يوسف محمد طالب بالثانوية العامة ويبلغ من العمر 18 عاما رفع قضية رؤية ضد والده أمام محكمة الأسرة بمدينة نصر تحمل رقم 3824 لسنة 2017، حيث وقف أمام القاضى يقول: كان عمرى 10 سنوات حيث كنت بالمرحلة الابتدائية ولم تكن عندى مشكلة فى زواج أبى لكنه أرغمنى على حضور حفل زفافه واحتجزنى فى منزل الزوجة الثانية وفرض علىَّ أن أناديها بكلمة (ماما) بعدما حرمنى من أمى وحنانها وتسبب ذلك فى انكسارى من داخلى نفسيا. وتابع الابن: لم يكتف والدى بذلك وإنما نقل أوراقى من مدرستى الخاصة إلى أخرى حكومية ومنعنى من التواصل مع والدتى حتى لا تعرف مكان مدرستى الجديدة، ولم تكن زوجة أبى مثل أمى فتعرضت لأسوأ معاملة. ويستطرد يوسف: عندما وصلت للمرحلة الإعدادية أصبحت غير مرغوب وجودى فى المنزل، وفى أحد الأيام رفضت زوجة أبى دخولى الشقة عقب عودتى من المدرسة، وألقت بملابسى من الطابق الخامس فى مشهد قاسٍ لم يتحمله قلبى وجلست على الرصيف واتصلت بوالدتى طلبت منها الحضور لانتشالى من هذا الجحيم، وبالفعل حضرت وذهبت معها فى حالة نفسية سيئة، ومن ثم خضعت لعلاج نفسى، ورجعت لأمى بعد ذلك الأمر وكان عمرى 11 عاما، منذ تلك الفترة وانقطع أبى عن الاتصال بى نهائيا. وعن المشاكل التى واجهها الطفل قال : عندما توجهت للمدرسة.. مجلس الآباء أرسل خطابات إلى أبى للحضور فلم يحضر وتساءل المدرسون وأصدقائى أين والدك هل متوفي؟ كنت وقتها ألتزم الصمت وأبكى بكاء شديدًا وحالة حزن تنتابنى عندما أشاهد أبًا مع ابنه فى الشارع أشعر بإحساس أنى يتيم وأبى موجود فى الدنيا لا يرانى بينما أفتقد أنا هذا الشعور الجميل وإحساسى بأبوته، وأنتظر والدى كل يوم حتى فى شهر رمضان ربما يحضر للمنزل ويطرق علينا الباب دون فائدة. واستطرد الابن حديثه: عندما وصلت للثانوية العامة كنت أكثر احتياجا لوالدى لكنه لم يكن حريصا على ذلك ومن ثم ساءت حالتى النفسية ورفضت دخول امتحانات الثانوية العامة، لكن والدتى حاولت إقناعى بدخول الامتحانات فدخلت ورسبت. رغم كل المراحل التى أمر بها والقسوة التى لا أعلم سببها من والدى لكنى أحبه وأحتاجه، شعور لا أخفيه، ولذلك قمت برفع دعوى رؤية للمطالبة برؤية والدى أمام القضاء (أنا عايز حقى فى والدى.. مش عاوز فلوس منه، نفسى أشوفه، للأسف والدى نسينى خلاص بعد إنجاب ثلاثة أطفال من زوجته الثانية). فى السياق نفسه علق محامى الابن وليد عبدالمقصود ورئيس مبادرة معا لإنقاذ الأسرة المصرية: تعتبر هى الدعوى الأولى داخل المحاكم المصرية، بأن يرفع الابن دعوى قضية رؤية ضد والده، فقانون الأحوال الشخصية الحالى فى المادة 20 ينظم حق الرؤية للأب والأم ولم يذكر القانون حق الرؤية للصغير وهذا تقصير من قانون الأحوال الشخصية، على خلاف ما نصت عليه الفقرة الأولى من الدستور فى مادة 8، التى ذكرت حق الصغير فى رعاية والديه ومادة 4 لسنة 2004 لقانون الطفل الحديث، من حق الطفل رعاية ورؤية والديه واتفاقية قانون الطفل التى وقعت عليها مصر 1990 نصت أيضا فى الفقرة السابعة منها على حق الطفل فى رعاية والديه، لذلك قدمت فى مشروع تعديل الأحوال الشخصية فى الفقرة 27 من هذا المشروع نصًا يحق للصغير طلب تعويض فى حالة عدم رعاية والديه وفى حالة امتناعهما عن رؤية الصغير لفترة تتجاوز ستة أشهر دون عذر قهرى، وللأسف فى كثير من الأحيان يتم طلاق الصغير مع طلاق الأم. بينما أوضح الأخصائى النفسى محمد حسن : أن من أهم الآثار السلبية للطلاق النمو النفسى للطفل وتكوين مفهوم الذات السلبى، ومفهوم الوالدين السيىء، مما يؤدى إلى اختلاف نمو الشخصية، وضعف الثقة فى النفس وفى الناس، وإلى سيطرة مشاعر القلق والتوجس وعدم الكفاءة، وانخفاض مستوى الطموح، وقلة الرغبة فى العمل والإنجاز، وضعف التحصيل الدراسى.■