قالت مصادرت دبلوماسية ل«روزاليوسف» إنه لا توجد إحصائية دقيقة بحجم المشروعات التى تنفذها الحكومة المصرية فى أفريقيا، مؤكدة أن معظم هذه المشروعات تتركز فى مجال المياه وأن جولة الرئيس السيسى الأخيرة إلى كل من تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد تهدف فى المقام الأول إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم التبادل التجارى بين مصر والدول الأفريقية. وفى تصريحات ل«روزاليوسف» قبل أيام من مغادرته القاهرة ليكون ضمن الوفد الدبلوماسى الذى يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارته للجمهورية الرواندية أكد السفير صالح هابيمانا سفير رواندا بالقاهرة أن الرئيس سيقوم بافتتاح عدد من المشروعات التى أقامها بعض المستثمرين المصريين فى البلاد. وقال السفير: إن القاهرة استضافت وفدا من المهندسين جاء من بلاده لزيارة المشروعات المصرية الكبرى وأن وفدا من المهندسين المصريين سيسافر إلى رواندا للمشاركة فى الأسبوع الهندسى الأفريقى والمؤتمر الهندسى الأفريقى الذى سيعقد فى كيجالى خلال الشهر المقبل، مرحبا بعودة الدور المصرى الذى سيكسر الاحتكار الغربى لأفريقيا. وعن بروتوكول التعاون الذى وقعته نقابة المهندسين مؤخرا مع دولة رواندا كشف المهندس أحمد هشام مقرر لجنة إفريقيا بنقابة المهندسين عن توقيع النقابة بروتوكولا للتعاون المشترك بين الجانبين فى 20 مارس الماضى، مشيرا إلى أهمية الدور الذى ساهم فيه السفير الرواندى والذى أدى إلى توقيع البروتوكول خلال فترة قياسية هى 6 أسابيع فقط. وقال: لقد زار وفد من مهندسى رواندا العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة الماضية وأعربوا عن سعادتهم البالغة لوجودهم فى مصر، وفى إطار التعاون المستمر بين النقابة والجانب الرواندى نحاول أن نمد يد العون ونقل خبراتنا لأجل إنشاء نقابة للمهندسين فى رواندا. وأكد هشام على أهمية الدور الذى تلعبه النقابات المهنية فى استعادة مصر لدورها الأفريقى تزامنا مع الجهد المكثف الذى يقوم به الرئيس السيسى لاستعادة الدور المصرى فى القارة والتمدد اقتصاديا فى أفريقيا، مضيفاً: كما بحثنا مع سفير تنزانيابالقاهرة أوجه الاستثمار فى العديد من القطاعات من قبل الشركات والمهندسين المصريين فى تنزانيا. وتشمل البروتوكولات الموقعة تسع نقاط أبرزها حرية تنقل وحركة المهندسين بين مصر وكل من دولتى رواندا وتنزانيا وتدريب المهندسين فى كلا البلدين وفتح المجال للشركات والمؤسسات المصرية والمهندسين المصريين للعمل فى أفريقيا، لافتا إلى أن مصر لديها الخبرة الفنية لنقلها للدول الأفريقية فى المجال الهندسى سواء من خلال الأفراد أو الشركات. وتابع: بحثنا مع السفراء مسألة تطوير التعليم الهندسى وتوحيد الأكواد الهندسية فى أفريقيا وكذلك زيادة الروابط بين المنظمات الهندسية فى مصر وكل دولة أفريقية عن طريق الزيارات المهنية بين أعضاء النقابات والتباحث فى قضايا المهنة ودور المهندس وتطوير قدرات المهندسين الأفارقة ومشاركة مصر فى تدريبهم، لافتا إلى تفعيل بند نقل المهندسين الأفارقة لتدريبهم للعمل فى مصر بالاتفاق مع بعض شركات المقاولات المصرية كشركة المقاولون العرب لتدريب المهندسين الأفارقة بالشركة والعمل بها، كما حددنا بالفعل ثلاثة مهندسين من رواندا للتدريب فى أحد المشاريع القومية الكبرى والعمل بها كمشروع العاصمة الإدارية الجديدة وسوف يتم التنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية لبحث الأمور الخاصة باستضافتهم وأيضا تحديد ثلاثة مهندسين مصريين للعمل فى رواندا فضلا عن دور النقابة فى ترتيب لقاءات لإقامة مشروعات فى قطاعات الطاقة والإسكان والبنية التحتية. ولعل أبرز المشروعات التى اهتمت الدولة المصرية بتنفيذها فى أفريقيا خلال المرحلة الماضية هى مشروعات المياه لخدمة المواطنين المحرومين من إمدادات مياه الشرب الصالحة بمعظم المقاطعات الأفريقية وتخطط مصر إلى جانب فتح أسواق لها فى أفريقيا لإقامة مشروعات صناعية كبيرة خلال الفترة القادمة خاصة فى مجموعة دول حوض النيل. وأشارت مصادر بسفارة تنزانيابالقاهرة إلى قيام وزارة الموارد المائية والرى المصرية بتنفيذ مشروعات حفر آبار جوفية لتوفير مياه الشرب النقية فى المناطق المحرومة من المياه فى البلاد. كانت وزارة الموارد المائية والرى ووزارة المياه والرى بتنزانيا قد وقعتا مذكرة تفاهم فى ديسمبر 2009، تشمل حفر الآبارالجوفية بغرض توفير المياه الصالحة للشرب لخدمة المواطنين المعزولين فى المناطق المحرومة التى تعد الأكثر فقراً فى الأقاليم الجافة بتنزانيا، بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات بواسطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وقامت مصر من خلال مشروعات التعاون الثنائى مع تنزانيا بتنفيذ 60 بئرا جوفية فى أنحاء متفرقة فى مقاطعات تنزانيا التى تعانى من ندرة بحيث يستفيد من هذه الآبار أكثر من 120 ألف مواطن تنزانى فى المتوسط للبئر الواحدة. وأكد تقرير لوزارة الموارد المائية والرى صدر فى يوليو الماضى، أنه تم الانتهاء من حفر وتجهيز 30 بئرا جوفية مجهزة بطلمبات تعمل بالطاقة الشمسية بتكلفة تقديرية 1.3 مليون دولار، علاوة على الانتهاء من حفر 24 بئرا جوفية فى المرحلة الثانية من المنحة المصرية المقدمة لتنزانيا، وتقدر بنحو 5 ملايين دولار حيث تم تجهيز 10 طلمبات تعمل بالطاقة الشمسية و6 تعمل بالطلمبات اليدوية و4 تعمل بالطلمبات الكهربية، وفى انتظار تركيب باقى الطلمبات، كما تم تدريب الكوادر التنزانية بمركز التدريب. كما يوجد بروتوكول للتعاون بين مصر وكينيا، لتنفيذ عدد من المشروعات لتطوير نظام الرى بكينيا لمدة 5 سنوات وبتكلفة 5.5 مليون دولار، أى حوالى 100 مليون جنيه، لتعزيز التعاون فى مجال المشروعات المائية. وفضلا عن المشروعات التى تنفذها الحكومة المصرية فى عدد من البلدان الأفريقية، تقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ مشروع إنشاء «الطريق الوطنى» فى توجو بتكلفة 24 مليون دولار، وطريق آخر بتكلفة 20 مليون دولار. كما تدرس الشركة المنافسة على مناقصات حكومية لتنفيذ مشروعات بنية تحتية وطرقا فى دول السنغال وليبيريا وكينيا وأوغندا، وزامبيا. وسبق أن أعلنت الشركة فى أبريل 2015 عن قيامها بتنفيذ مشروعى طرق بإثيوبيا تبلغ قيمتهما أكثر من 111 مليون دولار، عبارة عن مرحلتين من الطريق الدولى نيروبى أديس أبابا. وكان حجم المشروعات الاستثمارية العقارية المصرية قد حقق طفرة فى بعض البلدان الأفريقية قبل يناير 2011، حيث قدر بأكثر من 52 مليار جنيه فى 9 دول لحوض النيل ووسط وغرب القارة فى مشروعات غطت خدمات الطرق والكبارى والفنادق والمدن السكنية على القطاع الأفريقى الحديث وكذلك إقامة المصانع والمبانى التعليمية..