يبدو أن الصراع والحقد القطرى لمصر ليس سياسيا فقط، بل هو فى جميع المجالات، وهو ما ظهر واضحا بعد أن قررت قنوات «بى إن سبورت» القطرية التابعة للجزيرة جعل بطولة الأمم الأفريقية فى باقة جديدة وبيعها للمصريين فقط دون غيرهم من المشتركين على مستوى الوطن العربى. والخطوة الثانية وهى نقل باقة القنوات من القمر المصرى نايل سات إلى القمر القطرى سهيل، وكانت حجة ناصر الخليفى صاحب القنوات القطرية أن المسئولين عن القمر المصرى رفضوا بث مجموعة القنوات الترفيهية الجديدة لقنوات «بى إن» لتضاربها مع القنوات الأخرى. ولكن البعض يؤكد أن هذه الخطوة تأتى تقليلا لنسب المشاهدة على النايل سات ومحاولة جذب نسبة مشاهدة على «سهيل سات» القطرى. وعلى هذا أصبح المواطن المصرى يتحمل عبء هذه الخطوة لوجود القمرين على مدارين مختلفين، وبالتالى هناك معاناة فى استقبال إشارة البث لقنوات «بى إن سبورت». وهو ما يتطلب إما المشاهدة على النايل سات أو التحويل إلى «سهيل سات» مع شراء مستلزمات جديدة من أجل المشاهدة لقمرين، رغم أن جهاز الاستقبال المخصص للباقة لن يستقبل قنوات «النايل سات» الآن لأنه غير مجهز لذلك. وتأتى هذه الخطوة من «بى إن سبورت» لمعاقبة رجل الأعمال المصرى أبوهشيمة مالك شركة بريزنتيشن وصاحب قنوات «بى إن» المصرية الذى أطلق قناة رياضية ويسعى للحصول على حقوق بث بعض المباريات وهو ما حدث فى مباراة مصر وغانا والتى كبدت «بى إن سبورت» خسائر كبيرة.وقد يرى المتابعون للصراع بين قنوات بى إن سبورت وأحمد أبوهشيمة صاحب بريزنتيشن أنه صراع رياضى مغلف بطابع سياسى وليس الغرض هو كسب المال فقط بقدر ما هو صراع بين الشركتين، مصرية مدعومة من الحكومة المصرية وشركة قطرية ملك العائلة الحاكمة فى دولة قطر وتعمل بريزنتيشن على تجريد بى إن سبورت من أهم وسيلة للانتشار وذكر اسم قطر على مستوى العالم هو البطولات العالمية وجذب المشاهدين. وقد أعلنت بريزنتيشن فى سبتمبر الماضى عزمها الحصول على حق بث البطولات الأفريقية من الاتحاد الأفريقى «الكاف» الذى تسيطر عليه الشركة الفرنسية «لوجارديير» والتى سبق أن باعت بدورها حقوق البث فى الشرق الأوسط لشبكة «بى إن سبورت» القطرية ما جعلها المتحكم الفعلى فى مشاهدة تلك البطولات، ورغم أن بريزنتيشن قد قدمت عرضاً قيمته مليار دولار للفوز بحقوق البطولات فقط رفضت الشركة الفرنسية العرض وفازت به «بى إن سبورت»! وقد هددت بريزنتيشن «الكاف» باللجوء إلى التحكيم الدولى بسبب إصرار مسئوليه منح الشركة الفرنسية حقوق البث رغم أن العرض المصرى أفضل من العرض الفرنسى القطرى ب 200 مليون دولار. ومازالت هناك مفاوضات بين الكاف والمسئولين فى الشركتين الفرنسية والمصرية للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف. وهو ما قد حدث من الكاف فى منح حقوق بث مباراة مصر وغانا إلى بريزنتيشن. وبعد هذه المحاولات من أبوهشيمة أو بريزنتيشن مع الشركة الفرنسية ومعرفة بى إن سبورت القطرية من وجود تحالف بين بريزنتيشن ومجموعة قنوات أبوظبى الرياضية من أجل السيطرة على حقوق البث الخاصة بالبطولات الأفريقية ومن بعدها الدوريات الأوروبية (الإنجليزى، الإسبانى) الأشهر على مستوى العالم وإخراج القنوات القطرية من الصورة والسيطرة الإعلامية لها، وهو ما جعل «بى إن سبورت» تتخذ قرار إنشاء باقة خاصة بالبطولات الأفريقية أسوة بما حدث فى بطولة اليورو الماضية، وهذه القناة سوف تكون باشتراك خاص يبدأ من 300 إلى 500 جنيه فى هذه الفترة التى تبدأ من 17 يناير إلى 14 فبراير، أى لمدة شهر فقط. وهو ما لم يحدث فى ال 3 بطولات الأخيرة، لأن مصر لم تكن تتأهل لهذه البطولات، لكن مع عودة مصر للبطولة تم إطلاق هذه الباقة باشتراك جديد وهم يعلمون أن السوق والجماهير المصرية لن تتنازل عن المشاهدة حتى لو كان الاشتراك ضعف ما يطلب منهم وهو من المرجح أن يكون الاشتراك فى هذا الشهر من 300 إلى 500 جنيه لهذه القنوات الناقلة للبطولة، وأن العائد المالى من الشعبية الجارفة ولجماهير الكرة المصرية فى الوطن العربى سيكون كبيراً. والأخير ما حدث من النجم حازم إمام حيث تم الاستغناء عن خدمات حازم إمام عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرية وواحد من أشهر المحللين فى «بى إن سبورت». ورغم أن حازم حاول بكل دبلوماسية أن يتحدث بشكل راقٍ عن أن ما حدث من القناة وإدارتها هو اختلاف فى أن حازم يقدم «استوديو تحليلى» فى مصر وهو ما يتعارض مع عمله فى القناة، لكن هذا الكلام غير منطقى، حيث إن حازم يعمل فى برامج التحليل من مدة بعيدة وليس هذا الموسم فقط ولم يكن هناك مشكلة مع «بى إن سبورت». ولكن الجديد هنا هو أن حازم قام بتحليل لمباراة «مصر وغانا» الأخيرة وهى ما فازت بها «بى إن» أبوهشيمة من «بى إن سبورت» الخليفى، أى هو لعب مع فريق الخصوم للقناة القطرية. وهو ما أغضب بشدة ناصر الخليفى وإدارة القناة فكان القرار القطرى لحازم إمام إما العمل مع «بى إن سبورت» فقط أو العمل مع «بى إن» وهو ما حدث وتم الاختيار من قبل حازم للعمل فى مصر فى «بى إن» مع رجل الأعمال أبوهشيمة ولذلك تم فسخ عقده مع «بى إن سبورت» القطرية.