الاختراع والعبقرية ليست حكرًا على سن بعينها، فالطفل يمكن أن يسبق الشيخ والكهل فى براعة الاختراع وتقديمه للبشرية، ومصر زاخرة بأشبال المخترعين الذين يؤكدون بما يقدمونه أن «مصر» بخير. أشبال مصر المخترعون الذين شاركوا فى معرض القاهرة الدولى للابتكار 2017 الذى أقيم فى الفترة من 22 إلى 23 نوفمبر الجارى، قدموا حلولًا لكثير من المشكلات المحلية والعالمية يمكن الاستفادة منها إذا وضعت فى الاعتبار، فهناك من قدم علاجًا للسرطان، وجهازًا لإطفاء الحرائق، ومنزلًا مخصصا لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة. وداعًا للسرطان ندى محمد، 16 عامًا بالصف الثانى الثانوى حصلت على جائزة البحث العلمى من معرض القاهرة الدولى للابتكار، تقول: أحلم بالالتحاق بكلية طب قسم جراحة أورام، لأننى توصلت لتركيبة عقار يقوى مناعة الإنسان ضد الخلايا السرطانية، ويعالج السرطان، وأجريت أبحاثى فى معامل كلية الصيدلة بجامعتى طنطا والمنصورة ومركز التميز لأبحاث السرطان الذى أنتمى لإحدى فرقه البحثية، بالإضافة إلى كلية العلوم بطنطا قسم النبات، وأجريت الأبحاث وفق البروتوكول بين وزارة التربية والتعليم والجامعات، وتمت الأبحاث على 5 أنواع من السرطان وهى: القولون، الثدي، الكبد، البروستاتا، وعنق الرحم. وأضافت ندي: تجربتى بدأت بحقن الفئران بالمرض، ثم إخضاعها للعلاج وتم شفاؤها بعد 3 أسابيع، خضعت خلالها ل9 جرعات حقن، ومن الصعوبات التى واجهتنى الدعم المادي، فأحد التحاليل يتكلف ألفى جنيه. وأشارت إلى أنها حصلت على وعد من شركة أدوية لدعم العقار وطرحه بالأسواق كعلاج للسرطان، وأوضحت أنها حصلت على المركز الثانى على مستوى الوطن العربى بمسابقة البحث العلمي، وشهادة من جامعة كاليفورنيا. إطفاء الحرائق آليًا محمد محمود، طالب بالصف الثالث الثانوى الفنى العسكرى، قسم إلكترونيات قال: إن مشروعى جهاز روبوت آلى لإطفاء الحرائق وهى عربة آلية مثل الدبابة يتحكم فيها عن طريق تطبيق بالموبايل، وكل ما يتطلبه الجهاز بلوتوث وخدمة إنترنت، وبعدها يُمكن التحكم فيه من بعد 20 أو 40 مترًا، فيوجد وحدة إرسال، ترسل مشهد الحريق بكل تفاصيله، وبمجرد دخوله الحريق يتم قطع الإرسال بشكل مباشر، ويبدأ التعامل مع الحريق عبر القمر الصناعى ليرسل صورة مفصلة عن الحريق، والخطوة التالية عملية الإطفاء من خلال طفايتين داخل العربة تتحمل درجة الحرارة حتى 390 درجة مئوية، وتصل درجة التحمل لألفى درجة مئوية. وأوضح أن الجهاز بحجمه الصغير يُمكنه الدخول إلى أى مكان مهما كان صغيرا والذى يصعب الوصول إليه من خلال سيارات المطافئ، وبالتالى توفر على العامل البشرى التعرض لمخاطر الحريق أثناء عمليات الإطفاء، وتتميز العربة بوجود تسجيل فيديو يصور الحريق ويمكن من خلاله معرفة سببه. وأشار إلى أن طفاية الحريق الموجودة بالعربة تستطيع إطفاء 4 أنواع للحريق سواء «منسوجات أو أخشاب أو زيوت أو بترول»، والجهاز يستشعر نوع الحريق ويستخدم طفاية الحريق المناسبة له، وأوضح أن شركة «ترابيل أيي» الأمريكية طلبت تنفيذه، لكن أتمنى تنفيذ المشروع إما عبر إدارة الحماية المدنية أو مع وزارة الإنتاج الحربي، وأوضح أنه سجل براءة الاختراع بجامعة الفيوم وحاليًا يسعى لتسجيلها على مستوى العالم. منزل لذوى الاحتياجات الخاصة هانى عصام، طالب بالصف الثالث الإعدادي، ابتكر منزلا مصمما خصيصًا لذوى الاحتياجات الخاصة ويقول هانى ل«روزاليوسف»: اختراعى عبارة عن منزل يفعل الروبوت كل شيء فيه، ولا يتحرك إلا ببصمة المعاق، وحديقة المنزل تكون مليئة بالموجات فوق الصوتية، وعند وجود أى حركة بها يتم تصويرها وترسل الصورة للشخص المعاق بداخل البيت فى خلال لحظات، فيما ترسل للأعمى إنذارًا صوتيًا. وأضاف إن المعاق يمكنه صعق الشخص الذى دخل إلى الحديقة بدون رغبته وطرده منها، كما أن الأجهزة الكهربائية بالمنزل تعمل بمجرد وقوف الشخص المعاق أمامها، وتتوقف عند الابتعاد عن النطاق المحدد للتليفزيون ومن خلال ريموت يحدد الشخص للتليفزيون أنه يجب أن يغلق بعد الخروج من النطاق بخمس دقائق فيغلق آليًا، كما أنه يُمكن التعامل آليًا مع حالات التشنجات التى قد يُصاب بها المُعاق عبر «سينسور» لقياس ضربات القلب لحظيًا. الطباخ الآلى سيف الدين حسام طالب بالمرحلة الإعدادية، تعلم البرمجة وحصل على شهادة من جامعة «بومبيه»، يقول ل«روزاليوسف»: صنعت أنا و5 من زملائي، تتراوح أعمارنا بين 8 و12 عامًا، روبوتًا آليا يستطيع الطبخ بمفرده وبرمجته الحالية تجعله ينفذ حركات ثابتة، كما صنعنا روبوتًا يتكون من يدين ودنبنسر ينزل «شليموه» فتمسكه اليد اليمنى وتوجه نحو موتور يدور لصناعة غزل البنات، ونسعى لتطوير المشروع لتنويع حركاته ليصنع الفشار والآيس كريم والعصير والقهوة، ونريده أن يُعد وجبات كاملة، وسنصل به إلى أننا نطلب الوجبة بالاسم وننتظرها جاهزة. وأضاف: «شاركنا فى مسابقات كثيرة جدًا كمسابقة الدبليو آر آيى التى تقام بالصين وحصلنا على المركز الثالث على مستوى العالم فى مسابقة «الروبو جيمز» بكاليفورنيا، بالإضافة إلى 4 شهادات تميز من محكمين دوليين، وتم ترشيحه للمشاركة فى تمثيل مصر فى مسابقة المعرض الدولى التى تقام فى نيويورك. روبوت جرسون ساندى أسامة، 13 عامًا، قالت: «صنعنا أنا و3 من صديقاتى روبوتًا يوضع عليه الأطعمة التى أعدت ويسير على خط بشكل معين ويوصلها لعامل الدليفري، وهذا المشروع يوفر كثيرًا من الوقت للمطاعم، وبجانب أن فكرة المشروع غير مكلفة، فإنتاجه يحتاج 400 دولار، والمشروع جاهز بحثيًا منذ عامين، وتنفيذه العملى استغرق أسبوعًا واحدًا، ويضيف أبو بكر محمد، 11 عامًا: «قبل البدء فى المشروع حصلت على كورسات من الأكاديمية البحرية فى مجال الإلكترونيات، ومشروعنا يتلخص فى إمكانية تحريك روبرت يحمل أحمالا ثقيلة على أن يتحرك من خلال تطبيق موبايل يوجه الروبوت بالأسهم للمكان الذى أريد الذهاب إليه وحمل الشيء والمراد حمله والرجوع به، ويتم الربط بين الروبوت وتطبيق الموبايل من خلال البلوتوث، وتركيب الجهاز لا يستغرق أكثر من ساعتين. مكنسة آلية محمد ياسر، وعلى عصام طفلان بالمرحلة الإعدادية تمكنا من اختراع «مكنسة ذكية تكنس آليًا، عبر التحكم فيها بواسطة تطبيق موبايل، وأكد الطفلان أن الفكرة جاءت لتخفيف الحمل عن والدتهما، وقال الطفلان: إن المكنسة تحل 5 مشاكل، فهى تجنب تعرض الأشخاص للأتربة أثناء عمليات الكنس، وتوفر جهد الأم، وتنظف بشكل سريع، وتزيل الأتربة دون الحاجة للرجوع لصاحب المنزل، وتكلفتها ألفا جنيه، وأشارا إلى أنهما حصلا على دورات أون لاين لتنفيذ المشروع. عربة لجمع وتدوير القمامة عُمر محمد، 15 عامًا بالمرحلة الثانوية قال: إن اختراعه هو سيارة لحل أزمة القمامة، تعمل بالطاقة الشمسية بهدف جمع القمامة وإعادة تدويرها والحصول من خلال ذلك على منتجات يمكن الاستفادة منها، مضيفًا أن العربة لها مغناطيس لجذب المعادن، و«أيروبيكس» لسحب البلاستيكات من القمامة، وتبرمج السيارة بحيث تصنف كل نوع من القمامة بمكان مستقل بالعربة تحول المعادن لمعالق وشوك وأطباق معدن، والبلاستيكات تحول لأطباق أو زجاجات بلاستيك، وذلك المشروع مفيد جدًا للجهات الحكومية خاصة هيئة النظافة والتجميل. وأكد أن العربة تتقبل أوزانًا حتى 15 كيلو، ويمكن تطويرها لزيادة سعة الحمل بها حتى خمسين كيلو. حياة أفضل للدواجن حسين أمجد 13 عامًا قال إنه قدم مشروعًا يحل أزمة لمربى الدواجن، حيث إن 10 % من الدواجن تموت بسبب سوء التربية، ومن خلال البحث العلمى وجدت ضرورة تواجد الدواجن فى درجة حرارة 25 درجة مئوية، فالعامل الذى يقدم لهم الوجبات والأطعمة ينقل إليها الأمراض، حيث إن مناعة الطيور ضعيفة جدًا، والمشروع هو جهاز يقيس درجة حرارة المكان الذى تتواجد فيه الدواجن ولو زادت على 25 درجة مئوية يتم تشغيل المراوح بشكل تلقائى ولو قلت يشغل الدفايات حتى تصل لدرجة 25 درجة مئوية بشكل تلقائى أيضًا، ويظهر درجة حرارة الغرفة على شاشة للعامل ليتابع مناسبة المناخ المحاط بالدواجن، واستغرق هذا المشروع شهرًا لتنفيذه بتكلفة 500 جنيه، وحصلت على المركز الثالث على الجمهورية بذلك المشروع فى مسابقة جامعة الطفل. مضاعفة الكهرباء كريم أحمد، 13 عامًا، قال إن لديه اختراعًا وهو مولد منازل يحول الطاقة الكهربائية من 12 فولت إلى 220 فولت ويعمل ببطارية السيارة، وهو جهاز موجود بالفعل، لكن أجريت عليه تطويرا بحيث يتم استخدامه لمدة أكبر من ساعة كالمولدات المتوافرة بالأسواق حاليًا، فركبت به جهازا يزيد من عمر البطارية بحيث يعمل المولد لمدة 4 ساعات متتالية، وهذا المولد لا يستخدم مواد ضارة بالبيئة كالبنزين، وصوته منخفض جدًا، وتكلفته ألفا جنيه. فرن بالطاقة الشمسية أدهم محمد، طالب بالصف الأول الإعدادي، حاصل على جائزة البحث العلمى بمعرض القاهرة الدولى من أكاديمية البحث العلمى يقول: «صنعت فرنا يعمل بالطاقة الشمسية، ويُستخدم الجهاز أيضًا فى إنارة شقة كاملة لمدة 8 ساعات». وأضاف: «الفرن تصل درجة حرارته ل100 درجة مئوية بالتالى يستطيع طهى الطعام وغلى المياه، بجانب استخدامه فى عيادات أطباء الأسنان لتطهير الأدوات الطبية، وأوضح أنه سبق وحصل على المركز الأول بالقليوبية فى مسابقة المخترع الصغير عن طريق إدارة بنها التعليمية». جهاز الرسم آليًا زياد عبدالغني، 12 عامًا، بالصف الأول الإعدادى والفائز بجائزة أكاديمية البحث العلمي، قال: «صممت جهازا يعمل بثلاثة محاور يرسم الصور على الورق آليًا بتكنولوجيا 2D بحيث يكون طول الورقة 29.7 سم وعرضها 21 سم، وأسعى لتنفيذ الرسومات بتكنولوجيا 3D وتمكينه للرسم على الخشب والمعادن أيضًا، ويحدد للجهاز ما سيرسمه من خلال برنامج الأندوسكيب الذى يجعل الخط واحدا فقط ويحوله للغة «الجيكو» التى ترسم الشكل المطلوب. وأضاف زياد: «جاءتنى الفكرة من خلال مشاهدتى لفيديوهات عديدة على اليوتيوب الخاصة ولذلك تعلمت برمجة «الأوردينو» على الإنترنت حتى أستطيع تنفيذ المشروع، واستغرق تنفيذ الفكرة منى 5 سنوات. مؤمن فاروق، 11 عامًا، بالصف الأول الإعدادي، حاصل على جائزة البحث العلمى من معرض القاهرة الدولى من أكاديمية البحث العلمي، قال: «صممت ماكينة حفر الليزر التى تصنع مجسمات وتلونها، وتستخدم فى أخشاب الموبيليات بدلا من الاعتماد على الصين فى استيراد الموبيليات بالليزر، موضحا أن الماكينة تعتمد على إعداد ضوء كربونى حارق بحيث أنه يُمكن لماكينة حفر الليزر القص والحفر والنقش باستخدام هذا الضوء بحيث يمكننا التحكم بقوة هذا الضوء فى عمق النقش». إنذار لحماية الثلاجة سعيد بشار، 11 عاما، قال: صممت جهاز إنذار ضوئيا للثلاجات لحمايتها من عبث الأطفال وهو عبارة عن سنسور يتأثر بالضوء ومقاومة متغيرة تحدد بعد الثلاجة عن الضوء ومقاومة تحدد الوقت المسموح لفتح الثلاجة وهو دقيقتان فأول دقيقتين بدون إنذار وبعد ذلك يصدر نداءً بشكل تلقائي، بحيث يكون هناك حاجز أمام الثلاجة يصدر صوتًا عند تعرضه للضوء، حيث يظهر على الشاشة أنه تم فتح الثلاجة. والجهاز إنذار يوفر الطاقة المستخدمة أثناء فتحها، وبالتالى وجود الجهاز يضطر الشخص المستخدم للثلاجة سرعة إغلاقها. باور بنك بالطاقة الشمسية محمد مختار، 11 عامًا، قال تمكنت من صناعة باور بنك يعمل بالطاقة الشمسية يمكن من خلاله شحن بطارية لعبة أو موبايل أو أى شيء يراد شحنه، وأسعى لتطويره ليستهلك وقتا أقل فى شحن بطارية الموبايل عن الوقت الحالي، حيث إنه يستهلك وقتا كبيرا جدًا خلال شحنه، بجانب توفير للكهرباء.