رغم الاهتمام المتزايد من جانب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بملف الأقباط فى الخارج وحرص البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشخصى على القيام بالزيارات الرعوية وتدشين الكنائس والإبراشيات، فإن الملف ذاته شهد عدة أزمات خلال الأيام القليلة الماضية جعلته يبدو وكأنه يخرج عن سيطرة الكنيسة بشكل ما، ومن المنتظر أن يتخذ المجمع المقدس فى اجتماعه قبل نهاية الشهر الجارى قرارات حاسمة تخص هذا الملف. قبل المضى فى استعراض الأزمات التى يشهدها ملف الكنائس القبطية فى الخارج ينبغى الإشارة إلى أن كنائس المهجر تمثل قوة لا يستهان بها، حيث وصل عدد الكنائس خارج مصر إلى نحو 360 كنيسة موزعة على 22 إبراشية، منها 8 تم تأسيسها فى عهد البابا تواضروس وهى: هولندا، اليونان، وجنوبفرنسا، شمال ألمانيا، جنوبألمانيا، نيويورك ونيوإنجلاند، نورث وساوث كارولينا وكنتاكى وغرب كندا فانكوفر ومسيساجا، وهناك إيبارشية شمال فرنسا تحت التأسيس، بالإضافة إلى 8 أديرة للرهبان وديرين للراهبات. لعل آخر الأزمات ما شهدته كنيسة ملبورن فى أستراليا، ففى أول رد فعل رسمى تجاه ما سمى باستقالة الأنبا سوريال أسقف ملبورن قام البابا تواضروس الثانى بتعيين ثمانية كهنة لإدارة شئون الإيبارشية لمدة أسبوعين حسب البيان الصادر عنهم، وأعلن البيان أنه تم اختيار ثمانية كهنة هم القساوسة: مينا ميخائيل، سوريال يوسف، تادرس شاروبيم، توماس عبد الملاك، أبانوب عطاالله، دانيال غبريال، مارك عطاالله وجرجس الأنتونى. وكانت الرسالة التى وجهت لأقباط ملبورون تشكرهم على محبتهم وصلواتهم ودعمهم للكنيسة فى هذا الوقت الصعب. وأكد البيان أن المجلس المكون من ممثلى كنائس الليبراشية يتواصل بشكل مباشر مع البابا تواضروس وأنهم يعملون تحت مظلته مؤكدين أنهم الآن يعملون على الصلاة والحفاظ على وحدانية القلب. وأكد البيان أن جميع الأنشطة والصلوات والقداسات مستمرة بشكل طبيعى داعين الجميع ألا ينساقوا وراء الشائعات مؤكدين أنهم يتبعون البابا فى كل شىء؛ مطالبين الشعب بأن يستمروا فى الصلوات لحين حل الأزمة. ومن جانب آخر كشف أحد أقباط أستراليا ل«روزاليوسف» أن هذا ليست المرة الأولى التى يغضب فيها أسقف ملبورون، بل سبق أن حدث ذلك فى عام 2002 وكان ذلك نتيجة رفض الكهنة تسليمه الإدارة المالية الخاصة بالإيبارشية. وأضاف المصدر أن البابا شنودة تدخل فى ذلك الوقت وبالفعل تم تسليمه كل شىء، وكان أول من قام به هو بيع قطعة أرض بنصف مليون جنيه وتتبع ذلك مجموعة أحداث متلاحقة جعلت المشهد يصل لما عليه الآن، وأوضح أن من أكثر الأشياء التى تحمل العديد من التساؤلات هو إقامة دير للراهبات على مساحة كبيرة، وفى النهاية لا توجد فيها سوى راهبتين: واحدة منهما تربطها صلة قرابة معه. الأنبا سوريال إلى الآن لايزال موجودًا فى شقة خاصة به بملبورون ولا أحد لديه معلومة واضحة عما سيتخذه المجمع تجاهه خاصة أن رسالة الاستقالة وجهت للشعب ولم توجه لقيادة الكنيسة أو لأعضاء المجمع المقدس. بالإضافة لمشكلة ملبورون هناك مشكلة أيضًا فى مدينة سيدنى الأسترالية وهناك تساؤلات أبرزها: هل بالفعل صدر قرار بترحيل الأنبا دانييل أم لا؟ مشكلة أخرى فى كنيسة نيقوسيا باليونان، حيث يوجد انقسام كبير يقوده أحد الرهبان هناك، وترجع الأزمة إلى صدور قرار بإشراف الأنبا بافلوس على الجزيرة فى الأول من شهر يونيو لعام 2018 ، على خلاف رغبة من الشعب بها وبناءً عليه نظم شعب الكنيسة وقفة احتجاجية أمام باب الكنيسة ممسكين بالشموع معلنين رفضهم لإشرافه عليهم وتمسكوا بالأب السابق عليه ولكن دون جدوى. ويقول أحد الأقباط فى نيقوسيا: عندما أعلنا لقداسة البابا أننا سوف نضطر آسفين للجوء إلى السفارة المصرية للبت فى مشكلتنا حذرنا من الوقوع تحت الحرمان الكنسى، مما اضطرنا للخنوع وعدم اتخاذ هذا الخط خوفاً منا على حياتنا الروحية وأولادنا. واليوم .. عندما تم التعدى على ممتلكات الكنيسة من قبل كنيسة أخرى (دير السلطان) قام نيافة سيدنا الأنبا أنطونيوس ورهبانه بوقفة احتجاجية واستعانوا بالحكومة المصرية للتدخل لتعزيز موقف الكنيسة لأن الممتلكات هنا ممتلكات الكنيسة، وليس شعب الكنيسة – الذى هو نفسه الكنيسة - كما يقول الكتاب إن الكنيسة هى جماعة المؤمنين. إذاً فهنا كل شىء مُباح ولا مانع من اللجوء للحكومات! ألم يكن ما حدث بدير السلطان هو نفسه ما حدث معنا هنا فى الجزيرة؟! أليس اغتصاب الحقوق مُرًا للنفس؟! ألم يكن مريرًا أن نرى قادة كنيستنا وهم يفرضون علينا أسقفًا غير مرغوب فيه من كهنتنا وشعبنا؟! عندما اضطر القمص زكريا للرحيل والرجوع إلى ديره هربًا من التعامل مع الأسقف لعلمه السابق بطريقته وشخصيته؛ ألم يكن كل هذا سحلاً نفسياً ومعنوياً ومادياً؟! ألم يكن كل هذا أصعب وقعًا علينا مما قام به رجال الشرطة الإسرائيلية عندما سحلوا أبانا الحبيب الراهب مكاريوس فى دير السلطان؟! مع التحفظ بأن ما حدث معنا جاء من أهل البيت وليس من سلطات الاحتلال الإسرائيلى! أليس هذا احتلالاً ومنهجًا جديدًا للاستيطان؟! والآن .. ما هو نتاج إشراف الأنبا بافلوس على جزيرتنا؟! لذلك نرفع دعوانا إلى كل كنائسنا القبطية بجميع العالم أن تقوم بتعضيدنا (شعب جزيرة قبرص) للمحافظة على ممتلكات الشعب التى قام بجمعها على مدار خمسة وعشرين عامًا من أن يتحكم فيها أسقف مرفوض رفضًا باتًا منا ولا نقبل إشرافه علينا لا روحيًا ولا إداريًا؛ وليعلم جميع الأقباط بالعالم أن عملية السلب التى نتعرض لها ليتها كانت فقط على المستوى المادى؛ بل هى سلب روحى ونفسى أيضًا. فلقد سلبوا نفوسنا وحياتنا الروحية تاركين إيانا خارج أسوار كنيستنا غير عابئين بمصير أولادنا». لم تقف أزمات المهجر عند هذا فقط، بل هناك أخبار عن خلاف حاد بين أحد رهبان دير الأنبا شنودة بأستراليا، مما جعله يترك الدير ويتجه لكندا، هذا بالإضافة للمشكلة المزمنة التى تخص الأنبا مايكل الأسقف العام خاصة بعد تكليف البابا لأساقفة آخرين لنفس منطقته، مما يحمل تساؤلاً حول وضعه الحالى. إن ملف المهجر أصبح من القنابل الموقوتة التى قد تنفجر بين لحظة وأخرى وأصبح الأمر ملحًا لحل القضية من جذورها، وإذا كان البابا اتخذ أولى الخطوات الفعلية بإقامة مؤتمر شباب المهجر لربط الشباب بالكنيسة الأم وذلك حتى يتعرفوا على قوانينها وطبيعتها فإن السؤال المهم هنا هو: هل هذه الخطوة كافية؟ وهل أصبحت وتيرة الخلافات تحتاج لحلول عاجلة من قبل الكنيسة الأم؟ ربما تجيب عن هذه الأسئلة مجريات ونتائج اجتماع المجمع المقدس الذى سيصدر خلال أيام قليلة قادمة.
48 مليون جنيه لرصف طريق دير الأنبا صموئيل تبدأ محافظة المنيا خلال الأيام المقبلة فى عملية إنشاء ورصف الطريق الذى يربط بين طريق دير الأنبا صموئيل المعترف بالطريق الصحراوى الغربى – مركز العدوة من خلال الجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان. وقالت المهندسة سالى وليم ثابت، مدير عام منطقة تعمير المنيا بالجهاز المركزى للتعمير، إن المحافظة أسندت رصف طريق دير الأنبا صموئيل للجهاز، وجار ٍاتخاذ الإجراءات، حيث تم التعاقد مع استشارى لإعداد دراسة كاملة عن الطريق، والتعاقد مع كلية الهندسة بجامعة المنيا للإشراف على التنفيذ. وأشارت إلى أنه تم طرح العملية وتقدمت 3 شركات للتنفيذ وجارٍ دراسة العروض فى الجهاز المركزى للتعمير للتأكد من مدى استيفائهم للشروط، لأننا فى مرحلة البت الفنى، وسنفتح المظاريف المالية وسيتم أخذ أقل العطاءات. وأضافت، إن طول الطريق يبلغ 22.5 كيلومتر، وسيتم رصف الطريق بعرض أسفلت 7 أمتار وعرب طبانات 1.5 متر لكل جانب، بحيث يبلغ العرض الكلى للطريق 10 أمتار، مؤكدة أنه تم الانتهاء من أعمال التصميمات الخاصة بالطريق من قبل مكتب استشارى متخصص، حيث تبلغ التكلفة التقديرية لرصف الطريق 48 مليون جنيه، والتمويل المتاح لعام 2018-2019 عشرة ملايين جنيه، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال عام. كانت محافظة المنيا أعلنت العام الماضى أن الجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية أجرى أعمال الرفع المساحى ومجسات التربة والتصميم للطريق المؤدى لدير الأنبا صموئيل الذى يقع غرب مركز العدوة.