مشكلة مصر أن معظم المسئولين ليس لديهم القدرة على اتخاد القرار الأمر الذى يسبب مشاكل تراكمية تؤدى لانهيار المؤسسات، بالإضافة إلى عبده مشتاق الشخصية التى تهرول وتسعى للمناصب بصرف النظر عن قدرتها على الإدارة أو اتخاد القرار، لكننا أمام نمودج سابق ونادر للدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذى رفض مقعد رئاسة الجامعة والترشح مرة أخرى رغم الثقة الكاملة بالفوز. والدكتور جابر نصار مواطن مصرى ابن فلاح بسيط من الشعب المصرى قاد عملية إصلاح لجامعة القاهرة، نجح فى ملف محاربة التطرف وإصلاح العملية التعليمية والبنية الأساسية للجامعة ليترك خلفه صفوفا تستطيع تولى القيادة. سألت نفسى لماذا أكتب عن هذا الرجل رغم عدم معرفتى به شخصيا أو حتى الالتقاء به، فوجدت الإجابة فى أسلوبه لإدارة الملفات الشائكة للجامعة والتى فشل العديد من رؤسائها فى تطوير المنظومة التعليمية والإدارية، وذلك بشهادة الطلاب قبل العاملين والأساتذة والصحفيين الذين يتعاملون مع الملف التعليمى والذين فاجأوا الدكتور جابر بحفلة وداع فما أجمل اندفاع البعض لتحية رجل دون انتظار مقابل أو مصالح، الأمر الذى علق عليه الدكتور نصار فى الفترة الأخيرة: أعيش أجمل أيام حياتى مشاعر الحب والتقدير تحيط بى من الجميع حتى أناس اختلفوا معى كثيرا وأؤكد أن هذه المشاعر تاج على رأسى ومصدر فخر وأعظم تكريم. أعطى الدكتور نصار نموذجا على أن الإصلاح يجب أن يتحول إلى عمل مؤسسى لا يرتبط بشخص، فقط أبعد يدك المرتعشة واستخدم صلاحياتك لتكون صاحب قرار. نموذج يؤكد أننا نستطيع، فقط علينا مراجعة الاختيارات وممارسة السلطة، للأسف نتحدث كثيرا عن ضرورة الإصلاح ولكن ليس لدينا إرادة حقيقية.