«تعديل السيارات».. أصبح ظاهرة تصل إلى حد الهوس لدى عدد كبير من الشباب، في محاولة منهم لإضافة بعض التعديلات على السيارة الخاصة به من أجل منحها قوة إضافية وكفاءة أعلى ومظهرًا أرقى، وإضافة لمساتهم الخاصة لتكون معبرة عن شخصياتهم، بما يمنحهم التفرد والتميز عن الآخرين. شباب بالعشرين من عمرهم سيطر حب السيارات على كل تفكيرهم، ودفعهم إلى الالتحاق بكلية الهندسة قسم ميكانيكا، ولم تتوقف أحلامهم عند دخولهم الكلية، بل بدأوا بممارسة المهنة مع الدراسة وذلك من خلال تعديل السيارات. كريم الحسيني الشاب ذو ال 24 من عمره، طالب بجامعة حلوان كلية الهندسة، واحد من هؤلاء الشباب دفعه حب السيارات وسباقاتها إلى التخصص في صيانتها، وبدأ التدريب فى ورش لميكانيكا السيارات للتطبيق العملي بجانب الدراسة الجامعية قرابة ال 3 سنوات وبدأ يساعد أصدقاءه في تصليح سياراتهم ولم يكتف بذلك بل اتجه إلى تعلم ودراسة كيفية تعديل سيارات إلى سيارات سباق «race» إلى أن افتتح منذ 3 سنوات مركز V8 Garage لتعديل السيارات وتحويلها لسيارات سباق. كريم أرجع سبب تسمية اسم مركزه بهذا الاسم تشبيهًا بموتور سيارة يدعى V8، ويتميز الموتور بقوته الشديدة فى السيارات المخصصة للسباق ويعد من أفضل الماكينات، موضحًا أن تخصصه فى مجال صيانة وتعديل سيارات السباق من أصعب أنواع ميكانيكا السيارات، مشيرًا إلى أنه نظرًا لعدم انتشار رياضة سباق السيارات،لذا فمراكز تعديل السيارات ليست منتشرة ويعد مركزه من رواد العمل في مصر. وكشف الحسينى الفرق بين السيارات العادية وسيارات السباق، موضحًا أن الأخيرة غير مصرح لها السير فى الشوارع، حيث إنها ليست آمنة للسير، خاصة أنها سيارة مخصصة للسرعة ولعمل دورانات وعروض فى وقت قصير، لذا فهى تستخدم فقط فى التدريبات وفى المسابقات فقط، ومن الناحية التقنية فيوجد اختلافات كثيرة مثل الصاج الخارجى للسيارة فيستخدم مادة ألياف كربونية وهي مادة صلبة ولكن أقل وزنًا من صاج السيارة الحديدى وماتور السيارة فلابد من تحويله إلى ماتور مخصص مثل ماتور V8 وتحويل الماتور لتربو، وإذا كانت السيارة ذات فتيس أوتوماتيك فلابد من تحويله لمانيوال. وعن أصعب المواقف التي واجهته، يحكي الحسيني أنه في أحد سباقات الدريفتنج الذى نظمته ريدبول، كانت السيارة المشارك بها لم تعمل قبل البدء بالسباق وحاول هو وفريق الصيانة إلى أن عادت للعمل فى اللحظات الأخيرة وفى اللحظة التي تحركت فيها السيارة شرع بالبكاء. وأضاف أنه لا يستطيع تحديد وقت ثابت يستطيع من خلاله عمل سيارة سباق أو صيانتها، وأن لكل سيارة حالتها الخاصة التي لها وقت معين من خلاله يتم تحديد المشكلة وإصلاحها. وأشار إلى أن مركزه مخصص لجعل السيارات صالحة للسباق، وكذلك صيانة السيارات العادية، خاصة أن تعديلات سيارات السباق غير مجزيةٍ ماديًا مثل تصليح السيارات، فمركزه يتكون من 5 مهندسين (ميكانيكا)،بالإضافة إلى اثنين من الصنايعية، وكشف أنه من المقرر أن يشارك بسيارته في سباق للدريفتنج الشهر المقبل بسيارته BMW التى عدلها بنفسه. أما حاتم أحمد أحد مهندسي المركز-طالب بكلية الهندسة المطرية قسم ميكانيكا سيارات يعمل بمركز v8 منذ عامين- فأوضح أنه لابد من وجود فريق الصيانة مع المتسابق وسيارته بأرض السباق لصيانة وتصليح أى أعطال في السيارة أثناء المسابقة، موضحاً أن المركز يضم متسابقي الدريفتنج المصنفين مثل أحمد حتاتة، عبد الأشرم، أحمد حازم. وأوضح أن سيارات السباق المعدلة لا تكون فقط من فئة ال BMW فمن الممكن أن تصبح Toyota أو Mitsubishi فهناك أكثر من نوع لسباقات السيارات مثل الدريفتنج، وهو عبارة عن سباق لأطول زمن يمكن أن تسير بجانب السيارة ويعد الدريفتنج سباقاً لعرض السيارة وقدرة السائق على التحكم بها أكثر من كونه سباق سرعة، أما عن سباق time attack فهو عبارة عن سباق بين أكثر من سيارة والمطلوب من المتسابقين العبور من نقطة البداية للنهاية فى أقل وقت ممكن والطريق لا يكون طريقًا مستقيمًا فيكون طريقًا مصاحبًا لدورانات. وأشار حاتم إلى أن هناك متسابقين للدريفتنج يتكفلون بتحويل سياراتهم لتصبح جاهزة للسباقات بدون دعم من أي مؤسسة أو أى راعٍ وأن تكون التكلفة على نفقاتهم الخاصة، خاصة أن رياضة السباقات ليست لها شعبية، متمنيًا أن تنتشر هذه الرياضة فى مصر وأن تدعمها الدولة ويصرح لهم بالسفر بسيارات السباق والمشاركة فى مسابقات عالمية.