ومن الواضح أن حضرات المسئولين عندنا حاصلون على درجة ضعيف جداً فى فن الإدارة.. بدليل تلك الأزمات المتلاحقة التى نقع فيها مثل الشطار.. ولو أننى مسئول مهم لأمرت باستيراد خبراء من بلاد بره لإدارة الأزمات.. ندفع لهم الشيء الفلانى بالعملة الصعبة.. تماماً كما ندفع لمدربى فرق الكرة.! ولو حضر الخبير الخواجة إلى بلادنا.. فسوف يهتم بنظافة الشوارع وسوف يكلف الشركات الوطنية ويعيد الزبال القديم.. وسوف يهتم بتدوير الزبالة بدلا من تلك الشركات المستوردة التى نعانى معها تكدس الزبالة حول المدارس والمستشفيات. سوف يتعاقد الخواجة المستورد مع دولة الإمارات الشقيقة لإستيراد سيارات وأتوبيسات النقل العام.. وقد نجحت فى صناعتها هناك.. فى حين فشلنا ونحن الدولة الصناعية فى صناعة سيارة واحدة.. وسوف يختفى التوك توك والميكروباص بعد عودة سيارات النقل العام الطفشانة.. وسوف نستعين بالماء والصابون للتخلص من الأوساخ والقذارة تعشش على كراسى الأتوبيس والمترو تخرج لنا لسانها.. كدليل على الخيبة الثقيلة والحال المائل.! الخبير الخواجة سوف يستولى على الشقق الثانية والثالثة للبهوات ويوزعها بالعدل والقسطاس على الشباب العاجز عن السكن والزواج.. وسوف تنتهى أزمة الإسكان نهائياً.. وسوف تفرض ضريبة مضاعفة على الشقق الفاخرة والفيلات والمنتجعات وأراضى الجولف والقصور الفاخرة فى المدينة التى يسكن أهلها المقابر ويحاولون الحصول على الشقق التى تعرضها الدولة فيزاحمهم البهوات! سوف يكتشف الخبير الأجنبى.. أن مصر دولة زراعية فى الأساس ليعيد زراعة القطن الذى تبهدل على يد السلطة الوطنية ليعيد لمصر سابق مجدها القطنى الذى نصدره بالشيء الفلانى لينتعش سوق العملات الحرة.. وسوف يشمر الخواجة عن ساعديه ويأمر الدولة باستلام القمح من المزارعين.. وحتى نأكل من خير بلدنا لنتوقف عن ظاهرة الاستيراد من الخارج للقمح والدقيق والعيش والصابون واللحمة والفراخ والسمنة والسكر وحتى الفول المدمس! الخواجة سوف يحدد سقف المرتبات كما فى جميع بلاد الدنيا التى لا تعرف ظاهرة تقاضى المحظوظين الآلاف المؤلفة.. ويتقاضون مكافآت بالشيء الفلانى بمناسبة حلول شهر شعبان - أى والله شهر شعبان -فى حين نتقاضى الملاليم فى شعبان ورمضان وشوال وذوالقعدة.. ومع هذا يعايروننا بأن على رأسنا ريشه.. فى حين أن الريشة الحقيقية على رؤوس القضاة والنيابة والبوليس والجيش ومجلس الوزراء وأعضاء البرلمان! والخواجة سوف ينظم لنا النسل وسوف يأمر بضبط الاستهلاك ومنع الاستيراد وسوف يعتقل البلطجية على أبواب النقابات ويضعهم فى الصحراء الجرداء.. ولو أرادوا البقاء على قيد الحياة فعليهم بالشغل والإنتاج تماماً كما حدث مع أمريكا حيث صدرت بريطانيا إليها الخارجين على القانون! وطبعاً سوف يمنع الخواجة الاحتكار فى الإعلام.. لأنه ممنوع من عرف الخواجة أن يمتلك نفس الشخص جريدتين متنافستين.. مثل الجارديان والتايمز.. ويمتلك فى نفس الوقت عدة قنوات فضائية.. لأن هذا يدخل فى باب الاحتكار المرفوض عالمياً! ياريت نتعاقد مع الخواجة.. ويارب نوفق فى اختيار الأصلح.. وياليته يقبل القيام بالمهمة الصعبة.. وهى المهمة التى فشل فيها البهوات عندنا.. الحاصلون على درجة الامتياز.. فى فن صناعة الأزمات.
