يوم 8 مارس احتفلت النساء باليوم العالمى للمرأة فى عدد من الدول بتنظيم مظاهرات ضد التحرش والذى تتعرض له النساء فى أغلب بلاد العالم، وقد يصل أحيانًا للاغتصاب. ويبرر الكثير من الرجال فعل التحرش بأن المرأة هى المسئولة عن ذلك من خلال ملابسها وسلوكها واختلاطها بالرجال، ويرى البعض أن المرأة تحب المعاكسات وإن لم تقل ذلك. ويرجع سلوك الرجال عادة فى مجتمعاتنا للتفرقة فى التربية بين الولد والبنت، فالولد لا يعيبه شىء فى تصرفاته، وحريته أضعاف حرية البنت والتى تعتبر مسئولة عن شرف الأسرة، ولذلك غير مسموح للبنت بأى شيء، ومسموح للولد بكل شيء. ويرى البعض أن الكبت الجنسى، والاختلاط، وتبرج المرأة، من أهم أسباب التحرش، مع أن التحرش موجود فى بلاد الغرب حيث الحرية الجنسية والاختلاط، كما أن التحرش يطال المحجبات أيضًا. ولذلك أمر تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30، لم يقل تعالى «يغضوا أبصارهم» لأن ذلك يعنى ألا ينظر الرجال والنساء لبعضهم البعض مطلقًا، ولكن جاء الأمر (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)، ويحدد حرف الجر «من» أن النهى ليس عن كل النظر ولكن عن النظر المحرم بغرض الاشتهاء الجنسى من خلال التدقيق و«البحلقة»، ويرتبط بغض البصر الأمر بحفظ الفرج من العلاقات الجنسية غير المشروعة. ولعلاج التحرش يجب أن تتم تربية الأبناء على الأخلاق، وعلى عدم التفرقة بين الولد والبنت، وتعليمهم أن الإسلام من معانيه السلام، والإيمان من معانيه الأمان، ليكون الفرد مسالمًا ومأمون الجانب، مع ضرورة إصدار قوانين تعاقب المتحرش بالحبس والغرامة المالية. ويبقى أن المجتمع فى حاجة لإعادة تصحيح مفاهيمه على أسس أخلاقية تحترم المرأة باعتبارها نصف المجتمع والحياة.