6 أفلام أضيفت للأرشيف السينمائى فى موسم عيد الأضحى المبارك هذا العام، اختلفت الآراء حولها ما بين مؤيد ومعارض لها، والقول الفصل أصبح فى عصمة نقاد السينما بعد أن قال الجمهور كلمته فى شباك التذاكر.. ما قاله النقاد والجمهور توقعته فى العدد الماضى «روزاليوسف» لكن جائزة الحصان الأسود حصل عليها «كلب بلدى» بعد صراع استمر يومين فقط وأسفر عن سقوط كبير لنجم الكوميديا محمد سعد فى مقابل استرداد حلمى «عرشه».
أحمد حلمى بعد غياب عامين تصدر الإيرادات الأعلى لأفلام العيد فى موسم عيد الأضحي، وتربع على القمة، هذا ما يشير إليه الناقد السينمائى د. وليد سيف قائلاً إن «لف ودوران هو الفيلم الأفضل والأقرب للاكتمال فى عناصره الفنية، رغم وجود بعض التحفظات، التى من الممكن أن تمر وسر النجاح فى رأيى رجوع حلمى للكوميديا اللايت والسرد البسيط الذى أحبه الجمهور من خلاله فى جعلتنى مجرما وظرف طارق بالإضافة إلى الكيمياء الواضحة على الشاشة بينه وبين دنيا سمير غانم». وتتفق الناقدة ماجدة خيرالله مع سيف على تفوق أحمد حلمى بفيلم لف ودوران، على منافسيه رغم أنها ترى أن الإيرادات ليست دليلاً على جودة الأفلام، ولكن جمهور أحمد حلمى دائماً ما يراهن عليه ويريد أن يراه، وبهذا العشم تحقق أفلامه إيرادات عالية، خاصة أن هناك حالة اشتياق له بعد غيابه لمدة عامين أو أكثر، ولكن تجربة لف ودوران أقل من المتوقع بالنسبة لأعمال «حلمي» السابقة، ولم يقدم أى رسائل أو كوميديا مختلفة، وأداؤه التمثيلى هو المعتاد، ورأى الناس الحقيقى سيظهر بعد زحمة العيد. ورغم التصريحات المتتالية للمنتج أحمد السبكى ومحاولة إيهام الرأى العام بأن فيلمه «علشان خارجين» يتصدر جدول الإيردات، وهو ما لا يمت للواقع بصلة، ورغم عدم التصدر إلا أن نقاد السينما يرون شيئاًَ مختلفاً. حيث دافع وليد سيف عن فيلم «عشان خارجين» بقوله إنه يلى فى الترتيب كلاً من «لف ودوران» و«كلب بلدي» مشيراً إلى أنه عمل فنى وتجارى ولكنه معالج جيداً، وقائمة أبطاله مكررة وثلاثى متناغم مكون من بطل وبطلة ومخرج سبق لهم التعاون من قبل فى زنقة ستات، وحققوا نجاحا كبيرا. وفى نفس السياق وجدت ماجدة خير الله أن سيناريو فيلم «علشان خارجين» هو الأكثر تناسقا وإقناعا، خلال هذا الموسم، ولا يوجد به «سقطات» فى الإخراج إلى جانب اهتمام بالتفاصيل الصغيرة بالمقارنة بالأفلام الأخرى. وفى مفاجأة مدوية حقق كلب بلدى إيرادات تضعه فى المقدمة بعد أحمد حلمى فى حين يقبع محمد سعد فى مؤخرة الترتيب، رغم كونها أول بطولة يقوم بها أحمد فهمى دون مساندة الثنائى شيكو وهشام، و يرى وليد سيف أن كلب بلدى حقق معادلة الفانتازيا المحسوبة بذكاء ومحمية ببساطة وأثبت استحقاق أحمد فهمى للبطولة بلياقته الفنية والبدنية. ويرى سيف أن الفكرة لطيفة كبداية ومختلفة، ووجه رسالة عبر إسقاط فى القصة وهو كون أن الأم ليست فقط من تلد لأنه اعتبر «كلبة بلدي» فى مكانة أمه لأنها أرضعته حين دخلت أمه السجن، والرسالة الثانية أن الرجل المجنون الذى يقوم بدوره أكرم حسني، يريد السيطرة على العالم عبر لصق شريط خلف الرقبة ليتحكم فى الناس، فيقوم أكرم حسنى بضرب كل من يريد السيطرة عليه خلف رقبته، وهى رسالة مضمونها أن من يترك غيره يقوده ويضربه سيكون مسلوب الإرادة طول حياته. وأشاد وليد سيف بفيلم حملة فريزر رغم تحفظات قليلة نسبياً حيث يرى أن الموضوع مكرر والكوميديا ضعيفة، ولكن الإخراج متميز جداً، وقال إن هناك مجهوداً عالياً على مستوى الصورة والإيقاع والخدع، والواضح هو أن الإنتاج كان سخياً جداً. أما الناقدة ماجدة خيرالله فترى أن الفيلم مبنى على فكرة فانتازيا أى أنهم قدموا سيناريو وفكرة جيدة ولكنها ترى أن الثلاثى «شيكو وفهمى وهشام» دائماً ما يكون نفسهم قصيراً فى الكتابة، تكون مقدمة وختام الفيلم قوية، ولكنهم فى منتصف الفيلم تسقط الحبكة منهم، حتى يعودوا إلى النهاية للطيفة والكوميدية المعتادة. وتضيف خيرالله أن القائمين على الفيلم أحسنوا صنع الصورة والأداء وتصوير الحياة، والفكرة فيها طموح وغيرمكررة، ولكن أزمتهم دائماً فى عدم سير السيناريو على نفس المستوى طول الفيلم. وعلقت خيرالله على ما تردد حول وجود ما هو خارج عن الآداب فى الفيلم بأنها لم تر أى شيء غير معتاد، وجميع الألفاظ متداولة فى الشارع والمجتمع، ولكن اعتراضها على انفصام الرقابة فى مرور تلك الكلمات فى الفيلم ومعارضة وجود كلمة «البس» فى فيلم «علشان خارجين» وأنا أرى أن الكلمة ليست قبيحة ولكن المجتمع هو من يحمل هذه الكلمات إيحاءات مختلفة. أما صابر جوجل فاحتل المركز الثانى فى المؤخرة، ويعلق وليد سيف على هذا بقوله: «كالعادة يريد محمد رجب أن يجرب النيولوك فى فيلم جديد، فظهر بأجواء جمالية بدون مغزى ولا هدف ولا فكرة، ولا محاولة لصنع الضحك». ويرى سيف أن سيناريو صابر جوجل ضعيف جداً ولا يوجد به حبكة درامية. بينما وجهت ماجدة خير الله عدة رسائل لمحمد رجب قائلة: «الناس مش متقبلاك، وليس لديك كاريزما، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه». وترى خير الله أن محمد رجب يسير على نهج خاطئ، ويرى فى نفسه ما لا يراه الجمهور والنقاد، فيكتب سيناريو لنفسه ويرى نفسه وسيماًَ ومحل اهتمام النساء، وهذه مشكلته وليس مشكلة الجمهور. وتنصح خيرالله أن يعود «رجب» إلى مصاف رجال الدور الثاني، وأضافت: لا يجب أن يقفز فوق المنطق، فقد جرب البطولة مرات وفشل وعليه أنه يستوعب حقيقة أنه ليس بطلاً. فى المقابل فإن هجوما عنيفا يواجه محمد سعد بعد الخسارة الفادحة وسقوط فيلمه تحت الترابيزة، باحتلاله قاع ترتيب الأفلام سواء على مستوى الإيرادات أو المحتوى الفنى. وهنا يؤكد وليد سيف أن محمد سعد رصيده قد نفد تماماً والرهان عليه أصبح خاسر مقدماً، وفى الحقيقة أنه ليس الفيلم الأول الخاسر لسعد لكن الخسائر السابقة لم تكن بنفس الصورة الهزيلة التى جعلت الفيلم يحتل القاع بجدارة. وأضاف د. وليد: لم تجد النصائح فالدافع الآن إجبارى بالنسبة لمحمد سعد، لوضع حد لسقوط محمد سعد فى بئر الخسارة، وأن على «سعد» قبول الأدوار الثانية التى من خلالها يمكن أن يكشف عن الممثل البارع بداخله، دون قلق أو عصبية على النجومية التى أطاح بها بالاختيارات السيئة، ودون تحمل مسئولية فيلم أو الحرص على زعزعة الجمهور. ولم تكن ماجدة خيرالله رحيمة هى أيضاً فى تقييمها لمحمد سعد قائلة: «ربنا يتولاه لأنه خبط دماغة فى الحيط والحيط ما بيكسرش لأنه عايش فى ظل شخصية واحدة استنفدت أفكارها بقالها 16 سنة وكل مطالب الناس بالتغيير لم تجدى نفعاً». وأخيرًا وصفت ماجدة خيرالله ما يفعله محمد سعد ب«قمة الحمق»، بقولها إن الجمهور قد تحمله مراراً وتكراراً وقد نفد نصيبه من العشم عند الناس الذين حملوا له عرفان أنه أضحكهم يوماً ما.