اضبط ساعتك وأنت تودع 2017 وتستقبل عاما جديدا يقول عنه العلماء والمكتشفون إنه عام السعادة العاطفية.. وقد تمكن العلماء بعد الأبحاث والتجارب والاختبارات والمعامل.. من اكتشاف أسرار العواطف البشرية.. فإذا بها لا ترجع القلب أو للعين ولا العقل.. وإنما السبب يرجع للهرمونات التى يزيد إفراز بعضها فى حالة الوقوع فى الحب.. ويزداد إفراز بعضها الآخر فى حالات الفراق والهجر والصد والغيرة والخصام. قال العلماء إنه ولحسن الحظ يمكن بالعقاقير التحكم فى معدل إفراز الهرمون.. وبالتالى التحكم فى عواطف البشر.. وببعض العقاقير والأدوية وحبات الإسبرين.. يمكن للإنسان أن يحب وأن يكره.. بما يعنى أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد كلمة النهاية لجميع المشاكل.. ليس فقط بين الأزواج والزوجات.. وإنما بين الشعوب والحكومات التى سوف تشهد شهور عسل متصلة.. والفضل للهرمون.! وغدا بإذن واحد أحد.. ستذهب للصيدلية تشترى قرص أسبرين لعلاج التهاب العواطف.. أو لشراء مسكن لآلام الغيرة.. أو ملطف للهجر والخصام.. وغدا ستطلب من الطبيب مهدئا للمشاعر وملينا للأزمات العاطفية.. وقد تستدعى الحالة تعاطى مضاد حيوى ضد الخناق والنقار.. ويمكن الاستعانة بمصل يحول دون الوقوع فى تجارب جديدة للحب والغرام.. أو كريم مخصوص لإزالة الفراق واللوعة.. وفى كل الحالات لابد أن تحتفظ فى البيت بجهاز لقياس معدل النبضات العاطفية.. حتى لا تزيد على الحد فتنقلب للضد. وهكذا تخضع العواطف لمشرط الجراح وتجارب الكيميائى بهدف واحد وحيد هو إدخال السعادة على القلوب والقضاء على البرود العاطفى وأزمات منتصف العمر التى يهجر فيها الأزواج بيوت الزوجية.. وتخاصم فيها الزوجات الطبيخ والغسيل والكنس والنظافة بحجة الملل والزهق. بفضل العلماء والمكتشفين يمكن إعادة الوئام والانسجام إلى البيوت.. ويمكن علاج السكتة العاطفية.. واكتشاف أعراض الخرس المنزلى عندما يفقد الزوج الرغبة والقدرة على الكلام مع شريكة العمر.. ويلتزم سياسة الصمت الرهيب فيما يتعلق بحواديت النميمة وكشف أسرار الجيران والتى تحرص المدام كشرطى سرى محترف على الإلمام بتفاصيل التفاصيل. غدا هو الأجمل إذن.. لكن المشكلة عندى هى أن الحكومات اللئيمة وجماعات المعارضة سوف تستغل الاكتشاف الجديد لصالحها.. وسوف تقوم الحكومات الديكتاتورية بدس بعض العقاقير فى مياه الشرب مثلا.. وهى عقاقير المحبة.. التى تجعل الشعب يحب الحكومة ويراها فى أحسن صورة.. فيتصور أنه يعيش فى سويسرا شخصيا حيث الديمقراطية الأصلية فى أبهى صورها. وسوف تلجأ الحكومات إلى إعطاء جرعات إضافية من الهرمون لخصومها السياسيين بغرض الإخصاء السياسى.. والتوقف عن المعارضة نهائيا.. وتكون النتيجة أن تكتب المعارضة قصائد الغزل العفيف لوصف مفاتن الحكومة فى منشوراتهم السياسية.. وسوف يقبل الشعب على برامج التوك شو بعد طول مقاطعة.. وسوف تكون جاذبية التوك شو كجاذبية حفلات عمرو دياب ومحمد منير.. وسوف تعيش الشعوب فى وئام تام مع حكوماتها.. رغم الغلاء وارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه.. وتدهور مستوى الخدمات.. وتراكم أكوام الزبالة وضعف المرتبات واختفاء رغيف العيش. سوف تعيش الحكومات فى شهر عسل طويل مع الشعوب المشاغبة التى لا يعجبها العجب.. أو الصيام فى رجب وشعبان ورمضان. أهلا بالاكتشاف العلمى الجديد الذى لن يكتفى بخلق حالة من الوئام بين الأزواج والزوجات.. وإنما بين الشعوب والحكومات.. أهلا بعام 2018 عام الهرمون والسعادة العاطفية.