أصبح دور المعلومات فى مكافحة الإرهاب والجريمة مؤثراً بشكل لا يقل عن المواجهة المباشرة للإرهاب على الأرض، وهو ما جعل الزيارة السريعة التى أجراها رئيس الاستخبارات الخارجية الروسى «سيرجى ناريشكين» إلى مصر، هامة فى هذا التوقيت.. التقى ناريشكين بالرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحث الطرفان جهود البلدين فى مكافحة الإرهاب بشكل شامل وعلى كل المحاور والاتجاهات الاستراتيجية. ويعد ناريشكين حليفاً قديماً للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقد عملا سوياً داخل جهاز الاستخبارات الروسى FSB والذى كان يعرف وقتها باسم KGB، وذلك قبيل تفكيك الاتحاد السوفييتى. وقد اختاره بوتين لهذا المنصب فى سبتمبر 2016 خلفاً ل«ميخائيل فرادكوف» رئيس الوزراء الروسى السابق، الذى شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية منذ عام 2007. كانت الصحف الروسية قد تحدثت عن رغبة بوتين فى دمج جهاز الاستخبارات الداخلية FSB وجهاز الاستخبارات الخارجية SVR فى جهاز واحد باسم وزارة أمن الدولة MGB، ليكون موازياً لجهاز الKGB السابق فى القوة والتأثير. وقد تولى سيرجى ناريشكين رئاسة جهاز الاستخبارات الخارجية فى سبتمبر 2016. لكن هذا المنصب لم يكن الأول بالنسبة لناريشكين. فخلال فترة عمله بالسفارة الروسية عمل فى جهاز الاستخبارات الروسى KGB بعد دراسته فى أحد المعاهد التابعة للجهاز. انتقل ناريشكين إلى موسكو عام 2004 ليتولى منصب نائب رئيس إدارة الاقتصاد فى ديوان الرئيس الروسى، ثم عين فى العام نفسه نائباً لرئيس الديوان الرئاسى. فى عام 2007 أصبح ناريشكين نائباً لرئيس الوزراء، وفى العام التالى شغل منصب مدير الديوان الرئاسى وانتخب نواب مجلس النواب الروسى “الدوما” فى ديسمبر 2011. ولد ناريشكين فى 27 أكتوبر 1954 فى لينينجراد، وتخرج من معهد لينينجراد للميكانيكا عام 1978 وحصل على شهادة فى الاقتصاد من معهد بترسبرج. وعلى الرغم من وضع ناريشكين على القائمة السوداء للمسئولين الروس غير المرحب بهم فى الولاياتالمتحدة، إلا أنه زار الولاياتالمتحدة فى أواخر يناير الماضى، والتقى عددا من مسئولى الاستخبارات بإدارة ترامب وأعلنت السفارة الروسية بواشنطن عن الزيارة من خلال حسابها على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، حيث غردت السفارة “زار سيرجى ناريشكين الولاياتالمتحدة للتشاور حول الحرب ضد الإرهاب”. يذكر أن الحظر الذى فرضته إدارة الرئيس الأمريكى السابق على ناريشكين وعدد من مسئولى روسيا يشمل تجميد أموالهم فى البنوك الأمريكية ومنع أى تحويلات أو تعاملات مالية معهم. وكانت وكالة رويترز قد أكدت خبر الزيارة التى أثارت الكثير من اللغط داخل المجتمع الاستخباراتى، والمجتمع السياسى الأمريكى.. رويترز تحدثت إلى عدد من المصادر داخل الولاياتالمتحدة والتى رفضت ذكر أسمائها لكنها أكدت أن رئيس جهاز الاستخبارات الروسى التقى رئيس الاستخبارات الوطنية دان كوتس، وعددا من مسئولى الاستخبارات الأمريكى. بينما رفض مكتب رئيس الاستخبارات الوطنية الأمريكية التعليق على الأمر، مؤكدا أن أى لقاء مع مسئولين بأجهزة استخبارات أجنبية هو أمر قانونى تماماً. وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية SVR تأسست عام 1991 لتحل محل الإدارة الرئيسية PGU التى كانت جزءاً من جهاز الاستخبارات السابق KGB.. الوكالة تتبع الرئيس الروسى وترسل تقاريرها إلى الكرملين. وتختص وكالة الاستخبارات الخارجية بعمليات للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية خارج روسيا. وتتعاون الوكالة مع جهاز الاستخبارات العسكرى IPA. كما أن الرئيس الروسى هو من يعين رئيس الوكالة. يذكر أن الوكالة تبلغ من القوة والتأثير ما جعل الرئيس الروسى الأسبق «بوريس يلتسن» يعترف بأنها تلعب دوراً فى السياسة الخارجية الروسية أكثر من دور وزير الخارجية الروسى نفسه. وتشمل مهمات الوكالة التشاور وإجراء أى لقاءات أو مباحات تخص مواجهة الإرهاب، فضلاً عن تبادل المعلومات فى هذا الشأن مع أجهزة الاستخبارات الأجنبية والتنسيق معها. وتضم الوكالة عددا من الإدارات التى تتخصص كل منها فى مجال منها: إدارة الاستخبارات السياسية، وإدارة الاستخبارات العلمية والتقنية، وإدارة الاستخبارات الاقتصادية.