هى داليا التى لفتت انتباه المشاهدين على مدار حلقات ست كوم «تامر وشوقية»، صاحبة الوجه المبهج وهى أيضًا أرواح فى «إتش دبور» وهى ذاتها «إنجى وجدان» الفنانة الشابة وهى أيضًا ليست المتمكنة فقط من أدواتها الكوميدية، بل أيضًا فى مختلف الأدوار لتثبت أنها فنانة صاحبة مواهب متعددة. هكذا يقول دورها فى فيلم «آخر ديك فى مصر» تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة. «آخر ديك فى مصر» الفيلم الذى أثار ضجة منذ عرضه، وروج له صناعه بأنه يناصر حقوق المرأة، لكن المفاجأة أن من يشاهد الفيلم يرى عكس ذلك من إهانة وتشويه ل90 % من الفيلم وتقديم الصورة الصحيحة فى 10 % فقط. عن الفيلم وحقوق المرأة تتحدث «إنجى» معنا وأيضا عن مشروعاتها القادمة. ما الذى جذبك فى فيلم «آخر ديك فى مصر» ومن وراء ترشيحك؟ - الترشيح كان من قبل المخرج عمرو عرفة، وذهبت لمقابلته مع المؤلف أيمن بهجت قمر، واستعرضا حكاية الفيلم وأبطاله محمد رمضان والفنانة هالة صدقى، فتحمست لفكرة الفيلم وبدأنا التصوير. الجمهور تعود على أدوارك الكوميدية فى اتجاه دورك فى «تامر وشوقية» ولكن فى الفيلم اكتشف شخصية أخرى؟ - الشخصية لم تكن كوميدية، وإن كان لها «إفيه» كانت تردده الذى كان يجمعها مع زوجها وجملة «جمعة وسبت»، والشخصية تدور حول فتاة مهتمة بقضايا المرأة، وعندما قرأت الشخصية، قررت عدم إضافة خط كوميدى فج لها حتى لا تحدث تأثيرًا عكسيًا، ويصبح الأمر وكأننى أسخر من المدافعات عن حقوق المرأة لذا تم تقديمها بطريقة جادة، وأن تخرج الكوميديا من المواقف المحيطة بها، والمفارقة أن الفيلم كوميدى وأجسد فيه شخصية ملتزمة وجادة. ألم تتخوفى من المشاركة فى فيلم بطولة «محمد رمضان» خاصة أن له فئة معينة من الجمهور، وكيف كان التعاون بينكما؟ - «آخر ديك فى مصر» مختلف تماما عما قدمه من أفلام عنف وبلطجة فى الفترات الماضية، وحتى لو كان الفيلم يتضمن هذا كنت شاركت فيه طالما يناقش قضية ويستهدف توعية المشاهد بخطورة العنف والمخدرات، وبكل تأكيد محمد رمضان نجم لا نقاش فى ذلك، فهو الممثل رقم واحد فى مصر، ونجح فى الوصول لشرائح واسعة وجدت فيه خير من يمثلها، فهو فنان يتميز بقدرته على تغيير جلده فى التمثيل بشكل مستمر وتقديم الجديد، ومن ثم يحتاج أن يقف الجميع بجانبه، وهذا دور الممثلين أن يقفوا بجانب بعضهم، وتقديم المختلف دائما. ولكن أفلامه مع السبكى شهدت هجوما كبيرا واتهامات نقدية بأنها أفسدت الذوق العام المصرى ورفعت من معدلات العنف؟ - هى حرب موجودة منذ فترات طويلة ضد السبكى سواء كان محمد رمضان معه أو أحمد السقا، وأرى أنه هجوم لمجرد الهجوم، وأن أفلام السبكى لم تفسد الذوق أصلا، ف«الذوق العام لوحده بايظ»، وأفلام رمضان مع السبكى نقلت الواقع الملىء بالعنف والبلطجة والذى لا يمكن لأحد أن ينكره، بدليل مقتل شاب كافيه النزهة على أيدى البلطجة، والسينما ليست مسئولة عن نشر العنف، بل هى تحاول تقديم رسائل ترفض ذلك، وأعتقد أن محمد رمضان أصبحت لديه اختيارات الآن عكس ما مضى وأن يقدم أفلامًا ينتقدها البعض، وهذا طبيعى أن يرفض بعض المشاهدين السينما الواقعية. صناع العمل قاموا بالترويج للفيلم على أنه مناصر لقضايا المرأة، ولكن بعد عرضه رأى من شاهده إهانة وتحقيرًا للمرأة أكثر من نصفه، بالإضافة إلى نصف ساعة أخرى تحاول أن تصوب كل ذلك؟ ما رأيك؟ - أتفق إلى حد ما مع ما يتردد، لكن هذا يعود لاختلاف مدارس الكتابة للسيناريو والرسالة المستهدفة، مدرسة تقدم السلبيات منذ البداية ثم تتنهى بتوضيح الصورة الصحيحة، ومدرسة أخرى تبدأ بالجيد ثم تنتقل إلى السلبى، وفى رأيى أن الفيلم كان يحتاج التركيز منذ البداية على المعلومات الصحيحة، وكانت هناك كثير من الخطوط تحتاج إلى العمل عليها بشكل أكبر، ولكن نظرا لضيق الوقت لم يحدث ذلك. هل توقعت ردود الفعل من الجماهير على الفيلم؟ - ردود فعل صادقة، لأن الجميع يعلم أن الست المصرية قصة نجاح متنقلة، وأنها دينامو الأسرة تتحمل مسئوليات كثيرة ما بين تربية الأطفال ورعاية الأسرة والنجاح فى وظيفتها، وهناك آلاف من النساء تتحمل مسئولية البيت والإنفاق عليه وأزواجهن يجلسون على المقاعى مجرد «عالة»، فضلا عن النساء اللاتى يضحين بمركز وظيفى مرتفع من أجل أبنائهن، لذا انفعل الجماهير بالفيلم رجالا ونساء، وكان يخرج المشاهدون من القاعات يتناقشون فى القضايا التى طرحها العمل لمصداقيته. بمناسبة أن الفيلم يناقش حقوق المرأة، إنجى وجدان كفتاة مصرية، ما هى المشكلات التى تواجهك فى المجتمع؟ - بكل تأكيد التحرش الجنسى الجسدى واللفظى، أتعرض للتحرش مثل أى فتاة، وأسمع يوميا ألفاظًا غير لائقة سواء فى الشارع أو فى سيارتى، أما موضوع المساواة بين الرجل والمرأة، فغير مقتنعة بها، بمعنى أننى أرى أن الست أقوى من الرجل ولها قيمة أعلى من الرجل، والدليل الحديث النبوى المخصص لها «الجنة تحت أقدام الأمهات»، وهى دلالة تكريم وإجلال لدورها العظيم من الحمل والإنجاب والتربية، وتحملها مسئوليات مضاعفة عن الرجال، خاصة الست المصرية أقوى من الرجل، فهناك آلاف من السيدات يعملن وينفقن على أسرهن فى الوقت الذى يجلس فيه أزواجهن على المقاهى، ولكن أزمة مجتمعنا وعاداته وتقاليده الخاطئة تقلل من كل هذه الأدوار التى تلعبها الأنثى، وتتعامل معها كمخلوق أقل وأضعف من الرجل. وفى رأيك كيف تتغير هذه الصورة النمطية الذكورية؟ - فى رأيى أن هناك سيدات يحملن أفكارًا ذكورية ورجعية، فهناك بعض النساء أخطر على المرأة من الرجل، لذا تغيير الصورة النمطية يبدأ من التربية والأسرة، وأن تربى الأم ابنتها على الاستقلالية ورفضها للعنف سواء من الأخ أو الزوج، فالتنشئة هى البذرة الأولى التى تحمى المجتمع وتجعله يحترم المرأة. بخلاف دورك فى «آخر ديك فى مصر» ما هى الأدوار الأخرى التى ترغبين فى تمثيلها؟ - أشعر بأننى أنجح لو قدمت أدوار الشر، لأن الكوميديان فى النهاية ممثل قادر على تمثيل كل الأدوار، قماشة واسعة، وأرغب فى الخروج إلى مناطق تمثيلية جديدة تستفز موهبتى الفنية، وتتحدى قدراتى التمثيلية، فالفنان من السهل أن يبكى المشاهد ومن الصعب أن يجعله يبتسم، وللأسف يقال على بعض النجوم أنهم كوميديانات ولكن تكتشفين عند العمل معهم اعتمادهم على ثلاث أو أربع جمل مكررة، وهناك فنانون آخرون عباقرة تمثيل بجانب أنهم يقدمون الكوميديا بشكل مختلف مثل بيومى فؤاد. وماذا عن فنانات الزمن الجميل؟ - سعاد حسنى طبعًا، وأيضًا لبنى عبد العزيز التى هى عشقى الأول وكانت تدهشنى بأفلامها التى تناقش قضايا المرأة مثل «أنا حرة»، و«آه من حواء»، وفاتن حمامة. تحدثت عن إعجابك بالسينما الواقعية، هل تقبلين تقديم أداور إغراء أو مشاهد جريئة بأحد الأفلام؟ - أنا أرفض تقديم مشاهد الإغراء أو العرى، لأن تربيتى وحياتى وعيلتى تمنعنى من القيام بمثل هذه الأدوار، فأنا لا أحب هذه الأدوار ولا أريد أن أقدمها، ولكن لو هناك دور فى نفس الفيلم لممثلة تقوم بالإغراء، ليس لدى مانع من ذلك، فهى حرة، أنا لا أستطيع تقديم دور إغراء ولكن ممثلة زميلة جبارة كمنة شلبى تكون ناجحة فى تقديمه وأحترمها جدا ولا أقلل من دورها. مشروعاتك الفنية القادمة؟ - أقوم بتصوير مسلسل «السبع صنايع» بطولتى مع شريف رمزى وياسر الطوبجى ومى سليم، إدوارد، وإنعام سالوسة، وإخراج مشترك لمارى بدير وتغريد العصفورى، ومن المقرر عرضه قبل شهر رمضان، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى من خلال حلقات منفصلة متصلة، عن مشكلات الصنايعية مع أصحاب الشقق ويظهر 15 ضيف شرف من نجوم الصف الأول ضمن الأحداث وأبرز المرشحين، منى زكى، وكندة علوش، ونيللى كريم، وأحمد السقا، ودنيا سمير غانم، وأحمد حلمى ومنى زكى ونيللى كريم، وفيفى عبده، ومنة شلبى، وهند صبرى وياسمين عبد العزيز.