تسبب قرار «ناداف أرجمان» رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «شاباك» بإزالة أجهزة الكشف عن المعادن من عند بوابات المسجد الأقصى فى موجة غضب عارمة ضده وصلت حد المطالبة بإقالته من منصبه. خصوم «أرجمان» فى الكنيست وفى الصحف والإعلام الإسرائيلى راحوا يكيلون له تهم الفشل وانعدام الكفاءة ووصفوه بأبشع الألفاظ، وربما كان سبب موقفهم من قرار الأخير راجع إلى كون القرار يتنافى مع تاريخ الرجل الحافل بالاغتيالات والعمليات القذرة. يملك الرجل ذو الملامح الصارمة سجلاً حافلاً بالعمليات وهو يعرف ب«رجل الاغتيالات»، حسبما ذكر الذين خدموا تحت قيادته فخلال توليه عدة مناصب داخل الجهاز نفذت عدة عمليات اغتيال استهدفت قيادات فلسطينية أو كوادر فى حركة «حماس»، ويعد أرجمان أحد أهم راسمى مخططات، وصانعى القرار الصهيونى فى آخر حربين على قطاع «غزة» فى عامى 2012 و2014.. على عكس أغلب قادة الجهاز، الذين يمليون إلى اليمن المتطرف، فإن أرجمان معروف عنه كونه علمانياً. انضم إلى الجيش الإسرائيلى فى عام 1987، وتطوع للعمل فى وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة التابعة للجيش الإسرائيلي، والمعروفة باسم «سايريت ماتكال»، والتى تشكلت عام 1957، وعمل كمقاتل، وقائد فصيلة وأنهى خدمته العسكرية فى وحدة الاستخبارات، والاستطلاع المظلي، وعاد إلى المستوطنات مرة أخرى من خلال جهاز الأمن الإسرائيلى عام 1983. وخلال تلك الفترة كان «الشاباك» منظمة سرية جداً، كما كان قسم العمليات الإسرائيلى قسمًا صغيراً يضم عشرات الأعضاء، اختفى فيها أرجمان مدة أربع سنوات تقريباً، ودرس خلالها فى واحدة من مسارات التدريب الإسرائيلى الأساسية فى قسم العمليات، الذى يستمر التدريب فيه ما بين ستة أشهر وثلاث سنوات، وتشمل جميع أنواع التدريب مثل: سائق، عميل سرى «جاسوس»، خبير التخلص من القنابل، مقاتل، وموظف سري، وغيرها. وخلال الفترة نفسها كان أرجمان يتعاون مع الجيش الإسرائيلى فى لبنان، وفى عام 1987 عين أرجمان رئيساً لقسم التكتيك فى قسم العمليات، وشارك فى الانتفاضة الفلسطينية الأولى وكانت مهمته مع زملائه هى خطف الرجال المطلوبين وكان عددهم أكثر من 400 رجل مطلوب. وبدأ الجهاز، الذى اعتمد على شعبة العمليات بقيادة أرجمان، يرى الحاجة إلى إعداد بنية تحتية لجمع المعلومات التجسسية، وبالفعل لعبت الشعبة نظراً لتسللها، وقدراتها التكنولوجية التجسسية دوراً رئيسياً فى ذلك. وفى عام 1994، شغل أرجمان منصب رئيس وحدة العمليات، وعرف حينها ب«العقل المدبر»، نظراً لأنه كان من يخطط للعمليات بنفسه، وتفاوتت مهامه من رصد العرب، واليهود من أعضاء اليمين المتطرفين، إلى إحباط هجماتهم. ألمح المحلل العسكرى لجريدة «يديعوت أحرونوت»، «إليكس فايشمان»، إنه خلال فترة قيادته تلك، اغتيل «يحيى عياش» فى قطاع «غزة»، الملقب ب«المهندس»، والذى كان أحد أهم وأبرز قادة كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى لحركة «حماس». أنشأ أرجمان «مجموعات الوقاية» فى شعبة العمليات، التى جمعت معاً، فى غرفة عمليات واحدة أفراد المخابرات الإلكترونية العسكرية، وأفراد عمليات ال«شاباك»، وأفراد عمليات الجيش الإسرائيلى، والقوات الجوية الإسرائيلية. وعكف هؤلاء على جمع بيانات تمكنهم من تحديد الأهداف العربية، وتدميرها بأعداد كبيرة وفى وقت قصير جداً. وبعد ثلاث سنوات فى الولاياتالمتحدة، طلب أرجمان البقاء فى منصبه سنة إضافية، إلا أن رئيس الجهاز حينها «يوفال ديسكين» رفض الطلب، فى شهر مايو 2011، أنهى «ديسكين» فترة رئاسته لل «شاباك» حل محله «يورام كوهين»، الذى أعد شخصين ليكونا خلفيته وهما: «ناداف أرجمان، ورونى الشيخ». تولى أرجمان منصب نائب رئيس جهاز الأمن العالم الإسرائيلى مدة أربع سنوات، أى حتى عام 2014 وهو منصب يعنى أنه المسئول عن إدارة العمليات وتغطية الرئيس عندما يكون غير موجود، كما يتقاسم مسئولية صياغة تقييمات حالة الجهاز، وتقديم هذه التقييمات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي. كما كان أرجمان مسئولاً عن إعداد عمليات قوات الجهاز خلال الحرب على غزة 2012 وتعرف باسم «عامون السحاب» عند الإسرائيليين، و«الحرب على غزة 2014»، ويطلق عليها الإسرائيليون مسمى «الجرف الصامد». وكان «أرجمان»، هو المسئول عن بدء الحرب على غزة 2012، بعدما استهدف الجهاز رئيس الجناح العسكرى لحركة «حماس»، «أحمد الجعبرى»، بتخطيط من أرجمان نفسه.