للصلاة يسع لنحو 12 ألف مواطن، وتبلغ مساحتها 4 أضعاف الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسيتم افتتاحها خلال أيام. تعتبر كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة أضخم مشروع يتم إنشاؤه على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، بجوار أضخم مسجد فى مصر ويتم بناؤها بمساهمة المصريين «مسلمين ومسيحيين»، كما سيتم إقامة متحف فى منطقة الممر الحضارى بين المسجد والكاتدرائية وسوف يتم اختيار قطع أثرية من المتاحف الثلاثة المصرى والإسلامى والقبطي، بما يتوافق مع الفكرة الرئيسية للمتحف حول التسامح الدينى وعدم التفرقة بين المواطنين على أساس الدين. تحتوى كنيسة الشعب على ساحة رئيسية إضافة إلى مبنى المقر البابوى وصالة استقبال وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية، كما يسع مبنى الكاتدرائية ل 8200 فرد وهو عبارة عن «بدروم» وصحن ومنارة بارتفاع 60 مترًا، وتتضمن جراجًا أسفل الأرض مكونًا من طابقين ومبنى خدمات والتشكيل الرئيسى للكنيسة عبارة عن صحن رئيسى مغطى بقبوين متعامدين قطر كلٍ منهما 40 مترًا يشكلان صليبًا وفى تقابلهما فى وسط الصحن قبة الكاتدرائية بقطر 40 مترًا ترتفع 39 مترًا عن سطح الأرض محملة على أربعة عقود رئيسية، وتتضمن أنصاف قباب فى الجهات الشمالية والقبلية والغربية وعلى الجانبين يوجد ممران جانبان يتغطى كل منهما بقبوات متقاطعة قطر كل منها 6 أمتار. تم مراعاة أن يكون أعلى الهيكل الرئيسى قبة بقطر 15 مترًا وقباب الهياكل الجانبية بقطر 10 أمتار، كما تم تصميم 2 منارة ملحقة بمبنى الكاتدرائية، وتم تصميم المنارة بتشكيل من عناصر من العمارة القبطية وروعى أن تحتوى على عدد من الأجراس أعلى المنارة، كما تمت مراعاة أن تكون مسارات التكييف بدور البدروم بالكاتدرائية حتى لا تؤثر على الشكل المعمارى للكاتدرائية. ومن المقرر انطلاق العمل فى المرحلة الثالثة من كاتدرائية ميلاد المسيح عقب انتهاء قداس عيد الميلاد ، وتتبلور فى إنشاء المقر البابوى، وكنيسة للشعب تتسع لنحو 1000 مصلٍ، وبلغ عدد العاملين بالمشروع 1500 عامل بنظام ورديتين لضمان استمرار العمل على مدار ال24 ساعة وإنجازه بأسرع وقت.