يعانى أكثر من 300 ألف مواطن يقطنون فى 70 قرية بدائرة محافظة البحيرة، من العطش الذى ضرب قراهم بسبب انقطاع مياه الشرب أو فى أفضل الأحوال ضعفها، ورغم تصريحات المسئولين المتكررة عن انتهاء الأزمة وإيجاد حلول لها، سادت حالة من الاستياء الشديد والغضب العارم بين المتضررين، وقاموا بقطع طريق دمنهور وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مبنى ديوان عام المحافظة. فى محاولة لمقابلة المحافظ لمطالبته بحل مشكلة انقطاع مياه الشرب، رحمة بهم من اعتمادهم على الشرب من مياه الترع المخلوطة بالصرف الصحى. «روزاليوسف» ترصد مشكلة انقطاع مياه الشرب عن أهالى قرى البحيرة، لعرضها على المسئولين، فى محاولة لوضع حلول جذرية رحمة من العطش الذى ضرب قراهم. ففى البداية قام أهالى قرى البكوات ومحلة داود والهوارية والمحامدة، ومحلة الثابت والخزان بمركزى الرحمانية ودمنهور، بقطع طريق «دمنهور- دسوق» أكثر من مرة، احتجاجا على انقطاع مياه الشرب عنهم منذ شهرين تقريبا، كما نظم أهالى قرية زاوية غزال بدمنهور وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مؤكدين مأساتهم فى الحصول على مياه الشرب، وقيامهم بشرائها من القرى المجاورة. ويعيش فى نفس المشكلة العشرات من قرى مركز كفر الدوار وأهالى قرى عزبة لطفى والقباطين والعسكرى وعلى حافظ القبلية وعلى حافظ البحرية وفيكتوريا وكفر السابى والأنصارية والغفارة وعزبة غزال والشرمة وسيف الدين والإصلاح الزراعى بشبراخيت، وقرى بقطرالغربية بأبوحمص وتوابعها وزرقون ونديبة بدمنهور. وأكد رجب عبدالغني، أحد أهالى قرية البكوات بمركز الرحمانية: إن مياه الشرب مقطوعة عن القرية منذ شهرين، حيث تقدمنا بشكاوى كثيرة للمسئولين، ولا حياة لمن تنادى. فيما أضافت صفاء محمد، من أهالى القرية: إن مياه الشرب مقطوعة عنا طوال شهر رمضان والعطش ضرب بيوتنا. وطالب أهالى القرى التى ضربها العطش بمحافظة البحيرة، الحكومة بتوفير المياة المعدنية على المقررات التموينية وصرفها على البطاقات بسبب الانقطاع المستمر لمياه الشرب عن تلك القرى. وقال سلامة قنديل أحد أهالى قرية البكوات بمركز الرحمانية: إن مياه الشرب مقطوعة عن القرية منذ شهرين رغم اقتراب القرية من نهر النيل فرع رشيد، مؤكدًا عجر المسئولين عن حل المشكلة حتى الآن. ويتقدم المواطن سلامة قنديل باقتراح إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد حفنى وزير التموين، باستبدال بعض السلع التموينية مثل السكر والزيت بمقررات من مياه الشرب، موضحًا أن مياه الشرب المعدنية أصبحت أقصى ما يتمناه المواطن الغلبان بقرى البحيرة وأنها أصبحت أهم من الزيت والسكر. وانتقد محمد عطية، أحد أهالى عزبة قنطون مركز المحمودية بالبحيرة بطء تصرف المسئولين تجاه أزمة انقطاع مياه الشرب قائلا: «بقالنا أكثر من شهرين مش ورانا حاجة إلا انقطاع المياه وسيبنا بيوتنا وبنجرى ورا المسئولين لحل الأزمة منذ ثلاث سنوات ونعتمد على القرى والعزب المجاورة لنا للحصول على مياه شرب نظيفة، وأصبت وأهالى القرية بمرض التليف الكبدي، محتاجين حد ينجدنا». فيما يناشد أهالى القرى المحرومة من مياه الشرب بالبحيرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بالتدخل وإنقاذهم من الموت عطشًا عقب فشل المسئولين بشركة المياه فى حل مشكلة انقطاع مياه الشرب عن القرية منذ شهرين. وفى محاولة من أحد رجال الأعمال للتخفيف عن كاهل الأهالى المتضررين من قطع مياه الشرب فوجئ أهالى قرية «البكوات» والقرى المجاورة التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، بوصول شاحنة «مياه معدنية» لإنقاذهم من العطش بعد انقطاع مياه الشرب لمدة 40 يوما دون تدخل من مسئولى شركة مياه الشرب لحل الأزمة. وقال سعيد شتا: إن شاحنة «المياه المعدنية» مهداة من أحد أبناء مصر المخلصين (فادى أحمد المصري) من المنصورة، فى محاوله لإنقاذ أرواح المواطنين الأبرياء من الموت عطشًا قائلا: «كنت ألتمس لهم العذر وتحملت كل شىء وأنا راض وسعيد لأن المياه هى الحياة، هؤلاء هم المصريون الجدعان خيرهم سابقهم فى كل مكان فيه جرح فى مصر بيحاولوا بسرعة يلحقوه، هذه هى النماذج المحبة والمخلصة لبلدنا الغالية مصر». ومن جانب آخر نجد أنه بسبب تهالك شبكة مياه الشرب بقرية النجيلى بمركز أبو المطامير تصدع 3 منازل وحدوث شروخ بها مما أدى إلى تشرد أكثر من 10 أسر من أهالى القرية بعد أن أخلت الوحدة المحلية منازلهم. كما تسبب الإهمال فى تسرب المياه أسفل منازلهم وكسر ماسورة المياه المغذية للقرية والمارة أسفل منازلهم، فجأة وجد الأهالى أنفسهم يقيمون فى الشارع وسط تجاهل من المسئولين. من جانبه أعلن النائب محمد سعد تمراز، عضو مجلس النواب بدائرة كفر الدواربالبحيرة، عن تقدمه باستجواب لوزير الإسكان بعد انتهاء إجازة عيد الفطر بسبب انقطاع مياه الشرب بأكثر من 50 قرية وعزبة بكفر الدوار منذ أكثر من شهر.. وحمل تمراز المسئولية فى حالة العطش للوزير مطالبا بضرورة إقالته. وأشار إلى أنه تقدم بالكثير من طلبات الإحاطة للوزير وتواصل مع عدد من المسئولين بالوزارة، ولكن دون جدوى ولم يرد الوزير على أى من هذه الطلبات. وأوضح تمراز أن الاستجواب الذى سيتقدم به لوزير الإسكان بمجلس النواب مرفق معه مذكرة توضح عدم وجود مياه شرب منذ أكثر من 30 يومًا على الرغم من علم الوزير بهذه الكارثة إلا أنه لم يتدخل لحلها، كما أنه تتم معاملة محافظة البحيرة بشكل سيئ دونا عن جميع محافظات الجمهورية خاصة فى تكلفة تركيب عدادات المياه غير الموجودة وتقدير حجم المخالفات الباهظة التى تفرض على المواطنين. واعترف الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة بمشكلة انقطاع مياه الشرب فى 38 قرية وتابعا من قرى المحافظة وليس 70 قائلا بأنها واقع وحقيقة لا تنكر، وجار وضع حلول جذرية لها من خلال عمل وصلات فرعية لزيادة ضغوط المياه، وجارى التنسيق مع الهيئة القومية للصرف الصحى ومياه الشرب لعمل محطة مياه صغيرة لخدمة أهالى قرى «البكوات، والإشراك، ومحلة الثابت» بمركز الرحمانية. وأكد المحافظ على اتخاذ العديد من الإجراءات الفورية العاجلة للقضاء على مشكلة انقطاع مياه الشرب وضعفها ببعض المناطق بمدن ومراكز المحافظة والناتجة عن زيادة استهلاك المياه نظرًا للارتفاع الملحوظ فى درجات الحرارة التى سادت معظم أنحاء الجمهورية خلال الأيام الماضية بالإضافة إلى التوسعات الكبيرة التى شهدتها معظم المناطق داخل الكتل السكنية وعلى الأراضى الزراعية مما أدى إلى عدم استيعاب أقطار بعض المواسير القائمة لتلك التوسعات مشيرًا إلى أنه تم التشديد على جميع رؤساء الوحدات المحلية بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى وضع الحلول الجذرية لتلك المشكلات التى تطرأ أولا بأول. فيما شددت المهندسة نادية عبده نائب محافظ البحيرة، والخبيرة الدولية فى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى على جميع رؤساء الوحدات المحلية بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي، فى وضع الحلول الجذرية للقضاء على مشكلة انقطاع مياه الشرب وضعفها ببعض المناطق بمدن ومراكز المحافظة، ووضع حلول لتلك المشكلات التى تطرأ أولا بأول. ولفتت إلى أن الوحدة المحلية بمركز ومدينة دمنهور قامت بتوفير العمال ومعدات الحفر اللازمة والوقوف مع أهالى قرية بنى موسي، وتوصيل ماسورة قطر 8 بوصة لمسافة كيلو و200 متر من الخط الرئيسى المار بدسوق - دمنهور، الأمر الذى أدى إلى ضخ المياه بالمنطقة والقضاء على مشكلة انقطاع المياه بها. وأضافت نائبة المحافظ أنه تم مد خط خاص للجزء الشمالى بقرية سنهور بمركز دمنهور، الذى كان يعانى من عدم وصول المياه له، نظرًا لارتفاع المنطقة عن باقى أجزاء القرية، وتم الدفع برافع للمياه عند مدخل الماسورة الرئيسية لقرية سيدى غازى بكفر الدوار مع غلق بعض المحابس الفرعية لإنهاء مشكلة الجزء الشمالى من القرية، الذى كان يعانى من الانقطاع الدورى نظرًا لارتفاع المنطقة عن الجزء الجنوبى. وبعرض مشكلات القرى المحرومة من مياه الشرب على المهندس خالد حسين، رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة البحيرة، أكد أن الشركة نفذت عددا من الإجراءات والحلول لمعالجة مشكلة ضعف المياه ببعض مراكز وقرى المحافظة مشيرا إلى أنه تم تركيب طلمبات رفع كهربائية لتحسين الضغوط، وإحلال وتجديد الشبكات والخطوط، وتغيير الخطوط بأخرى لضخ مياه أكثر، لتلبية مطالب وحاجات المواطنين.