ما هى معايير اختيار محافظى ووزراء التنمية المحلية فى مصر؟ سؤال حير كل البشر على مدى عقود طويلة.. فعلى مر السنين شاهدنا وزراء من بين الأطباء أمثال الدكتور/ محمود شريف ومنهم أساتذة فى القانون أمثال المرحوم الدكتور/ أحمد سلامة ومنهم أساتذة فى الزراعة كالمرحوم الدكتور/ عبدالرحيم شحاتة، ومنهم لواءات من الجيش والشرطة والمخابرات أمثال اللواء/ مصطفى عبدالقادر واللواء/ عبدالسلام المحجوب ومنهم أساتذة فى كليات الهندسة أمثال الدكتور/ أحمد زكى بدر ومنهم الخبراء فى المعلومات والاتصالات أمثال الدكتور/ هشام الشريف الوزير الحالى.. ولم يفلح أى منهم فى تجفيف منابع الفساد فى محافظته أو وزارته على مر السنين. وهل هناك أسس لاختيار مهندسى وموظفى ورؤساء الأحياء فى مصر؟ لقد أثبتت التجارب والتعاملات معهم أنهم من فشلة المهندسين الحاصلين على بكالوريوس الهندسة بدرجة مقبول أو مهندس شاطر فاشل. وكذا الموظفون الذين لم يجدوا فرصة عمل فى أى مكان سوى المحليات، أما بالنسبة لاختيار رؤساء الأحياء فهم من ضباط الجيش من أهل الثقة، وربما من أهل الواسطة. أطرح هذه الأسئلة بمناسبة إنشاء وقرب بدء تشغيل العاصمة الإدارية الجديدة وأتساءل أيضاً: هل أحياؤها ستكون على نفس النمط الموجود بأحياء العاصمة الحالية؟ ولديّ نموذج محاكاة أتعايش معه يومياً عن قرب وهو حى المقطم، الذى كان مصدراً لإلهام الروائى والكاتب المبدع الكبير يوسف السباعى، الذى أصدر كل كتاباته ورواياته من فيللته بكورنيش المقطم الذى أصبح الآن ملاذا للعشاق ووكراً للخارجين على القانون، ومعظم عمارات الحى مخالفة لشروط الارتفاعات بالاتفاق وتحت سمع وبصر مسئولى الحى، حتى شارع 9 وهو الشريان الرئيسى للحى المؤدى إلى حى الأسمرات والقاهرة الجديدة أصبح مرتعاً لجرائم سائقى الميكروباصات والتكاتك وبائعى سوق الزلازل الذين يفترشون نهر الطريق كاملاً، وحتى المنطقة (ج) التى كان يطلق عليها منطقة القصور أصبحت مقلباً للقمامة وتم حفر أرضها ولم يعد رصفها على مر السنين فأتلفت سيارات ساكنيها، ناهيك عن العذاب اليومى الذى يشهده سكان حى المقطم فى الهروب من إشارة صلاح سالم وتفرق دمها بين قبائل المحافظة والحى وشركة النصر للإسكان والتعمير ومرفق المياه وشركة الكهرباء. جميع رؤساء الحى الذين تم تعيينهم بحى المقطم إما شرفاء، لكنهم يستترون داخل مكاتبهم لا يتخذون قراراً، وإما شطار نشطاء أصحاب قرار بطىء، فهل من الممكن أن نرى رؤساء أحياء تتوافر فيهم صفات الشطارة والنزاهة والأمانة والولاء والانتماء للوطن معاً، يبدو أنى بحلم.