مجموعة من البنات وجدن صعوبة فى التنقل فى الإسكندرية بسبب الزحام ففكرن فى قيادة الدراجات النارية ليتمكن من التحرك بسهولة ويسر عن زحام السيارات خاصة فى فصل الصيف الذى تمتلئ فيه عروس المتوسط بالمصطافين، ولم يكن اتجاه الفتيات لقيادة الموتوسيكلات حالات فردية بل أسسن شركة واشترطن فيمن تتقدم للعمل أن يكون لديها خبرة ثلاث سنوات فى القيادة، وتضع الشركة شروطًا مهنية منها أن ارتداء الخوذة إجباريا والسرعة لا تزيد على 60 كيلو مترا فى الساعة. شركة كابى التى تقدم خدمة الموتوسيكل التاكسى وجدت ترحيبًا لم تكن تتوقعه من الفتيات للعمل سائقات.. خاصة أن المشروع حل كثيرا من مشاكل السكندريات اللائى وجدن صعوبة فى السير بالسيارات وسط زحام الكورنيش. محررة «روزاليوسف» التقت إحدى السائقات بشركة كابى وخاضت معها تجربة التنقل من منطقة سموحة إلى شارع خالد بن الوليد ولم تستغرق الرحلة سوى ثلث ساعة بتكلفة 20 جنيهًا رغم الزحام وذلك وسط مضايقات من المارة. يُمنى حجاج إحدى مؤسسى، شركة كابى أكدت أن الفكرة بدأت بجروب على مواقع التواصل الاجتماعى فى جروب «ألكس سكوتر»، والفكرة لاقت استحسان كل من عُرضت عليه، خاصة أنها جاءت لتوفير الوقت والجهد والتكلفة وللتخفيف على الإسكندرية فى فصل الصيف التى تدخل فى زحام تام فيه، وأوضحت يمنى: إن الفكرة مقتبسة من إنجلترا.. لكن فكرتنا أن يكون التوصيل للبنت فقط، لأن المجتمع لن يتقبل توصيل الولد للبنت وبدأنا ب 10 فتيات، وكثيرون كانوا يستغربون قيادة البنات للموتوسيكل إلا أن الفكرة لاقت انتشارا واسعًا ونطمح أن نقدم الفكرة فى شوارع القاهرة أيضًا. وأكدت أن التواصل مع الزبائن يكون عبر هاتف بمقر المشروع بالإسكندرية وذلك لحين اكتمال تطبيق الهاتف المحمول الخاص بالشركة على طريقة أوبر وكريم. وعن متطلبات الخدمة أكدت أن السائق ومن تركب معها ملزمتان بارتداء الخوذ طبقًا لقواعد المرور والخدمة متوافرة للشباب طوال ال 24 ساعة وللبنات حتى الحادية عشرة مساءً فقط والعداد يفتح ب 10 جنيهات وكل كيلو بجنيه واحد، والمشوار من سموحة لمحرم بك 17 كيلو يتكلف 27 جنيهًا فى حين أن التاكسى يحصل فى مشوار مماثل على 50جنيهًا. وعن شروط الفتيات قالت: لا بد أن تحمل المتقدمة رخصة قيادة دراجة نارية وكل يوم هناك تعيينات جديدة بالشركة، وأكثر طلبات التوصيل لفتيات صغيرات فى السن، وأغلبها يقتصر على طالبات الجامعة والخدمة الآن تغطى كل الإسكندرية وقريبًا ستصل الساحل الشمالى ولدينا مشروع لتقديمها فى القاهرة. دينا محمد أول من قدمت الخدمة تقول: الفكرة جاءتنى لأننى عانيت مع أولادى فى توصيلهم فأنا أسكن بالإبراهيمية والمدرسة فى سموحة وعندما فكرت فى شراء سيارة عرفت أننى سأواجه صعوبة فى ركنها وفى الزحام الذى تعانى منه الإسكندرية ومن هنا عرض عليّ زوجى قيادة الموتوسيكل الأتوماتيك وأقنعنى أن تعلم قيادته أمر سهل فتعلمت بسرعة وعند قيادتى له أول مرة ومعى أولادى كانت نظرات الناس غريبة وكأنهم رأوا معجزة، والحقيقة أننى وجدت مساعدة من السائقين واحتراما منهم فى الأماكن المزدحمة وكانوا يفسحون الطريق، وحينما علمت أن هناك شركة تقدم الخدمة كان لدى إصرار على أن أكون أول من يقدم الخدمة، وهناك فتيات يطلبن أن يكون التوصيل ذهابًا وعودة ولا يوجد شيء يدعو للخوف خاصة أننا وضعنا قيدًا على أنفسنا بألا تتجاوز السرعة ال60 كيلو فى الساعة، مع تجنب «الغرز» فالقيادة يجب أن تكون بخط مستقيم طالما الطريق مفتوحًا وحينما يزدحم نتحرك فى الأماكن المتاح لنا الحركة فيها سواء فوق الرصيف أو بين السيارات حتى نتجنب الوقوف كثيرًا. وعن تقبل الناس لفكرة أن تقود امرأة موتوسيكل قالت دينا: إن الناس غالبًا لا يميزون من الذى يركب الموتوسيكل بنتًا أو ولدًا، فالعاملات فى الشركة يرتدين ملابس خاصة عالية الأمان بالإضافة إلى الخوذة فوق رؤوسهن ولم نتعرض لمضايقات نرى أنه يمكن أن تدفعنا إلى التوقف عن العمل, وهناك مناطق نتجنب الذهاب إليها ومنها الحضرة القديمة نظرًا لازدحامها الشديد. وأضافت دينا: يُشترط فى السائقات ألا تقل خبرتهن عن ثلاث سنوات فى القيادة، ونجرى لهن اختبار قيادة عند تقدمهن للعمل, والدراجات النارية عندنا لها مواصفات فيجب أن تكون بمسند مريح لضمان تقديم خدمة مميزة وأكثر ما يضايقنا هو المطبات العشوائية التى نواجهها ونحرص على تغيير الصمام المقابل للأنف فى الخوذة بعد كل رحلة حتى لا تنتقل الأمراض بين الركاب. محيى محمد من أهل إسكندرية قال: إن فكرة قيادة البنات للموتوسيكلات غير مقبولة فى الإسكندرية وقد تكون شيئًا طبيعيًا فى فصل الصيف فقط على البحر كنوع من الرفاهية والسبب فى الرفض أن الإسكندرية ما زالت بها أحياء شعبية وقد تتعرض الفتيات لمضايقات أو ربما الاختطاف وبالتالى سنكون أمام كارثة نحن فى غنى عنها من البداية. ليلى درويش قالت: الفكرة متميزة خاصة أن سائق الموتوسيكل بنت والموضوع آمن وبه جميع احتياطات السلامة، لكن المشكلة فى تعليقات الناس فى الشوارع الذين ينظرون لنا باستغراب وتعجب لدرجة أن كثيرين وقعوا ضحية حوادث سير بسبب انشغالهم بالنظر لنا، ورغم الرفض الذى تطلقه بعض الفتيات إلا أنهن فى الحقيقة يتمنين العمل وقيادة الموتوسيكل، لكن ليس لديهن الشجاعة والجرأة بسبب التقاليد ونظرة المجتمع الشرقى، ومع مرور الوقت ستفرض الفكرة نفسها لأنها عبقرية وحل مثالى لمواجهة الزحام وأن أى فكرة فى البداية تُرفض إلا أن القائمين عليها يستطيعون فرضها.