توليفة مسلية جدًا استطاع المخرج أحمد عبد الله تقديمها فى فيلمه «ليل خارجى»، لعل أهم ما يميزها هى قدرة مخرجه على إدارة بطلى العمل (منى هلا، وكريم قاسم) بشكل مختلف، ليطلا على الشاشة بشكل لم يعهده منهما الجمهور، ليمثل الفيلم عودة قوية ل«منى هلا» بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات عن تقديم أى عمل فنى، «منى» التى بدأت مشوارها منذ سنوات تؤكد فى هذا الفيلم على إمكانيات تمثيلية كبيرة تحتاج للمزيد من التأمل والاعتناء.. وقد تحدثت وكشفت إلينا عن الكثير فى هذا الحوار. فى البداية كيف وجدت استقبال الجمهور للعرض الأول لفيلم «ليل خارجى»؟ أذهلنى الاستقبال الحار من جمهور الأوبرا، ومن زملاء لم ألقهم منذ سنوات، خاصة أننى أعيش مع زوجى فى النمسا، ولم أزر القاهرة منذ فترة طويلة، وسعيدة جدًا بأن تتزامن زيارتى مع فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الذى يعرض فيلمى فى مسابقته الرسمية، وقد تكون هذه الأسباب هى سر بكائى وتأثرى ليلة العرض. هل تشعرين أن غيابك عن القاهرة لفترات طويلة أثّر على مسيرتك الفنية؟ لا أحب أن أفكر بهذه الطريقة فى العموم، خاصة أننى حاليًا أعيش فى بلدى (النمسا) فما لا يعلمه البعض أن والدى نمساوى، وأمى مصرية، لذلك فالنمسا بلدى مثل مصر تمامًا، كما لا توجد أعمال جيدة تقدم فى مصر حاليًا، وممكن التأكد من ذلك بنظرة سريعة على ما عرض فى السينما خلال الفترات الماضية، ومن المؤكد عندما يعرض على عمل مصرى جيد فلن أتردد طويلًا فى العودة من أجله، مثلما حدث مع «ليل خارجى». فى «ليل خارجى» قدمت دور فتاة ليل، وهو ما قمت بتقديمه من قبل فى فيلم «بالألوان الطبيعية» الذى شاركك بطولته «أحمد قاسم» أيضًا، هل أزعجك أن يعقد الجمهور مقارنة بين الدورين؟ لا يوجد وجه شبه بين الدورين من الأساس، فشخصية (توتو) التى أقدمها فى «ليل خارجى» مختلفة تمامًا عما قدمته فى (بالألوان الطبيعية) والشق الإنسانى ظاهر بها بقوة، كما أننى من مدرسة مختلفة فى التمثيل، فأنا عندما أؤدى دورًا بعينه لا أستدعى أى شخصية أديتها من قبل أو مرت على فى حياتى، بل أعيش وكأننى الشخصية المرسومة على الورق. هناك تفاصيل دقيقة جدًا فى ملابس شخصية (توتو)، وماكياجها، هل تدخلت فى بعض هذه التفاصيل؟ كل هذه التحضيرات سواء العباية، أو نوعية المكياج الصارخ، أو (اكستينشن) الشعر الطويل الذى أصررت على حرقه بالأكسجين من نهايته ليبدو لونه شديد الاصفرار كلها ارتجالات جاءت أثناء العمل، وشاركنى بها المخرج «أحمد عبد الله». ذكرت أن العمل قد مر بصعوبات عديدة، ما نوعية تلك الصعوبات؟ هناك صعوبات تتعلق بالفيلم ذاته كإنتاج مستقل، وهى صعوبات مشتركة بين كل من قرر التصدى لمثل تلك النوعية من الأفلام، خاصة مع عدم تحمس المخرجين لهذه الأفكار المختلفة، ورغبتهم فى إنتاج الأفكار التقليدية مضمونة الربح، وإذا فرضنا أن الممثل سوف يتنازل عن أجره أو جزء منه من أجل نجاح التجربة، فهناك مئات العاملين فى الفيلم خلف الكاميرات لا يمكن أن يقوموا بذلك لأن لديهم التزامات أسرية، وفى «ليل خارجى» توقف الإنتاج لفترات تعثرنا بها، أما الصعوبات الشخصية التى واجهتنى أثناء تصوير الفيلم فكانت تتعلق بتوفيق المواعيد لأننى كنت أشارك فى مسرحية فى سويسرا فى نفس وقت تصوير الفيلم، فكنت بين مصر وسويسرا، بالإضافة إلى أننى كائن نهارى، وأحداث الفيلم معظمها يحدث فى الليل، مما تسبب فى شعورى بالإرهاق. قمت بعمل جولة عالمية من خلال عرض مسرحى مهم، هل من الممكن أن تحكى لنا عن تفاصيل المسرحية، وعن أسباب عدم عرضها فى مصر حتى الآن؟ هى مسرحية بعنوان (زج زج) للمخرجة «ليلى سليمان»، أحداثها حقيقية، حدثت فى مصر فى سنة 1919، فى منطقة اسمها (نزلة الشوبك) وقصتها باختصار تدور حول الاحتلال الإنجليزى، وما قام به أهالى النزلة حينما قطعوا خطوط السكك الحديدية ما بين القاهرة ونزلة الشوبك ليوقفوا الدعم الذى يصل للجنود الإنجليز، وكرد فعل قام الإنجليز بحرق 144 منزلاً فى نزلة الشوبك، وقتل الرجال فى المنطقة، واغتصاب السيدات أمام جثثهم، وقد أصرت سيدات النزلة ببسالة على إدلاء شهادتهن عن الحادث.عرضنا المسرحية فى العديد من الدول وفى مصر قدمناعرضًا خاصًا فى الجيزويت، وأتمنى أن نقوم بعرضها جماهيريًا قريبًا. وماذا عن أعمالك الفنية المقبلة؟ أقوم بكتابة فيلم طويل من تأليفى لأول مرة، عن قصة لسيدات يرفضن السيطرة والقهر. وهل ستكررين تجربة الإخراج مرة أخرى فى هذا الفيلم، أو تشاركين فى بطولته؟ لن أخرجه لأنى أرى نفسى مخرجة فاشلة، والفيلم القصير الذى أخرجته منذ فترة لم يكن جيدًا، أما عن اشتراكى فى البطولة، فإذا رحب المنتج فلا مانع لدى.