«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد: مكتبة الأسرة تحتاج إلى تدخل رئاسى

فى الحلقة الثانية من سلسلة حوارات روزاليوسف مع رموز الإبداع والثقافة فى مصر حول الدورة الذهبية لمعرض الكتاب المقبلة، بمناسبة مرور خمسين عامًا على افتتاح معرض الكتاب، نتعرّف فيها على ذكريات هؤلاء ورؤاهم لمستقبل هذه التظاهرة الثقافية التى تشهد عثرات ومشاكل بيروقراطية كثيرة. نقترب فى هذا الأسبوع من رؤى وأفكار يوسف القعيد، الروائى والكاتب الصحفى، خاصة أنه واحد من أعضاء اللجنة العليا لمعرض الكتاب التى اختارتها الهيئة العامة للكتاب، وهى المؤسسة المشرفة والمسئولة عن إدارة المعرض كل عام.
بالنسبة للقعيد كانت الدورة الذهبية لمعرض الكتاب هى التى افتتحها جمال عبدالناصر وشهدت تواجدًا كثيفًا لدور النشر فى أقاليم مصر. فى هذا الحوار يؤكّد أن معرض الكتاب فى مقرّه الجديد البعيد عن العاصمة لن يُشكّل عائقًا، بل إنه يتوقّع قريبًا نقله إلى مقرّ العاصمة الإدارية.. وهذه أسبابه وتصريحاته بخصوص ضيف الشرف والأنشطة والفعاليات داخل المعرض ومصير سور الأزبكية:
 ما هى استعدادات وطبيعة عمل لجنة معرض القاهرة الدولى للكتاب؟
- معرض القاهرة الدولى للكتاب؛ يُعدّ من أقدم معارض الكتب بالعالم، وينافس معرضى موسكو وبرلين. العام المقبل يُكمل معرضنا خمسين عامًا من عمر إقامته. وهذه هى المرة الثالثة لنقله، بعد أن قام الرئيس الراحل عبدالناصر بافتتاحه أوّل مرّة بمكان الأوبرا الحالى فى يونيو 1969، ثم انتقل إلى أرض المعارض بمدينة نصر. وكانت فكرة إقامة معرض دولى للكتاب بالأساس نابعة من الرغبة فى تجميع العرب، وتعبيرًا عن تعاطف الأشقاء العرب مع مصر بعد نكسة 1967، والوقوف إلى جانبها على اعتبار أن العدوان كان عدوانًا على كل العرب.
فى مدخل التجمع الخامس بجوار مسجد المشير طنطاوى، تمّ تجهيز الأرض الجديدة لمعرض الكتاب بشكل جيد. أرى قرار الانتقال هذا حكيمًا. كان قرارًا وتوجيهًا جيّدًا من السيد الرئيس، لأن أرض المعارض بمدينة نصر قد تقادمت بصورة كبيرة وتهالكت منشآتها، وكانت عمليات التأهيل والإعادة والتجديد ستتكلف نفقات كبيرة ربما أكبر من تكاليف إعداد وتجهيز مكان جديد. أتصوّر أن تلك هى آخر خطوة فى عمليات نقل مكان معرض الكتاب قبل أن يتم نقله نهائيًا إلى مقرّ العاصمة الإدارية الجديدة، من المتوقّع أن يحدث هذا خلال السنوات القادمة.
 تحلّ الجامعة العربية ضيف شرف هذه الدورة، لما هذا الاختيار؟
- لأن جامعة الدول العربية ظاهرة عربية من الدرجة الأولى. هناك برنامج شامل عن الحلم القومى العربى تتبنّاه مؤسسات جامعة الدول العربية التى تعمل فى مجال الثقافة وسوف يُلحق هذا البرنامج ضمن البرنامج العام للمعرض.
 كيف سيواجه المسئولون أزمة انتقال روّاد المعرض إلى مكانه الجديد البعيد عن العاصمة؟
- يجرى الآن التواصل بين وزيرة الثقافة ورئيس هيئة الكتاب مع القوات المسلحة وهيئات حكومية مسئولة عن نقل المواطنين، من أجل توفير «أوتوبيسات» خاصة لنقل الزائرين إلى معرض الكتاب بشكل سلس وسهل وبسيط. وأعتقد أن ذلك سوف يحل جزءًًا كبيرًا من المشكلة. ستتوافر الباصات فى الميادين الكبيرة، ذهابًا وإياباً بلا مقابل.
 ما هى أبرز المشكلات التنظيمية التى يتفاداها المكان الجديد لمعرض الكتاب؟
- المكان الجديد يتنافى مع جميع عيوب المكان الحالى. فدورات المياه متطوّرة ونظيفة، كما تعاقدت إدارة المعرض مع أشهر مطاعم مصر لتتواجد داخل المعرض من أجل توفير الأطعمة والمشروبات للمواطنين الزائرين. قد تظهر وتُستجدّ مشاكل بالمعرض القادم، ولكن ستكون بالطبع أقل كثيرًا من مشاكل المعارض السابقة.
 وماذا عن أزمة تأخير مشاركات الناشرين العرب وارتفاع أجور تأجير الأجنحة المشاركة؟
- أشار السيّد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى دور اتحاد الناشرين العرب فى ضبط محاسبة الناشر العربى بقيمة الدولار، وأتصوّر أن الضوابط الجديدة سوف تؤثّر كثيرًا على نسبة مشاركة الناشرين العرب. لكن وزيرة الثقافة، من الناحية الأخرى، وعدت بأن يتمّ التواصل مع وزارة المالية ومجلس الوزراء لحل تلك المشكلة، وفى اعتقادى أنها ستُحلّ قريبًا، بحيث يتم الاشتراك بقيمة اشتراكات العام الماضى على أقلّ تقدير إن لم تنخفض قليلًا. لكنى فى كل الأحوال أتوقّع تواجدًا عربيًا مكثّفًا.
 وهل هناك نواحٍ جديدة فى معرض الكتاب القادم؟
- سيكون به جزء خاص لكتب الأطفال، فى خطوة لإعادة معرض كتب الأطفال المستقلّ، الذى كان يقام حتى عام 2011، وتم تأجيله من حينها. سيكون معرض كتب الأطفال جزءًا حيوّيًا من معرض الكتاب.
 يتّخذ معرض الكتاب شعار «لا للعشوائية»، ماذا يعنى هذا الشعار وما علاقته بالثقافة والكتب؟
- شعار لا للعشوائية جاء لتغيير نمط العشوائية المعتاد بمعرض الكتاب. أرض المعارض كانت تخلو من كل الأشياء الإنسانية، الانتقال والتطوير كانا أمرين حتميين.
 وماذا عن ارتفاع أسعار الكتب عن المعتاد فى دور النشر المصرية قبل العربية؟
- علينا أن نفرّق بين بيع الكتب المطبوعة فى مصر، الذى شهد ارتفاعًا ملحوظًا فى الأسعار، ولكن أراه بنسبة معقولة، وبين الكتب المطبوعة بالخارج، التى من الطبيعى أن ترتفع أسعارها نتيجة ارتفاع قيمة الدولار وتعويم الجنيه المصرى، حدثت للأسعار طفرة مخيفة أعترف ولكن ما باليد حيلة. أنا شخصيًا أحتاج كتبًا ولا أشتريها نتيجة ارتفاع ثمنها، بعض العناوين وصل سعرها إلى ألف جنيه. هذا الارتفاع الضخم يحتاج إلى تدخّل من الدولة، وأتمنى أن يستطيع وزير المالية ووزيرة التخطيط تنفيذ مقترحاتهما بخصوص ارتفاع أسعار الكتب قُبيل افتتاح الدورة القادمة، أن يكون هناك حساب لسعر الدولار غير ذلك المتأثّر بالتعويم، بحيث يصبح فى الإمكان شراء الكتب الواردة من الخارج خاصة الكتب التى تأتى من أوروبا ويحتاجها طلاب كثيرون ومثقفون كثيرون بمصر لا يقرأون بالعربية. والدكتور إيناس وزيرة الثقافة عليها دور أساسى فى تحقيق ذلك، وكذلك اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب، وأصحاب المكتبات. بالنسبة لى أجهّز لتقديم طلب إحاطة عاجل إلى البرلمان، خاص بالكتب التى تأتى من الخارج وارتفاع أسعارها، ومناقشة مدى إمكانية مساندة الدولة للناشرين والعاملين بالكتاب فى مصر من أجل حل مشكلة ارتفاع أسعار تلك الكتب.
الأمر يحتاج إلى تشريع، وكذلك إلى تدخّل من جانب الدولة فى نفس الوقت. تحديد سعر دولار حسابى للكتب أمر فى غاية الأهمية، وإن كانت خطوة غير دستورية لأنها من شأنها أن تميّز قطاع الكتب عن غيرها من القطاعات المهمة فى اقتصاد الدول، لكنى أرى أن الاقتراب من هذه الخطوة أمر حتمى. أن نقف جادين أمام العوار الدستورى الخاص بأسعار الكتب.
 من هم أبرز ضيوف الدورة المقبلة من معرض الكتاب؟
- سيكرّم المعرض خمسة أسماء لامعة، بينهم وزراء ثقافة سابقون ممن كانوا رؤساء للمعرض قبل الدورة القادمة. من بين هؤلاء؛ الدكتور ثروت عكاشة أوّل وزير للثقافة، والدكتورة سهير القلماوى كأوّل رئيس مجلس إدارة للهيئة العامة للكتاب، وسيصدر كتابٌ تذكارى عن تلك القامة، أُساهم فيه بمقال طويل عن تلك السيّدة التى صادف أن كانت أوّل من كتب مقدّمة لأولى كتبى.
ما أتمناه هو عودة تكريم القارئ. كان فى الستينيات ابتداع فى الصحافة والثقافة اسمع لقب «أشهر قارئ صحف». من المهم جدًا تكريم روّاد معرض الكتاب من القرّاء المخلصين، خاصة لو كانوا أطفالًا مداومين على حضور المعرض، هذه الخطوة تشجيع حقيقى للقراءة.
 حدّثنا عن ذكرياتك مع معارض الكتاب بالقاهرة.. أوّل زيارة، أوّل كتاب تقتنيه من معرض الكتاب، أوّل الأجنحة التى تحرص على زيارتها؟
- فى عام 1969. كنتُ مجندًا بالقوات المسلحة، ووحدتى كانت فى غمرة بالقاهرة، وأثناء إحدى الإجازات جئتُ لزيارة معرض الكتاب الذى لم يكن حينها يحوى كل هذه الأنشطة، واشتريت كتبًا كثيرة، كان الأمر مفرحًا بالنسبة لى إلى أقصى درجة. كانت دور النشر الرسمية أكثر عددًا فى ذلك الوقت، من أبرزها دار الكتاب العربى، وأسعار الكتب رخيصة جدًا، وفى الوقت المعرض تقدّم تخفيضات تصل إلى 40 %. كانت دور النشر بالأقاليم تنتعش وقت إقامة المعرض بالقاهرة، أمّا اليوم فقد أصبحت دور النشر خارج القاهرة محدودة وتحوّلت إلى مطابع لطباعة الكتب الجامعية. أتمنى على وزارة الثقافية الحالية ومسئولى المحافظات تشجيع النشر خارج القاهرة وإعادة إنعاش الحياة الثقافية فى المحافظات.
من الكتب التى اقتنيتها من معرض الكتاب بالقاهرة، الغصن الذهبى لفريزر، وتاريخ الجبرتى وتاريخ ابن إياس، كما كنتُ مهتمًا بقراءة كتب الفكر العسكرى والاستراتيجى، فقد كانت هناك مكتبة مهمة ملحقة بالوحدة العسكرية، تملؤها كتب هدايا من دور النشر المختلفة.
منذ ذلك الوقت، التزمت بحضور دورات معرض القاهرة للكتاب دون انقطاع. كثيرٌ من صداقاتى بالشخصيات الثقافية العربية اكتسبتها فى معرض الكتاب، الطاهر وطار ويحيى يخلف وعبدالله البردونى وفوزية شويش وليلى العثمان، وهناك سمعت لأول مرة شعر نزار قبانى، ورأيت بعينى كيف تسلّق روّاد المعرض الأشجار والأسوار لسماع الرجل الذى حضر إلى مصر. هناك عرفنا شعر سعاد الصباح، محمود درويش، وحضرت المناظرة الشهيرة بين فرج فودة والشيخ محمد الغزالى حول الدولة المدنية والدولة الدينية. فى ذلك الوقت؛ كانت الأنشطة الثقافية والندوات والمؤتمرات ضمن برنامج معرض الكتاب أهمّ أحيانًا من الكتب.
 إلى أى مدى حدث تغيير فى معرض الكتاب على مدار خمسين عامًا؟ وأى الأعوام كانت الدورة الذهبية للمعرض - إن شئنا الوصف - من وجهة نظرك؟
- هى سنة افتتاح عبدالناصر لمعرض الكتاب، فى نظرى أهم سنة لمعرض الكتاب، كانت بمثابة سنة ميلاده. كان معرض الكتاب مكانًا حيويّا تموج فيه التفاعلات الثقافية بل والسياسية أيضًا. أذكر تلك الدورة التى سالت فيها الدماء حينما سمح السادات بمشاركة إسرائيل فى المعرض، كان ذلك فى العام الأخير من حكمه. وقتها؛ رفض المثقفون تلك المشاركة بشدّة، وقُبض على المعارضين بمكتب صلاح عبدالصبور حينما كان رئيسًا لهيئة الكتاب، مات عبدالصبور بحسرته من هذا الموقف.
 وماذا عن مشاركة بائعى سور الكتب والأزبكية فى معرض الكتاب فى مقرّه الجديد؟
- لا أعلم هل سيكون سور الأزبكية متواجدًا بالمعرض المقبل أم لا. أناشد وزيرة الثقافة ورئيس الهيئة العامة للكتاب بأن يسمحا لسور الأزبكية بالمشاركة، فهو بالرغم من أن شكله غير منظّم، فضلا عن شكوى بعض الناشرين من إتاحته الكتب المزورة،فإن سور الأزبكية فى معرض الكتاب يتمتّع بأهمية تنحصر فى توفير الكتب القديمة القيّمة. ومن هنا فالإقبال عليه منقطع النظير. أخشى أن القرار الجديد بحصر الاشتراك فى معرض الكتاب من قبل الناشرين المُدرجين باتّحاد الناشرين العرب كأعضاء، أن يسقط بائعو سور الكتب من قائمة المشاركين والعارضين. لا بد من البحث عن صيغة بديلة، حتى ولو بمشاركة على هامش المعرض، فى مكان إلى جانب معرض الكتاب.
 بعد كل هذه السنوات، كيف تُقيّم فترة العمل الثقافى والحياة الثقافية مع ولاية فاروق حسنى؟
- امتلك فاروق حسنى قدرًا عظيمًا من الثقافة، وكانت من أهم مميزات فترته خلق روح التعاون بين موظفى الوزارة، كانت مرحلة ازدهار حقيقى للثقافة والإبداع فى مصر. كنت تشعر أنه خادم للمثقفين. دخلت بيته ولم أره قط يتعامل بوصفه وزيرًا، كان يحسب نفسه بيننا فنانًا ومبدعًا وزميلًا. قيل وأثير الكثير عن فاروق حسنى، لكننى أعتقد أن التاريخ سوف يُنصف ذلك الرجل.
إنما لا أحد يُنكر أن العصر الذهبى للثقافة فى مصر بدأ مع عبدالناصر. أقيمت دور السينما والمسارح، وبدأ دعم الأدباء والفنانين. كانت تجربة عبدالناصر الثقافية مهمة وفارقة. وأتمنى أن يستكمل الرئيس عبدالفتاح السيسى ما بدأه عبدالناصر فى الثقافة، وأنا أرى أنه يُحاول أن يُحقّق ذلك من خلال مؤتمرات الشباب، التى عبرها يحاول أن يصنع من خلالها جيلا مثقفا يقود الإدارة المصرية.
 هل فقدنا مشروعات قومية فى الثقافة والكتب.. مكتبة الأسرة مثلا؟
- مشروع مكتبة الأسرة دُمر لما اقترن بسوزان مبارك. أقصد لأنها كانت على رأس الداعمين والداعين له، كان الوزراء يتسابقون فى دعم المشروع من ميزانيات وزارتهم، وبعد سقوط مبارك وتوارى السيدة الأولى عن المشهد الثقافى بطبيعة الحال، توارى المنتفعون والمستفيدون والمتقرّبون. الآن لا تهتمّ أىّ وزارة بمكتبة الأسرة مطلقًا، ونتيجة ذلك تدهور المشروع من حيث كمية المطبوعات الصادرة، وأسعار الكتب، لكنه على أية حال ما زال موجودًا، يحتاج فقط إلى تكرار المسألة، إلى اهتمام رئاسى جاد حتى تأخذه الهيئة والأطراف المعنية على محمل الجدّ. يحتاج مشروع مكتبة الأسرة إلى اهتمام المؤسسة الرئاسية لينهض من جديد. هو على كل حال مشروع قومى يصل القارئ العادى بمنابع التثقيف بأزهد الأسعار، كما يشارك فى بناء مستقبل الأطفال.
 هل تصدر لك كتب جديدة تزامنًا مع معرض الكتاب القادم؟ وما هى اقتراحاتك للدورة المقبلة؟
- يوجد طبعة جديدة من كتاب «محمد حسنين هيكل يتذكر عبدالناصر» و«المثقفون والثقافة»، وطبعة جديدة من كتاب «نجيب محفوظ إن حكى»، وطبعة جديدة من رواية «قسمة الغرماء»، وستكون الطبعة المصرية الأولى. وهى رواية عن الفتنة الطائفية والتوتّر بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.
أتمنى فى معرض الكتاب القادم أن يكون هناك تواجد صيني وأمريكي وعربي وأفريقي، فالعام القادم هو عام أفريقيا، ونأمل أن تشهد الدورة القادمة من معرض الكتاب تواجدًا أفريقيًا حقيقيًا وكثيفًا. 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.