لن أتعرض للأمور المادية داخل مستشفى 57357، فالأجهزة الرقابية هى المعنية بهذه الأمور.. ولكن حال الأطفال المرضى هم الذين يهمنى أمرهم، ولأن مستشفى 57357 من أكبر الصروح العالمية فى علاج السرطان فأنت تعلم يا دكتور شريف أن هذه المستشفيات هى التى تقوم بعلاج الحالات الصعبة والمتأخرة، ولكن ما يحدث عكس ذلك تماما، فالمستشفى يرفض علاج الحالات الصعبة بحجة أنها أخذت علاجًا خارج مستشفى 57357 أو دخلت مستشفى آخر ، وللأسف فقد علمت أن هذا قرار إدارة المستشفى وأطبائها الذين حولوها إلى عزبة لهم، وهو ما يخالف جميع الأعراف العلمية والطبية ويحرم هؤلاء الأطفال من آخر فرصة للعلاج ولو كنت رأيت وجوه هؤلاء الأطفال وذويهم بعد رفض المستشفى لهم لكان قلبك اعتصر من الألم عليهم. وكنا نأمل أنا وزملائى الصحفيين أن يكون المستشفى بديلاً عن سفر هؤلاء الأطفال للعلاج بالخارج وأنه سوف يوفر لهم نفس العلاج بالداخل. ولكن نرفض أن يترك لمزاج أطبائه يرفضون ويقبلون ما يشاءون من المرضى وهو الذى تم بناؤه وتجهيزه بالكامل والصرف على المرضى وأجور الأطباء من تبرعات الشعب لا وألف لا فالعلاج حق لكل طفل مريض وأفضلية العلاج والدخول تكون للحالات الصعبة والحرجة التى لا تستطيع الانتظار أو العلاج فى مستشفى آخر.. ولكن أن يقوم المستشفى برفض الحالات التى تقوم المستشفيات الحكومية والجامعية بتحويلها للمستشفى لعدم وجود إمكانيات وأجهزة حديثة ومتقدمة مثل التى فى مستشفى 57357 بحجة أنها أخذت علاجًا خارج مستشفى 57357 أو دخلت مستشفى آخر هذا القرار لا يصب إلا فى مصلحة أطباء المستشفى الذين يقومون بإدخال الحالات الخاصة بهم فقط والتى يحولونها من عياداتهم الخاصة وهى حالات حديثة التشخيص وعادة تكون فى المراحل الأولية للمرض ويمكن علاجها فى أى مستشفى ونسبة الشفاء بها تكون مرتفعة تصل إلى حوالى 85 % طبقا للأبحاث العلمية وليس73 % كما هو الحال فى مستشفى 57357 وجميع المستشفيات العامة والجامعية بها أقسام لعلاج الأورام ولا تقوم بتحويل إلا الحالات المتأخرة والتى تحتاج تقنيات طبية وفنية وأجهزة حديثة لا توجد إلا فى مستشفى 57357.. ومن هنا أناشدك يا دكتور أبو النجا وأناشد وزيرة الصحة ورئيس الوزراء بإلغاء هذا القرار أولا لأنه يتنافى مع الغرض الذى من أجله تم إنشاء المستشفى وثانيا لأن هؤلاء الأطفال الأحق بالعلاج داخل 57357. الفهم طريق الحرية.