«دنيا لعزيز وعزيز لدنيا» هكذا ظهرت فى مسلسل ونوس بشخصية دنيا التى يراها البعض ظالمة والبعض الآخر مظلومة، لا تحب التصنيف وضد ما يطلق عليه البعض مصطلح السينما النظيفة، هى نهى عابدين التى كانت تحلم منذ الصغر أن تكون لاعبة تنس ثم دكتورة وذلك لأنها كانت تحب ملابسهم، ترى نفسها شخصية شقية وعنيدة فى قراراتها، لا تخشى شيئا لذلك تحدثت بكل جرأة فى حوارها معانا. هل تعتبرين مسلسل ونوس بوابة التعارف بينك وبين الجمهور؟ المسلسل هو وش السعد وانطلاقة قوية لكل العاملين به، فقد تم تقديم جميع الممثلين بشكل مختلف، فالفنانة هالة صدقى ممثلة كبيرة وقديرة، ولكن لأول مرة نراها باللون المختلف الذى ظهرت به فى مسلسل ونوس وكذلك حنان مطاوع ظهرت بشكل مختلف تماماً وأنا أيضاً، كان المسلسل إضافة كبيرة لي. هل كنت تخشين أن يكره الجمهور المسلسل لأن محرك الأحداث هو الشيطان؟ لا، لأن الشيطان موجود فى الحياة حتى لو كان المسلسل مقتبسا من قصة قديمة والصراع بين الإنسان والشيطان مستمر إلى أبد الآبدين. فى الحقيقة هل تخشين ونوس الإنسان أو ونوس الجن؟ ونوس الإنسان طبعاً، لأن الشيطان عندما يوسوس فيكون لدى الإنسان خياران بأن يمتنع أو ينفذ رغبات الشيطان التى تحدث بسببها كوارث كبيرة مثل الحروب والسرقات، ولكن شيطان الإنس ليس لديك خيار أو مفر للهرب منه. شخصية دنيا التى جسدتها فى المسلسل ظالمة أم مظلومة؟ هى إنسانة ظالمة ومظلومة، فهى تتعرض لضغط بسبب ظروف المعيشة التى تعيشها ويسبب لها هذا الضغط انفجارا وتغييرا كاملا فى شخصيتها، فهى مثل أى إنسان جاء إلى الدنيا بفطرته ولكن نتيجة الحياة المحيطة به والتربية وضغوط الحياة بتخلق منه إنسانا صالحا أو إنسانا سيئا. هل الحب متغير فى القلب أو ثابت؟ الحب لا يتغير ولكنه يأخذ أشكالا مختلفة فحب مرحلة المراهقة غير حب فترة النضوج غير الحب الذى يسبق الزواج، لأنه بعد الزواج الحب «بيهدى شوية» والسبب أنهم أصبحوا «متاحين لبعض» فينتج عنه استقرار فى العواطف ثم ينقلب الأمر إلى «عشرة» وتختفى اللهفة التى كانت تسبق الزواج. لماذا ظهرت بدون «مكياج» فى المسلسل؟ المخرج شادى الفخرانى هو من طلب منى ذلك، وهذا أفاد الدور وأعطى مصداقية كبيرة للشخصية، لأن «دنيا» متواجدة طوال الوقت فى البيت وليس لها احتكاك بالشارع ولا علاقات اجتماعية ولا تذهب إلى الجامعة، فهى تجلس فى البيت من أجل «الطبيخ والتنظيف» فمن الطبيعى أن تظهر بدون «مكياج» لأنه من الصعب فى العالم العربى أن تجلس فتاة فى المنزل بميك أب كامل ورموش صناعية. ولكن نشاهد الكثير من الممثلات فى الأعمال الدرامية تستيقظ من النوم بميك أب كامل؟ هذا صحيح ولكنى أحب مدرسة الطبيعية فى أدوارى وكنت سعيدة بعدم ظهورى بميك أب فى المسلسل وهناك ممثلات يرفضن الظهور بدون ميك أب ولا يقبلنى هذا الطلب من المخرج، ولكن الممثل كلما تقرب من الشخصية بالشكل والأداء واللبس والمكياج وفى أدق التفاصيل حتى لو كان «شبشب البيت» فهو يعطى مصداقية كبيرة للدور. هل من حق المخرج أن يطلب من الممثل الظهور بدون مكياج أو لا؟ طبعاً، لأنه مايسترو العمل فهو يرى أشياء كثيرة لا يراها الممثل، فأنا لم أشارك فى كل مشاهد المسلسل ولكن المخرج هو من يشاهد ويصمم المشاهد ويرى تطور الأحداث. هل أنت ضد التصنيف فى الدراما والسينما؟ نعم، لا يوجد شيء اسمه تصنيف فى الأعمال الفنية وضد ما يسمى بالسينما النظيفة، وضد تصنيف الممثل بأنه ممثل كوميدى ودراما وإغراء، فالممثل هو ممثل يجب أن يقدم كل الأدوار، وإذا اتجه إلى لون محدد فهذا له حسابات أخرى بسبب الإنتاج، فهو من يجبر الممثل على الظهور فى لون محدد أكثر من مرة لأنه يحقق إيرادات ونسب مشاهدة عالية. هل نحن نستهلك النجاح لآخر نفس؟ نعم، وهذا بسبب الإنتاج، فالفيلم الكوميدى للممثل إذا حقق إيرادات يتلقى العشرات من العروض من المخرجين والمنتجين لتقديم فيلم كوميدى آخر، بالإضافة إلى أن الممثل ليس لديه رغبة فى المغامرة والتغيير والمخرج والمنتج أصبحا لا يريدان تقديم أشكال مختلفة من الأعمال. لماذا ظهر لدينا مصطلح السينما النظيفة؟ الفكر الوهابى الذى اخترقنا واخترق أماكن كثيرة فى العالم هو السبب فى هذا النوع من المصطلحات، فالشارع المصرى حالياً مختلف عن الشارع فى الستينيات وكذلك السينما تغيرت لأن السينما محاكاة للمجتمع وتغيرت مع تغير فكر المجتمع، فأدخل فى السينما تحفظات ومحرمات لأدوار معينة. وهل للممثل دور فى ذلك؟ نعم، فالممثل يرفض بعض الأدوار ليس رغبة فى عدم تمثليها ولكن خوفاً على شعبيته وجمهوره، فأنا قبل دخولى مجال التمثيل كنت أسمع مصطلحات عجيبة مثل «الممثلة دى محترمة أنا بحبها»، «الممثلة دى مش بحبها لأنها بتعمل أدوار جريئة»، فأصبح الممثل يخشى تقديم هذا النوع من الأدوار ليس لأنه ضد مبدئه ولكنه يخشى على نجوميته والشخصية التى رسمها له الجمهور، فهناك نجمات دخلن مجال التمثيل بأدوار إغراء ولكنهن اعتدلن الآن وامتنعن عنها حتى لا يقعن فى تصنيف وقالب محدد عند الجمهور فيخسرن شعبية كبيرة لهن. ما هى نظرة المجمتع لممثلات الإغراء؟ لدينا ثقافة منتشرة فى المجتمع أن الممثلة التى «تقلع» وترتدى المايوه على الشاشة هى «قليلة الأدب». فأصبح لدينا خلط بين الحقيقة والتمثيل. عندما تصبحين بطلة مسلسلات وأفلام هل من الممكن أن تقعى فى نفس خطأ من سبقوك؟ ما زلت فى بدايتى ولدى شغف لتقديم كل الأعمال وعدم تصنيفى فى أى شيء ولكن أنا شخصية عنيدة وباخسر بسبب عندي، فمن الممكن أن أرفض تكرار نفسى حتى لا أصبح ممثلة تجارية فأخسر تواجدى واستمرارى ومكاسب مادية كانت ستأتى من وراء العمل، ومن الممكن أن يأتى لى دور جريء مع مخرج أحب العمل معه أو الدور بالنسبه لى جيد فأقدمه للجمهور ويكون الجمهور رسم لى شخصية «الفنانة المحتشمة» فأخسر جزءا من جمهورى بسبب الدور، فأنا لن أغير مبدئى حتى لو خسرت. لماذا بدأ ظهور اسمك بعد مسلسل الكابوس وليس مسلسل فرق توقيت مع تامر حسنى أو سيدنا السيد مع جمال سليمان؟ لأنه حظ، فهناك أعمال جيدة جداً وبها مجهود كبير ولا تنجح فى العرض، فالجمهور المصرى لا تضمنه ولا تتوقعه، فقد شاهدنا مسلسلات لنجوم سوبر ستار فشلت ومسلسلات ضعيفة الإنتاج وأغلب العاملين بها وجوه جديدة ونجد أنها تكسر الدنيا. كثير من الممثلين الشباب نجحوا فى أول أدوارهم ولكنهم فشلوا بعد ذلك فى الحفاظ على نجاحهم، هل تخافين من نفس السيناريو؟ نحن شعب عاطفى والكثير من الممثلين يقعون فى هذا الخطأ ولكن من الذكاء أن يكون الممثل «متلون» من البداية لكى لا يعطيه الجمهور انطباعا، وأن يعطى مساحة للجمهور بأن يتقبله فى كل الأدوار حتى لا يمل منه فى التكرار ولا يكرهه فى التغيير. ما الجديد الذى ستقدمينه قريباً؟ أعمل على تصوير فيلم سينمائى وهو هدية ربنا لى بعد مسلسل ونوس.