كتبت: نسرين عبدالرحيم كشف الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى، عن تفاصيل خطة الحكومة لتطوير التعليم الفنى، والتى وضعتها الدولة ضمن أولوياتها فى المرحلة الحالية فى إطار الخطة التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي «بناء الإنسان المصرى»، مشيرًا إلى أنه خلال العامين القادمين سيتم تنفيذ خطوات جادة للبدء فى تنفيذ المشروع من خلال إطلاق مسابقة كبرى بين المدارس، وإنشاء هيئة مستقلة للجودة.وبشر مجاهد فى حوار مع «روزاليوسف» طلاب التعليم الفنى، بأنه يجرى حاليًا تجهيز عدد من الجامعات التكنولوجية ستكون الأولوية فى الالتحاق بها لطلاب الدبلومات، مؤكدًا فى الوقت نفسه على أن خطة التطوير تستهدف تخريج فنى مؤهل لسوق العمل. وإلى نص الحوار: الرئيس كشف عن خطة لتطوير التعليم الفنى.. ما ملامحها وآلية تنفيذها؟ - ركز مؤتمر الشباب على رؤية الرئيس فى بناء الإنسان المصرى، والتى تعتمد على محورين أساسيين، هما التعليم والصحة.. أى مواطن مصرى يعلم أن التعليم يعانى منذ نحو 40 عامًا من التدهور.. فمثلا لو كانت التقييمات الدولية موجودة فى عام 70 19 كنا سنحصل على المركز ال 25 على العالم وقتها.. لكن نحن نسينا أنفسنا وأصبحنا نتكاثر بصورة كبيرة من دون زيادة فى أعداد المدارس، وأصبح التعليم درجات للطالب يلهث وراءها للدخول إلى الكلية دون الاهتمام بالفهم والإداراك. ماذا عن المقترحات؟ - تقدمنا بمجموعة من المقترحات، وحمل حديث الرئيس السيسى فى الخطاب الختامى للمؤتمر 5 مقترحات خاصة بالتعليم، من بينها مقترحان للتعليم الفنى، حيث اختار الرئيس أن يكون عام 2019 عام التعليم، وأعطى إشارة البدء فى إطلاق التعليم الجديد المطور الذى سينعكس على الطالب منذ مرحلت كى جى، وتضمنت المقترحات تخصيص 20 % من البعثات التى ترسلها الدولة سواء للخارج أو الدخل لوزارة التعليم، إنشاء أكاديمية لتعليم وتدريب وتأهيل معلمى التعليم الفنى، وإنشاء هيئة لتأكيد الجودة واعتماد برامج التعليم الفنى. وما الجديد فى ذلك، خاصة أنه توجد لدينا هيئة جودة منذ 2006؟ - لدينا هيئة جودة قدمت أعمالًا عظيمة ولكن أكثرها فى التعليم العالى،وليس التعليم الفنى ولا فى التعليم قبل الجامعى، ودورها ينحصر فقط فيما يسمى الاعتماد المؤسسى، ولاتتدخل فى التفاصيل، فالاعتماد البرامجى فى التعليم الفنى لابد أن يكون له هيئة جودة خاصة به تعتمد المعامل والورش والمهارات للطلاب. وماذا ننتظر للبدء فى التنفيذ؟ - لإنشاء هيئة جودة لابد من صدور قانون من مجلس النواب، وهو ما قد يستغرق وقتًا، لذا نجهز حاليًا مسودة لقانون إنشاء هيئة مستقلة لا تتبع وزارة التعليم وتكون تبعيتها لمجلس الوزراء، وبعد الانتهاء من إعداد المسودة سيتم عرضها على مستشارين قانونيين، ومن ثم رفعها لمجلس الوزراء لاعتمادها وعرضها على مجلس النواب.. وبعد ذلك إعداد لائحة تنفيذية للمشروع والتواصل مع وزارة المالية لتوفير التمويل اللازم. وماذا عن الأكاديمية؟ - الأكاديمية خاصة بمعلمى التعليم الفنى.. سيصدر لها قرار من الوزير.. ونبحث حاليًا عن الأماكن التى سيتم إنشاؤها بها، سيكون مقرها الرئيسى بالقاهرة الكبرى ربما تكون فى مدينة 6 أكتوبر، ولها فروع فى المحافظات المختلفة. وكيف سيتم قياس مدى ملاءمة أداء الطالب وتناسب مهاراته مع سوق العمل؟ - عن طريق عدد من البرامج الدراسية، تم تصميمها وفقًا لاحتياجات كل قطاع على حدة. كما نسعى لعقد العديد من البروتوكولات، من بينها مع وزارة الزراعة لتدريب خريجى المدارس الزراعية، وبعد التدريب يحصل الطالب على رخصة مهنية، وهكذا فى العديد من القطاعات الأخرى. الطالب دائمًا ما يحلم بدخول الجامعة بعد انتهاء مرحلة الثانوى.. هل حلم الجامعة بعيد المنال على طلاب التعليم الفنى الثلاث؟ - الهدف من التعليم الفنى ليس إعداد الطلاب لدخول الجامعة، ولكن تخريج فنى للعمل فى المشروعات الاقتصادية والزراعية والصناعية.. ولو الطالب أثبت تفوقه وأرد أن يلتحق بالجامعة فأهلا وسهلًا. آفة الدورس الخصوصية وصلت إلى التعليم الفنى.. لماذا؟ - ليست منتشرة مثل التعليم العام، الطلاب فى التعليم الفنى يعتمدون على نسب الحضور.. ربما يحرص البعض على الدروس من أجل الالتحاق بالجامعة، ولهذا فإن وزارة التعليم العالى بصدد إنشاء مجموعة من الجامعات التكنولوجية أولوية الالتحاق بها لطلاب التعليم الفنى. أدخل التعليم الفنى عددا من التخصصات كالخياطة والكوافير هل ستكون موجودة فى التطوير؟ - بالطبع هذه أقسام موجودة، وبالنسبة للخياطة والتطريز فهى مهن مطلوبة، وهناك شركات ومصانع بالعاشر من رمضان ومدينة بلبيس وبورسعيد وبالإسكندرية تصدر منتجاتها لأوروبا وأمريكا ومن يعملون بها خريجو التعليم الفنى وأكثر ما يبدع فى تلك المهن الفتيات، كما أن مهنة الكوافيرات مطلوبة لأنها بيزنس، لكن نتحفظ على قسم «الكوافير الرجالى»، فنحن نسعى للمنافسة بتخريج طالب متخصص فى برمجة الكمبيوتر وفنى من مدرسة الضبعة الثانوية يفك ويركب المفاعل النووى، لكن مهنة الكوافير الرجالى ممكن أن تكتسب من خلال دورات. كم يبلغ عدد المتقدمين للتعليم الفنى كل عام؟ - يتقدم إلينا سنويا حوالى 700 ألف طالب، أى نحو مليونى طالب موزعين على 2500 مدرسة فى المراحل المختلفة ومقسمين على عدد التخصصات، من بينها التعليم الصناعى تضم نحو 900 ألف طالب، والتعليم التجارى به نحو 700 ألف طالب، يليها مدارس التعليم الزراعى تضم 200 ألف طالب، والتعليم الفندقى والسياحى 60 ألفا، وباقى العدد موزع على المدارس الخاصة والتدريب المزدوج. هل يوجد تعليم فنى خاص فى مصر؟ - التعليم الفنى الخاص موجود فى الثانوى الفندقى والتكنولوجيا، فالتعليم الفندقى من الأشياء التى يقبل القطاع الخاص على إنشاء مدارس لها، خاصة أن التعليم الفندقى يعد الأعلى جودة فى التعليم الفنى لصغر حجمه، حيث لا يتعدى عدد الطلاب به 60 ألف طالب ويعتمد على سلوكيات ومهارات الطالب، حيث يقبل عليه الأولاد والبنات لأنهم يضمنون العمل فى أماكن مرموقة. هل سيتم مراعاة الأعمال التى تناسب الفتيات فى خطة تطوير التعليم الفنى؟ - بالفعل هناك خطة لذلك، خاصة أن 40 % من الفتيات دائما ما يخترن المجال الفندقى. وكيف ترى خطة تطوير المدارس التجارية؟ - التعليم التجارى يرتبط فى أذهان الناس بالكتابة على الآلة الكاتبة وأعمال السكرتارية، ونسعى ليس فقط إلى تطويره إنما تغيير مسماه. هل سيتم إدخال التكنولوجيا إلى التعليم الزراعى؟ - التعليم الزراعى له أهمية خاصة، حيث بدأ استخدام التكنولوجيا فى العديد من الأمور المتعلقة بالزراعة، ولدينا مدرسة فى دمياط رائدة فى إنتاج القطن الحيوى، وهو أغلى من القطن العادى لأنه لايدخل فى زراعته أى رش بالمبيدات. مع التطور التكنولوجى هل من الممكن أن نرى قسماً خاصاً بالموبايلات؟ - لايستحق أن يكون تخصصًا، فهو موجود بالفعل، وهناك مدارس تكنولوجية وأقسام كهرباء وإلكترونيات. ورش التعليم الفنى تحتاج إلى التطوير باستمرار.. كيف يتحقق ذلك؟ - فى العديد من المحافظات لديها ما يسمى بنظام اللامركزية، هى التى تمتلك الأموال وتشترى الورش ونساعد فى وضع المواصفات، كما أنه لدينا جهات دولية تساعدنا مثل الاتحاد الأوربى وألمانيا والمعونة الأمريكية، ودعمهم أحيانًا يكون من خلال توفير الأجهزة اللازمة. لكن رغم كل ذلك.. فإن نظرة المجتمع سيئة نحو التعليم الفنى - صورة التعليم الفنى لم تكن سيئة فى الماضى، فحاليا خريجو الدبلومات التجارية لايجدون عملاً، بسبب كثرة خريجى الكليات التجارية، وهم لا يجدون عملاً أيضًا، وعلى النقيض هناك مدارس فنية يتسابق عليها الطلاب مثل مدرسة الضبعة ومدارس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف والتمريض لتوافر فرص العمل بعد التخرج. تحدثتم عن خطة لتطوير التعليم الفنى.. متى نرى ثمار هذه الأفكار والمقترحات؟ - خلال 2020 سيكون لدينا أكاديمية للتعليم الفنى، وبرامج محدثة من خلال هيئة جودة التعليم الفنى التى سيتم إنشاؤها بالتعاون مع ألمانيا، والتى سيكون لها دور فى تطوير المناهج وتأهيل المدارس، ونسعى خلال العام المقبل 2019 باعتباره عام التعليم لتنظيم مسابقات لاختيار أفضل المدارس الفنية، والتى يتنافس فيها 1100 مدرسة. هناك اتهام لمدارس التعليم الفنى بأنها تتسم بزيادة سلوكيات العنف بين طلابها؟ - العنف موجود فى مختلف المدارس بمختلف أنحاء العالم، كما أن مدارس التعليم العام بها طلاب غير ملتزمين، لكن تظهر الشجارات فى التعليم الفنى لأن بها (عملى) وتعتمد على نسبة الحضور والاحتكاك فى المدارس المختلطة بين البنات والأولاد وقت الخروج والدخول إلى المدرسة.