تبدأ فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان القاهرة الدولى لسينما المرأة، اليوم السبت وتستمر حتى 9 مارس فى مركز الإبداع الفنى. وتحل دولة سويسرا ضيف شرف المهرجان ،بمشاركة أكثر من 59 فيلما من 23 دولة. المخرجة أمل رمسيس رئيسة المهرجان قالت إن المهرجان اكتسب جماهيرية واسعة بعد عشر سنوات من انطلاقه، وأنه لا يهتم بتقديم أفلام تناقش قضايا المرأة فقط بل يعرض أفلاماً من صناعة النساء،وتفاصيل أخرى تكشفها فى هذا الحوار. سألناها.. ما الذى تقدمه الدورة العاشرة لمهرجان القاهرة الدولى لسينما المرأة؟ - فأجابت يقدم المهرجان خلال أحد أقسامه «أفضل عشرة أفلام» تم عرضها خلال السنوات الماضية، ومنها الأفلام التى حصدت جائزة الجمهور التى بدأت منذ 2013 مثل الفيلم السورى «أنا التى تحمل الزهور إلى قبرها» والفيلم اللبنانى «12 لبنانى غاضب» والفيلم المصرى «عن الشعور بالبرودة» والفيلم الفلسطينى «رحلة فى الرحيل» والفيلم الإيرانى «المهنة: صانعة أفلام وثائقية». وأيضا يخصص المهرجان قسم نظرة خاصة على أعمال مخرجة ما، وهذا العام سوف يتناول أعمال المخرجة «آنيس فاردا» والتى تعتبر من أهم المخرجات الفرنسيات فى الموجة السينمائية الفرنسية والعالمية، ونعرض 10 أفلام لها، وهو حدث لأول مرة فى العالم العربى، المهرجان يضم هذا العام على هامشه محاضرات عن السينما التسجيلية الشخصية تقدمه المخرجة السويسرية «دومينك مارجوت»، وأيضا محاضرة عن دراسة حالة لنموذج لشركة إنتاج دنماركية أسستها خمس مخرجات ومنتجات، وأصبحت الآن من أهم شركات الإنتاج فى الدنمارك. وهى محاضرة مهمة لشباب السينمائيين والعاملين بالصناعة للاطلاع على التحديات الخاصة بالإنتاج وكيفية التغلب عليها. كم عدد الأفلام المشاركة فى المهرجان هذا العام، وهل هناك دولة تشارك لأول مرة؟ - تقريبا 59 فيلماً من 23 دولة عربية وأجنبية، ويشارك لأول مرة دول «إكوادور، هندراس، فيتنام»، فضلا عن أفلام الإنتاج المشترك بين اليابانوسويسرا. وتضم البانوراما الدولية بالمهرجان أفلاماً متنوعة، ويأتى فيلم الافتتاح الأرجنتينى «فرانسسكو سانكتيس وليلته الطويلة» إخراج أندريا تسلا. وسبق للفيلم المشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى كما نال العديد من الجوائز فى مهرجانات عالمية. ماذا عن المشاركة المصرية.. هل لها خصوصية هذا العام؟ - فيلمان سوف يعرضان هما «أسبوع ويومين» للمخرجة مروة زين وهو أول عرض للفيلم بمصر بعد مهرجان دبى، بطولة ياسمين رئيس وعمر صالح ، وفيلم «عن الشعور بالبرودة» لهالة لطفى وهو يعرض فى قسم أفضل عشرة أفلام وهو أول فيلم تسجيلى للمخرجة. هل هناك موضوعات مسيطرة على الأفلام لهذه الدورة مثل قضايا الإرهاب والهجرة مثلا؟ - نحن نحاول أن نبعد عن الأفلام «المينستريم»، فالأفلام التى يتوقع الجمهور مشاهدتها لن تكون موجودة بمهرجان القاهرة الدولى لسينما المرأة، ونحرص على اختيار الأفلام المشاركة بدقة لو هناك فيلمان يتناولان نفس القضية نختار واحداً فقط، لأن العالم واسع وليست قضايا معينة يجب أن نهتم بها، العالم يواجه أزمة الآن مع الهجرة لذا موجودة على أچندته فى المينستريم، ولكن هناك قضايا أخرى كالفقر والبطالة وأزمات الشباب وغيرها، لذا الجمهور سوف يشاهد أفلاما مختلفة على المستوى الفنى أو اللغة السينمائية فى هذه الدورة. هناك انتقادات للتصنيف أن هناك سينما رجل وسينما مرأة؟! - المهرجان لا يتحدث عن أفلام تناقش قضايا المرأة، بل هو يعرض أفلاما من إخراج نساء، التى تتناول قضايا المرأة وغيرها من المشكلات الخاصة بالرجل والمجتمع، وهذه هى فلسفة المهرجان أن يقدم العالم من خلال عيون النساء ووجهة نظرهن. نرفض فكرة أن الستات يجب أن يتحدثن فقط عن قضايا الستات؟!، فالمرأة من حقها مناقشة كل القضايا من خلال رؤيتها الخاصة. فى رأيك ما الذى تغير بعد عشر سنوات من إطلاق مهرجان متخصص فى سينما المرأة؟ - الجميع يتقبل الآن إقامة مهرجان متخصص للمرأة، فأول دورة للمهرجان كانت هناك حالة من التعجب بمهرجان بهذا الاسم، وأصبحت أعداد الجمهور تزداد من دورة لأخرى، وأيضا نجحنا فى أكبر تحدٍ هو أن يستمر المهرجان على مدار عشر سنوات، وأن يقدم عروضه مجانا، فضلا عن أهم الإنجازات هو تقديم كل الأفلام مترجمة باللغة العربية، وهو ما لم يحدث فى أى مهرجان آخر، لأنه من حق المشاهد أن تقدم له الأفلام بلغته، فهو أبسط قواعد احترام الجمهور، وهو ما نسعى إليه لأن اهتمامنا يجب أن يكون للجمهور الذى تم إطلاق المهرجان له، وليس فقط للسجادة الحمراء والنجوم. كيف ترين انطلاق مهرجان أسوان لسينما المرأة لهذا العام أيضا؟ - ليس هناك مشكلة من زيادة إعداد المهرجانات، فهذا شيء صحى، والتنوع مطلوب، وفرصة جيدة للجمهور بمشاهدة أفلام مختلفة، وأرى أنه تحدٍ أكبر على منظمى المهرجانات لتقديم أفضل ما لديهم، ولكن الفكرة أن تكون الأولوية فى النهاية أن نقدم أفلامًا، ولكن هناك فرق بين أسوانوالقاهرة لسينما المرأة، فهو يقدم أفلاما عن قضايا المرأة بمخرجين سيدات ورجالًا، أيضا القائمون على المهرجان رجال سواء رئيس المهرجان المخرج محمد عبدالخالق والمدير الفنى أيضا للمهرجان رجل، ولكن مهرجان القاهرة يقدم فقط الأفلام التى تصنعها نساء ونظرتهن للعالم بغض النظر عن موضوع الفيلم، والقائمون على مهرجان القاهرة جميعهم نساء. وفى النهاية نحن كمهرجان عمره عشر سنوات لسنا مسئولين عن وجود مهرجان ثانٍ عن المرأة! ما الصعوبات التى واجهت هذه الدورة؟ وماذا عن دعم وزارة الثقافة؟ - معظم المهرجانات تواجه مشكلات، حتى التى تدعمها وزارة الثقافة، نحن نواجه مشكلات خاصة أن مهرجان القاهرة لسينما المرأة غير حكومى، حيث ننفذ كل مراحله بشكل مستقل، ومن ثم تواجهنا كل الإجراءات الروتينية، ولكن ننسى كل هذه الصعوبات مع رد على الجمهور الرائع وإقباله على المهرجان، ولا نلقى دعما من وزارة الثقافة ماديا وكل ما نحصل عليه هو عرض الأفلام فى قاعة مركز الإبداع بدار الأوبرا، وميزانية المهرجان محدودة، وتأتى عن طريق دعم السفارات والمراكز الثقافية التى تشارك بالأفلام فى المهرجان. ولكن نستطيع أن نستغل الميزانية المحدودة بما يخدم فكرة المهرجان والجمهور، فهدفنا هو تقديم الأفلام وليس تنظيم المهرجان فى فنادق فخمة أو إقامة حفلات فاخرة، والمخرجات يأتين على طيران اقتصادى وليس بيزنس كلاس، وهذه أصبحت سمعة المهرجان من يأتى له يدرك أنه سوف يشاهد فقط «سينما كويسة». ما أسباب ضعف المشاركة المصرية فى المهرجان، دائما ما تتكرر الأزمة فى المهرجانات لا يوجد تمثيل مصرى متنوع وكبير؟ - لأن هناك حصاراً للإنتاج السينمائى فى مصر بشكل عام سواء للرجال أو النساء، حيث حدثت ردة عنيفة فى الإنتاج السينمائى، فالمركز القومى للسينما كان يشارك فى إنتاج أفلام تسجيلية وقصيرة ولكن توقف كل هذا تماما الآن، طول الوقت هناك مخرجات وكاتبات سيناريو محترفات ومبدعات، ولكن هناك صعوبة أن تخرج أفلامهن للنور، فالإنتاج السينمائى محدود للغاية، فكل عام تأتى للمهرجان أفلام كثيرة من لبنان لمخرجات شابات على مستوى الكمية والنوعية ممتازة، ولكن فى مصر نبحث عن فيلمين فقط للمشاركة فى المهرجان وهذا شيء محزن جدا. فدعم السينما التسجيلية فى مصر صفر، ودعم الأفلام الروائية الطويلة محدود لعدد قليل من الأفلام، فضلا عن الصعوبة فى إنتاج الأفلام المستقلة، ولكن هناك محاولات من شباب المخرجين مستمرة لإنجاز تجاربهم السينمائية. ما تقييمك لإعلان الدولة عام 2017 للمرأة المصرية؟ - حتى لا يتحول الإعلان لمجرد شعارات فقط، تحتاج المرأة المصرية إجراءات وبرامج حماية لها على أرض الواقع، من تحسين أجور النساء، وتوفير الحماية التعاقدية لهن فى سوق عمل مفتوحة تواجه فى النساء والرجل والفصل يوميا دون أى ضمانة لحقوقهم، أيضا النساء يحتجن لمظلة قانونية تحميهن فى قضايا الأحوال الشخصية فيما يتعلق بالزواج والطلاق والحضانة وتكون منصفة لحقوقها.