شهدت الكثير من المحافظات توقفًا كاملاً للحياة بسبب هطول الأمطار بكثافة أواخر الأسبوع الماضى، غرقت الشوارع وانقطع التيار الكهربائى وارتبكت حركة المرور وتجمعت الأمطار التى ارتفع منسوبها أكثر من «متر» فى بعض المناطق مثل منطقة القاهرة الجديدة بالعاصمة، مما أدى لغرق بعض الفيللات الفاخرة والأدوار المنخفضة من العمارات ولم يجد أصحابها أمامهم سوى الاستغاثة بالنجدة واللجوء إلى وسائل الإعلام مطالبين بسرعة نزع المياه المتراكمة فى الشوارع التى أصيبت بالشلل التام ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقام أحد أصحاب الفيلات المتضررة بتصوير فيلته وهى غارقة فى المياه بارتفاع كبير وأعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن بيع فيلا على البحر مباشرة كنوع من السخرية والنكات المبكية! والسؤال.. لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل دور إدارة الكوارث والأزمات المختصة بمواجهة الأمطار والسيول رغم قيامنا منذ فترة طويلة بالتحذير من التغيرات المناخية التى قد تحدث فجأة فى الفصول الانتقالية كفصل الربيع؟!! والإجابة فى رأيى تكمن فى «العسل والنوم فيه» فدائمًا ما ترى المسئولين نائمين فى العسل لا يستيقظون أبدًا سوى بوقوع حادثة أو كارثة حينئذٍ يتذكرون أن هناك إدارات لم يتم تفعيلها بعد، وأنه كان يجب عليهم الاستيقاظ والعمل قبل وقوع الكارثة فيسارعون بالإدلاء بالتصريحات المختلفة ما بين الوعود والوعيد لإثبات أنهم مستيقظون وما إن تنتهى الأزمة ويذهب وقتها إلا وتراهم يعودون للعسل مرة أخرى. لذلك أتمنى أن تقوم وزارة التنمية المحلية بتفعيل دور قطاع التفتيش والرقابة تفعيلاً حقيقيًا ومستمرًا لرصد المخالفات والتصدى للفساد مع وضع خطة سريعة ومتكاملة لتطوير شبكة الصرف الصحى والطرق وتجديد جميع شبكات المياه حتى نتفادى ما حدث مرة أخرى مستقبلاً.