بعد فترة طويلة من التهميش والندرة فى تقديم الأعمال الدرامية الصعيدية، والتى كان يبدع فى تقديمها بمعدل مسلسل كل عام، المؤلف الراحل «محمد صفاء عامر»، حيث قدم العديد من المسلسلات التى تتحدث عن قضايا المجتمع الصعيدى والعادات والتقاليد الخاصة به، إلا أننا بعد رحيله أصبحنا نفتقد هذه الأعمال التى لم يقدم عليها غيره من الكتاب باستثناء «عبدالرحيم كمال» الذى اعتنى بتقديم هذه النوعية، ولكن من زاوية فلسفية أكثر منها اجتماعية، تأثرت الدراما سلبًا بغياب أو خفوت الدراما الصعيدية، وخلت الخريطة الرمضانية من مسلسلات الصعيد عدا استثناءات قليلة لا تتعدى المسلسل الواحد كل ثلاث أو أربع سنوات .. إلا أن موسم رمضان 2018 مختلف تمامًا هذه المرة، فالدراما الصعيدية ستشهد انتعاشًا كبيرًا .. لتدخل باب المنافسة ب (6) أعمال دفعة واحدة هى: «نسر الصعيد»، «طايع»، «بركة»، بالإضافة إلى مسلسلى «أفراح إبليس – الجزء الثانى» و«سلسال الدم – الجزء الخامس» «وأخيرًا ولأول مرة دراما صعيدية بنكهة كوميدية فى «سك على أخواتك». مسلسل «نسر الصعيد» يأتى فى مقدمة هذه الأعمال، ومن خلاله يظهر «محمد رمضان» فى ثلاث شخصيات صعيدية – الجد والابن والحفيد – وهى المرة الخامسة فى الظهور الصعيدى ل«رمضان» بعد أفلام: «حصل خير»، «ساعة ونص»، «واحد صعيدى» ومسلسل «ابن حلال». الشخصية الأهم فى «نسر الصعيد» تكون للابن «زين»، مجند الجيش الذى يتسم بالقوة والشجاعة، مما يؤهله للذهاب إلى سيناء للعمل على محاربة ومكافحة الإرهاب..كما أن شخصية الأب والجد تتميزان بنصيبهما من القوة والشجاعة التى تتصدى للطغاة من أهل محافظة قنا، حيث تدور الأحداث.. وعلى الرغم من أن شخصية الصعيدى ليست جديدة على «محمد رمضان» فإن هذا المسلسل سيكون أول ظهور صعيدى جاد له، فالأحداث فى أماكنها الطبيعية والشخصية قوية ولها «هيبة» بعيدًا عن شخصية الفقير المعدم الساذج التى قدمها فى أعماله السابقة. ويأتى «عمرو سعد» فى المرتبة الثانية بمسلسل «بركة»، فى تجربته الثالثة فى تقديم شخصية الرجل الصعيدى بعد فيلم «دكان شحاتة» ومسلسل «يونس ولد فضة»، وإن كان فى مسلسل «شارع عبدالعزيز» قدم القاهرى من أصل صعيدى، وهذا نجده – إلى حد ما – فى «بركة» فهو صعيدى يترك موطنه الأصلى ويعيش فى القاهرة، وكما حدث فى «يونس ولد فضة»، فإنه يتخلى كذلك عن الزى الصعيدى (الجلباب والعمة) ويظهر فى «بركة»، فى شكل كاجوال، ب(الجينز والتيشرت) فى محاولة منه لمواكبة العصر والمجتمع القاهرى الذى يعيش فيه، وضمن أحداث المسلسل يجسد شخصية صعيدى بسيط يسافر من قنا إلى القاهرة بصحبة والده بحثًا عن عمل يجمع منه ثروة، وبالفعل يتحقق حلمه فى العمل بالمقاولات، ولكنه يواجه العديد من الأزمات القانونية والصراعات مع رجال الأعمال. وفى مسلسل «طايع» والذى يقوم ببطولته «عمرو يوسف»، فى أول ظهور له فى شخصية الصعيدى الصارم، نجد «عمرو» يتخلى عن وسامته وشعره الأشقر ولحيته، ليصبغ شعره بالأسود ويظهر بدون لحية، أيضًا تم تدريب «عمرو» على اللهجة الصعيدية لفترة طويلة قبل التصوير حتى يتقنها بحرفية فى المسلسل..ومن خلال هذا العمل يتم إلقاء الضوء على أبرز القضايا التى تثار دائمًا فى المجتمع الصعيدى، وهى قضية الإتجار فى الآثار وقضية الثأر. أما عن دراما الأجزاء فتأتى من خلال مسلسلى «أفراح إبليس» والذى حقق نجاحًا كبيرًا عند عرض الجزء الأول منه، و«سلسال الدم» فى جزئه الخامس والأخير. فى الجزء الثانى من «أفراح إبليس» نشاهد استمرار الصراع بين سيدة البيت «جمالات» وتقوم بدورها «صابرين» بدلاً من «عبلة كامل» والخادمة «دهب – تقوم بدورها «منة فضالى» بدلاً من «آيتن عامر»، والتى يمثل ظهورها مفاجأة بعد أن تم إطلاق الرصاص عليها فى الحلقة الأخيرة من الجزء الأول، لتعود للحياة بعد إحداث عدة تغيرات على ما انتهت عنده أحداث الجزء الأول..كذلك يتابع الجزء الثانى وقد مرت تسعة أعوام على سابقه، ظاهرة نمو الخلايا الإرهابية النائمة فى الصعيد والتى ترتبط بتنظيم داعش، وذات التنظيم وعلاقة بعض المنتمين له بالصعيد يظهر أيضًا فى الجزء الأخير من مسلسل «سلسال الدم» الذى يتم فيه حسم الصراع الذى استمر طوال الأجزاء الأربعة السابقة. الكوميديا لم تترك الصعيد هى الأخرى، ويظهر ذلك من خلال مسلسل «سك على أخواتك» الذى يقدم التباين بين الأخ الذكر الصعيدى وأخواته البنات..وعلى الرغم من أن هذا العمل يبدو خفيفًا وبسيطًا فى قصته، فإنه من الممكن أن يتعرض لهجمات شرسة من قبل المجتمع الصعيدى خاصة بعد عرض الإعلان الرسمى للمسلسل، والذى يظهر فيه «ربيع» بشخصية الشاب الغشيم الأقرب للأبله.