كانت إحدى المفاجآت التى حملتها دراما رمضان هذا العام بعد الأداء المتمكن الذى قدمته فى مسلسل «ونوس» أمام النجم يحيى الفخرانى. «هالة صدقى» بمهارة شديدة عزفت لحنا متميزا ومختلفا عما قدمته من قبل، وهو الدور الذى جعلها واحدة من أهم الفنانات اللاتى جسدن دور الأم بما تحمله من معاناة وآلام وصراعات داخلية عنيفة. «انشراح» أو هالة صدقى كشفت عن أداء رفيع، وفى حوارنا معها تكشف عن تفاصيل ومحطات قادمة، وتتحدث عن الأداء الناضج وشعار القادم أفضل الذى تحمله الآن. حصلت على جائزة أحسن ممثلة عن دراما رمضان هذا العام فى مهرجان الرواد فى لبنان عن دورك فى مسلسل (ونوس)، ما شعورك؟ - سعيدة جداً وفخورة بهذا النجاح وباختيارى الذى جاء فى الوقت المناسب، حيث كنت أرغب فى تقديم دور جديد، هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها تقديم الصراع بين الإنسان والشيطان بهذا الشكل، والمعالجة الجديدة، فالقضية من أيام قابيل وهابيل، فهى أقدم قضية فى الوجود، وكتبت بشكل ذكى جدا، حيث كان لكل شخصية فى المسلسل معنى فى الحقيقة لا يفهمها سوى المثقفين الذين سيدركون معنى الرموز التى ترمى إليها الأسماء. هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح والتأثير؟ -لم أكن أتوقع هذا النجاح وكنت خائفة لأن معظم الفنانين عودوا الجمهور على مظهر معين، وهو أن تكون جميلة فى مظهرها ولبسها وماكياجها، وأنا اعتدت أن تكون الشخصية التى أقدمها غير متأنقة فى حلقة أو اثنتين لذلك كان صعبًا عليّ أن أقدم شخصية غير أنيقة فى مظهرها طوال 30 حلقة كاملة وكان همى الأول قبل التصوير هل الناس ستتقبلنى وتتحملنى طوال الثلاثين حلقة؟ هذا السؤال سبب لى أرقًا شديدًا جدًا منذ قرأت الشخصية ووافقت عليها، وثانى سؤال كنت قلقة منه هل سيتقبلنى الناس وأنا أم لأولاد كبار بالإضافة لمليون سؤال آخر لم أملك إجابتها لأن الإجابة كانت لدى الجمهور، ولكن كان هدفى أننى لابد أن أقدم دوراً مختلفاً عن كل ما قدمته قبل ذلك وكنت حريصة على أن أغير جلدى فى الدراما وأختلف أيضا عما قدمته فى مسلسل «حارة اليهود» العام الماضى وهو دور أيضاً علق مع الناس وأثار العديد من التعاطف وإعجاب الجمهور بالشخصية. كيف جهزت نفسك لشخصية (انشراح)؟ - درستها جيدا،ً ولكن دور الأم لم يكن صعباً على لأننى أم فى النهاية وأشعر بكل ما تشعر به أى أم، أما بالنسبة لمظهر الشخصية فأنا لديّ فريق عمل مكون من الإستايلست والأرتيست، اجتمعت بهم قبل بداية التصوير أثناء التجهيزات للعمل وطلبت منهم أن يكون شكلى مختلفًا عن كل شخصية قمت بتأديتها قبل ذلك، وكنت حريصة معهم على عدم تكرار أى قطعة أو هيئة قدمتها من قبل حتى لا يمل الجمهور أو يشعر بالتكرار. هل كان لك تدخلات قوية على تفاصيل الشخصية ومظهرها؟ - تدخلاتى كانت فى حدود المعقول، بل بالعكس أنا كنت مطيعة جدا، ولكن لا أنكر أنه كان لى بعض التدخلات أو أسميها توصيات لفريق العمل الذى أجتمع به مع بداية أى عمل أكون مقدمة عليه وهم أكثر ناس مدركين لما قدمته وما لم أقدمه، حيث قمت بشرح الشخصية لهم وقدمت مقترحاتى لشكلها، حتى أستطيع أن أظهر الشخصية كما شعرت بها، وذلك بحكم أننى أكثر واحدة أستطيع الشعور بالشخصية لأننى أنا من أجسدها بكل جوارحها، لذلك أكيد لابد أن يكون لى لمساتى على شكلها وماكياجها وتسريحة شعرها، بالإضافة إلى المخرج الذى أيضاً كان له توصياته لتتناسب الشخصية مع العمل. ما أكثر المشاهد التى أثرت فيك؟ - أكثر مشهد هزنى هو حينما عاد لى عزيز (محمد شاهين) هو ونهى (دنيا)، بعد رحلة البحث عن الكنز ليخبرنى أنه سيتزوج نهى، وطبعا أى أم تتمنى تعيش اللحظة التى ترى فيها زواج أبنائها وسعادتهم، لذلك كان المشهد صعبًا وأثر فيّ جدا، وإحساس الأمومة إحساس لا يضاهيه أى شعور فى الدنيا. تحدثت عن وجود مشاهد صعبة أديتيها فى (ونوس) إلى أى مدى أجهدتك انشراح؟ - %90 من مشاهدى كانت صعبة واحتاجت لمجهود بسبب الانفعالات والضغط العصبى الذى كانت موضوعة فيه انشراح معظم الوقت وهو ما كان يتطلب منى ضبطًا فى الأداء، بسبب ولادها ومشاكلهم، بالإضافة إلى خذلان ونوس لها فى النهاية.. أيضاً كان من المشاهد الصعبة والمركبة جداً، لأنها أم عاشت حياتها كلها بطريقة محافظة ورفضت أن تتزوج بعد هجر زوجها لها وعاشت عمرها كله تربى ولادها وفى الآخر يضحك عليها واحد بكل سهولة.. كان مشهدًا صعبًا جداً خاصة أنه كان مطلوبًا منى أن أعبر عن كل ما تشعر به انشراح فى تلك اللحظة. ومن ناحية أخرى مواعيد التصوير التى كانت تبدأ من الساعة 6 صباحاً وتستمر 14 ساعة فى اليوم والتى تسببت لى فى توتر قوى. تعتزين بدورك فى ونوس وتعتبرينه من أهم أدوارك، لماذا؟ - هو ليس الدور الوحيد الذى أعتز به ولكن انشراح معزتها تكمن فى أنها أم مصرية ربت أبناءها بعرقها وكافحت من أجل أن تخرجهم للمجتمع أحسن الناس، فهى شخصية تمثل كل الأمهات فى مصر، وكان طبيعيًا أنها تمس الناس جداً وتأثر فيهم لأنها واقعية وموجودة فى كل بيت، ولم تجسد بكثرة فى الدراما المصرية، وانشراح جسدت مشاعر المرأة المصرية التى لا يتحدث عنها أحد أو يشعر بها، فهى الأم التى ضحت بعمرها كله من أجل عيون أولادها وتنسى احتياجاتها ومتطلباتها ورغباتها وتنسى مشاعرها وتدفن أنوثتها فى مقابل تربية أبنائها فقط. كيف كان للفنان (يحيى الفخرانى) دور فى دعم انشراح؟ - عملت مع الفنان (يحيى الفخرانى) فى أكثر من أربعة أعمال، وهو صديق قبل أن يكون مايسترو تمثيل، ورغم أنه لم تجمعنى به فى المسلسل سوى مشاهد قليلة إلا أن الوقوف أمامه يحتاج إلى احترافية شديدة، وأنا من الفنانين اللى بيحبوا يمثلوا مع يحيى الفخرانى لأنه ممثل يعطى كل شيء لمن أمامه وبيخلى الفنان بيمثل بثقة وهو سايب نفسه، كما عملت مع فريق عمل محترف وفاهم فى مباراة تمثيلية رائعة وجو فنى محترم، فخرج (ونوس) بهذا الشكل مع نجم كبير معتاد على النجاح. بعض المشاهدين انتقدوا المسلسل واعتبروه يدفع الناس للانحراف للأعمال والفساد لحل مشاكلهم، ما تعليقك؟ - لا أراه كذلك، ونوس هو من أكثر المسلسلات الرمضانية التى تخاطب الضمير والأذن، ويقول للناس إن البشر أحياناً بيتحولوا لشياطين بسبب حقدهم وكرههم للخير للغير واستغلالهم لبعض بدون أى ضمير أو مراعاة لأى مشاعر أو قواعد أو رحمة، وهو يوقظ الضمير ويقول للإنسان إن حولك مائة «ونوس» لتأخذ بالك وكل من لا يملك ضميراً هو «ونوس» فهو يتعامل مع الفساد على أنه حق مشروع، لذلك نحن نعانى من الفساد الذى ينخر فى جسد بلدنا لأن الناس مابقاش فى قلوبها رحمة ولا ذمة ولا ضمير. هل صحيح أنك تنازلت عن تقديم الإعلانات هذا العام بسبب ونوس؟ - بالفعل، لأن الناس لن تصدقنى لأن أجور الإعلانات عالية جداً كيف سأظهر لهم فى إعلان حصلت فيه على الشيء الفلانى ثم أظهر لهم فى شخصية امرأة فقيرة، كان سيكون هناك فجوة بينى وبين المشاهد ولن يتعاطف المشاهد مع الشخصية التى قدمتها. هالة صدقى معروفة بعشقها للسينما، لماذا أنت غائبة عنها؟ - لست غائبة ولكن لا يقدم لى عمل ذو قيمة حتى الآن، وأثناء تصويرى (ونوس) عرض على فيلمان رفضتهما. لماذا ؟ - أحدهما لم تتوافق مواعيد التصوير مع مواعيد تصوير ونوس، والآخر لم يكن ذا قيمة. وماذا بعد ونوس؟ - حالياً أنا فى فترة راحة أنتظر ورقًا جادًا لا يقل فى قيمته عما قدمته من قبل، وأعترف أن ونوس قيدنى وسوف يضع على كتفى مسئولية كبيرة فى اختيار أدوارى الفترة القادمة التى يجب ألا تقل قيمة عن دور انشراح، أو عمل ك(ونوس).