فى سابقة تعد هى الأولى من نوعها داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قام الأنبا بولا أسقف طنطا بالتنحى عن إدارة شئون إيبارشيته، بعد أن تزايدت وتيرة الاعتراضات على سياساته داخل الكنيسة وإهماله شئون الأقباط فى طنطا، نظرا لكثرة أسفاره داخل البلاد وخارجها، ولا يلتقى رعيته فى طنطا إلا أيامًا معدودات على مدار السنة وهى الأيام الخاصة بالأعياد والمناسبات الدينية لتلقى وتبادل التهنئة مع كبار المسئولين بمحافظة الغربية، وهو ما أدى إلى تدنى مستوى الخدمة الروحية والاجتماعية فى الكنيسة، على الجانب الآخر زاد الغضب القبطى على أسقف طنطا، الأمر لم يتوقف على الغضب والانتقاد لسياسة الأسقف فحسب، بل إن كثيرين من أبناء الكنيسة القبطية فى طنطا تركوا الكنيسة وانضموا إلى كنائس تتبع طوائف أخرى فى طنطا، مما أدى إلى مطالبة وجهاء الأقباط فى طنطا بتخلى بولا عن أسفاره الكثيرة والبقاء فى إيبارشيته لرعاية شئونها، حيث أصبح الأقباط يتندرون على الأسقف عند مجيئه إلى مقر كرسيه فى طنطا بالقول «الأنبا بولا هايزورنا النهارده» وأطلقوا عليه اسم «أسقف زائر» ونتيجة للضغوط القبطية على بولا قرر تكوين مجلس كنسى لإدارة الإيبارشية أسماه «مجلس الحكماء» يضم فى عضويته عددًا من الآباء الكهنة والأراخنة من أساتذة الجامعة والقانونيين ورجال الأعمال من أبناء الإيبارشية تدير كافة شئون الكنيسة، وقام الأسقف المتنحى بتفويض هذا المجلس الأسبوع الماضى فى إدارة الكنيسة، على أن يقوم المجلس بالاجتماع شهريا لبحث ودراسة كل أمور الإيبارشية ورفع توصيات للجان المتخصصة داخل المطرانية لاتخاذ ما تراه من قرارات دون الرجوع للأسقف، على خلفية هذه الأحداث يصبح الأنبا بولا هو أول أسقف شرفى بالكنيسة القبطية يجلس على كرسى أسقفى ولا يدير أحوال رعيته، إلا أن هناك مصدرًا مطلعًا داخل المقر البابوى أكد لنا أن تنحى بولا جاء بناء على نصيحة من الكاتدرائية بالعباسية حيث من المتوقع أن يتولى الأنبا بولا منصبا كنسيا رفيع المستوى سوف يتم استحداثه قريبا داخل الكاتدرائية، ورفض المصدر الإفصاح عن مسمى المنصب الجديد للأنبا بولا أو الصلاحيات الجديدة التى سوف تخول له.